مقاتلو «القاعدة» يتدفقون إلى الصومال.. ومقتل 14 شخصا على الأقل في مواجهات

جندي بوروندي بين القتلى.. و450 مقاتلا أجنبيا ينشطون إلى جانب حركة الشباب الأصولية المسلحة

TT

في وقت تشير فيه تقارير دولية إلى أن مقاتلي «القاعدة» يتدفقون إلى الصومال للالتحاق بالمتمردين الإسلاميين المحليين بتشجيع من أسامة بن لادن، قال شهود عيان إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم أمس في قتال بين الشرطة الصومالية ومسلحين إسلاميين بمقديشو، كما قتل ستة أشخاص آخرين في اشتباكات بين إسلاميين متشددين من حركة الشباب وميليشيا منافسة في إقليم باي بوسط الصومال، فيما يحاول الرئيس الجديد جلب الاستقرار إلى الدولة الواقعة في القرن الأفريقي. وقال مقيمون إن المعارك الأخيرة في العاصمة اندلعت على الطريق التي تربط وصلة كيه فور الاستراتيجية بالقصر الرئاسي على أحد التلال. وكان بين القتلى في مقديشو جندي بوروندي من بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المتمركزة في المدينة. وقال ضابط كبير في البعثة لـ«رويترز» «قتل أحد جنودنا عندما انفجرت قنبلة على الطريق في جنوب مقديشو. وكانت القنبلة تستهدف قافلة لنا قرب إحدى قواعدنا في مبنى قديم للجامعة».

إلى ذلك، وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من نيروبي، فإن مرشحين أجانب «للجهاد» تدفقوا أخيراً إلى الصومال للالتحاق بالمتمردين الإسلاميين المحليين بتشجيع من أسامة بن لادن، مستفيدين من انسحاب الجيش الإثيوبي، مما يثير المخاوف من انتشار دائم لتنظيم القاعدة في هذا البلد. وتؤوي الصومال حالياً، بحسب التقديرات، نحو 450 مقاتلا أجنبياً ينشطون إلى جانب حركة الشباب الإسلامية المتشددة التي تقود تمرداً دامياً منذ 2006.

لكن عدد المقاتلين الأجانب ازداد إلى حد كبير في العام 2009، بحسب بعض الخبراء في الصومال، التي لم تكن حتى الآن مأوى سوى لعدد قليل منهم ملاحقين، لارتباطهم المفترض بتنظيم القاعدة، ومستغلين حالة الفوضى التي تعم البلاد للاختباء فيها. وقال إسماعيل حاجي نور، وهو مسؤول أمني سابق أنشأ ميليشيا خاصة به لمحاربة الشباب وحلفائهم «كان هناك ربما مائة أجنبي العام الماضي لكن العدد ارتفع في الوقت الحاضر إلى 450 بحسب تقديرنا».

وأوضح نور أن الجهاديين الأجانب يأتون من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا ويدخلون إلى البلاد عبر رحلات منتظمة تحط في منطقة أرض الصومال التي تتمتع بشبه حكم ذاتي في شمال جمهورية الصومال. ويحتشد معظمهم في غاروي «عاصمة» منطقة بونتلاند التي أعلنت استقلالها من جانب واحد، تحديداً في بيداوة مقر البرلمان الصومالي (250 كلم إلى غرب مقديشو) وفي مرفأي مركا وكيسمايو (جنوب).

وعبر دبلوماسي معتمد في نيروبي عن قلقه قائلا «هناك خطر يؤخذ على جانب كبير من الجدية، بأنهم يتطلعون إلى أبعد من الصومال لعملياتهم». فمع تخلصهم من عدوهم اللدود المتمثل بإثيوبيا التي أنهت في يناير (كانون الثاني) تدخلها العسكري في الصومال إلى جانب الحكومة، قام الشباب بالتقرب من «القاعدة» بحسب مصدر استخباراتي.

وبات «مجلس» من عشرة أعضاء يضم صوماليين تدربوا في معسكرات تدريب في أفغانستان بينهم مختار روبو المتحدث الرئيسي باسم المجموعة، ولكن أيضاً هناك سعوديون وسودانيون وكذلك فضل عبد الله وهو من مواليد جزر القمر ومطارد لضلوعه في الاعتداءات التي تبناها تنظيم القاعدة على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في 1998.

وقال نور «سيستهدفون كينيا وجيبوتي وإثيوبيا. وستسعى القوى العظمى الغربية بكل قواها لحماية هذه الدول المجاورة بدلا من تسوية المشكلات الداخلية في البلاد»، معتبراً أنه من الضرورة الملحة ترسيخ حكم الرئيس الصومالي الجديد شريف شيخ أحمد زعيم الإسلاميين المعتدلين. وفي رسالة صوتية موجهة إلى «أبطال الصومال» بثت على الإنترنت مؤخراً، دعا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الشباب إلى «خلع وقتال» الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد وإلى مواصلة «الجهاد»، مما يثير مخاوف من إمكان أن تقوم المجموعة في ظل «القاعدة» بعمليات واسعة النطاق. وفي الانتظار يشدد الشباب سيطرتهم على مدن رئيسية. وفي هذا السياق قال الكولونيل عدن عبد الله، الضابط في شرطة منطقة بيداوة، إن «الجميع هنا يعلمون أن العديد من المقاتلين الأجانب موجودون بين أولئك الذين يقاتلوننا في منطقتي باي وباكول». وقال تاجر محلي طالباً عدم كشف هويته «إن شاباً تحدث معه قال لي إنه أتى من المغرب لكن قائد المجموعة، وينادى بمحمد، هو أميركي أبيض». وروى أحمد حسن وهو من سكان هذه المنطقة «إن هؤلاء الرجال البيض مدججون بالسلاح مع قنابل يدوية وبنادق هجومية. فهم يأتون أحياناً إلى المسجد ويصلون معنا». وقال محمد وهو أيضاً من سكان المنطقة «لا أعرف لماذا هم هنا: لم يعد هناك جهاد الآن بعد أن رحل الإثيوبيون» من الصومال.