الجبل الأسود: انتخابات برلمانية مبكرة تعزز حظوظ البلاد في الانضمام للاتحاد الاوروبي

استطلاعات الرأي ترجح فوز اللائحة المؤيدة لأوروبا

امرأة عجوز تحمل بطاقة اقتراع في أحد مراكز التصويت في بودغوريكا (أ.ب)
TT

توافد سكان منتينيغرو أمس على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي تأتي في وقت تعيش فيه البلاد حالة من الترقب والأمل في أن تكون أول دولة من دول يوغسلافيا السابقة تنضم للاتحاد الأوروبي بعد سلوفينيا. وتأتي الانتخابات في حين يطمح التحالف الحاكم التابع لرئيس الوزراء ميلو ديوكانوفيتش، الأوفر حظا لولاية جديدة لقيادة البلاد على خلفية الأزمة الاقتصادية.

ويحق لـ498 ألف ناخب المشاركة في الانتخابات، بينما تتنافس 16 قائمة انتخابية لشغل مقاعد البرلمان الـ81. ومن المتوقع أن يفوز التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء ميلو ديوكانوفيتش، «الجبل الأسود الأوروبية» بأغلبية المقاعد. وقال ديوكانوفيتش، بعد الإدلاء بصوته: «إنه يوم مهم لمستقبل مونتينيغرو. أتوقع من المواطنين أن ينتخبوا برلمانا سيواصل إدارة عملية الإصلاح، التي ستقرب مونتينيغرو من هدفها الإستراتيجي، أي ضمان مستوى حياة أوروبية لمواطنيها» كما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية».

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بوتغوريتسا، سفيتوزار يوفيتشوفيتش، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»: إن «تحالف ديوكانوفيتش هو من سيفوز في الانتخابات، ولكن لا نعرف تحديدا النسبة التي سيفوز بها، وهل سيحقق أغلبية ساحقة أو يضطر للتحالف مع بعض الأقليات العرقية في البلاد» في إشارة إلى البوشناق والألبان. وتابع، «الألبان والبوشناق على الرغم من أنهم لا يمثلون سوى 28 في المائة من نسبة السكان (نحو 800 ألف) إلا أنه بإمكانهم إهداء ورقة الترشح لأي من المتنافسين». وأظهرت استطلاعات للرأي سبقت الانتخابات أن تحالف ميلو ديوكانوفيتش، «الجبل الأسود الأوروبية»، سيفوز بـ54 في المائة من نسبة الأصوات، وهو ما يمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده، ويليه تحالف سرجان ميليتشا «الحزب الاشتراكي الشعبي» بنسبة 17 في المائة، بينما حصلت قائمة الديمقراطية الصربية الجديدة، بزعامة أندريه مانديتش على 12 في المائة. ويأمل السكان في أن تمثل الانتخابات الجديدة مرحلة متقدمة في القضاء على الفقر ومحاربة الجريمة المنظمة والسرقة. كما يرنو سكان الجبل الأسود إلى انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن. وقالت سيدة قدمت للإدلاء بصوتها في الانتخابات: «نريد من الحكومة الجديدة وضع السبل الكفيلة بمنع تأثير الأزمة الاقتصادية على حياة المواطنين»، في حين قال ناخب آخر بأن «الانتخابات تأتي من أجل الجبل الأسود، ليشعر المواطنون بأنهم أحرار، وبإمكانهم انتخاب الحكومة التي ترعى مصالحهم». واعتبر النتائج مهما كانت «لصالح منتينيغرو الحرة». وكان الجبل الأسود قد تقدم بطلب الانضمام للاتحاد الأوروبي في 11 فبراير (شباط) الماضي، ولقي طلبه معارضة من قبل عدد من الدول الأوروبية من بينها هولندا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا. وترى ألمانيا أن الجبل الأسود لم يكمل استعداداته للانضمام للاتحاد الأوروبي، بينما طلبت بلجيكا الانتظار قليلا. أما هولندا فقد بررت معارضتها، بوجود علاقة للجبل الأسود مع صربيا في قضية جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة. بيد أن الرئاسة الأوروبية التشيكية قد أعلنت مؤخرا بأن «الجبل الأسود يمكن أن يدعى لمحادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية شهر يونيو القادم». ولا تبدو المعارضة، التي تشهد انقسامات حادة، في موقع يهدد فوز ائتلاف ديوكانوفيتش، الذي يسيطر على الحياة السياسية لمونتينيغرو منذ نحو عشرين عاما، من دون انقطاع تقريبا. وأكد رئيس الحكومة أنه دعا لانتخابات نيابية مبكرة لتسريع الإصلاحات، التي يفترض أن تقود البلاد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. لكن المعارضة تتهم الحكومة بأنها تسعى للحصول على ولاية ثانية قبل أن تظهر نتائج الأزمة الاقتصادية وتأثيراتها على اقتصاد البلد الناشئ.