البشير في قطر ولن يتحاشى لقاء بان كي مون.. والأمين العام يرفض إلغاء مشاركته من أجله

الخرطوم عاشت 10 ساعات من الغموض

TT

وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير للدوحة أمس على متن طائرة سودانية للمشاركة في أعمال القمة العربية التي تفتتح اليوم. وقالت مصادر سودانية إن البشير لن يتحاشى لقاء الأمين العام للأمم المتحدة المشارك أيضاً في القمة. بينما قال مصدر مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لن يتراجع عن مشاركته في قمة الدوحة بالرغم من حضور الرئيس السوداني. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، رداً على سؤال حول ما إذا كان حضور الرئيس عمر البشير سيؤدي إلى تراجع بان كي مون عن حضور القمة العربية، بقوله «السودان عضو في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية جهاز قضائي مستقل لا يمنع الأمم المتحدة من التعامل مع السودان». إلا أن المصدر أكد «نحن نتمسك بشرعية المحكمة الجنائية ونتمنى أن تحترم كل البلدان هذه المحكمة».

وعاشت الخرطوم أمس حالة ترقب لأكثر من 10 ساعات إزاء الغموض الذي صاحب سفر الرئيس عمر البشير للمشاركة في القمة العربية. واستقبلت الخرطوم، فيما بعد، نبأ وصول البشير إلى الدوحة، الذي نقلتها وسائل الإعلام والقنوات الفضائية مباشرة من الدوحة، بمشاعر متباينة، تراوحت بين التصفيق والفرح، عبر عنها البعض بالتهاني والهتافات ورسائل عبر الهواتف الجوالة، فيما اعتبر آخرون الخطوة فيها مخاطر عليه، وكان ملحوظاً حرص أغلب مواطني الخرطوم على متابعة قضية سفر الرئيس، من خلال جلوسهم لساعات أمام شاشات القنوات الفضائية. وفشلت محاولات الصحافة في الخرطوم في الحصول على إجابة قاطعة من المسؤولين السودانيين بشأن سفر البشير إلى الدوحة، وتراوحت إجاباتهم بين تأكيد لسفر الرئيس إلى الدوحة دون الخوض في المواعيد، وبين نفي اعتزامه السفر، فيما غطى الساحة جدل بين من يؤيدون السفر ومن يرفضون، فيما يشبه الاستقطاب عبر المظاهرات والمقالات في الصحف، ولقاءات مع نافذين في الحكومة. وقالت مصادر حكومية مطلعة لـ «الشرق الأوسط» إن الغموض، الذي صاحب عملية سفر البشير طبيعي، ويدخل ضمن الاحتياطات الضرورية لسفره بعد صدور المذكرة بتوقيفه من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وشددت على أن كل الأمور في يد اللجنة المكونة لدراسة سفر البشير إلى الخارج، فيما لم يعلن بعد أسماء أعضاء اللجنة، غير أن الحكومة قالت إنها مكونة من أطراف سياسية ودبلوماسية وأمنية.

وحسب المصادر فإن طائرة البشير أقلعت من الخرطوم متوجهة إلى الدوحة في حوالي الساعة الثانية من بعد الظهر. ويضم الوفد المرافق له: الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، وعلي أحمد كرتي وزير الدولة بالخارجية، وعبد الباسط سبدرات وزير العدل، والوزير أسامة عبد الله رئيس وحدة تنفيذ السدود، والدكتور لوال دينق وزير الدولة بالمالية، وحسبو محمد عبد الرحمن مفوض الشؤون الإنسانية. وقبيل سفر البشير نقل عن عبد المنعم مبروك سفير السودان بالقاهرة أن الرئيس البشير قرر المشاركة في القمة العربية، وقال مبروك في تصريح لصحيفة مسائية تصدر في القاهرة إن اللجنة التي تم تشكيلها لدراسة الجوانب المتعلقة بإمكانية مشاركة البشير في القمة أوصت بالمشاركة على ضوء الدراسات الأمنية والسياسية لهذا التحرك، ولكنه استدرك في تصريحات لاحقة أن مؤسسة الرئاسة هي التي تحدد مشاركة البشير في القمة. وفي سياق الغموض الذي اكتنف الخرطوم قبيل سفر البشير إلى الدوحة، نسب إلى مصدر في الخرطوم أن علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني هو الذي سيرأس وفد السودان إلى الدوحة، وحسب المصدر فإن «عدم سفر البشير ليس خوفاً من قرار المحكمة الجنائية وإنما بسبب إتاحة الفرصة للمشاركين في القمة لحرية التشاور والتداول حول القرار وإعلان الموقف العربي المناسب بشأن موضوع الأزمة بين الخرطوم والمحكمة الجنائية».