الجيش البريطاني يبدأ انسحابه من البصرة قتاليا اليوم.. ويتحول لمهام التدريب والإعمار

محافظ المدينة لـ«الشرق الاوسط»: القوات الأميركية ستحل محل البريطانيين وستتمركز في المطار

فرقة عسكرية بريطانية تعزف خلال احتفال ببدء الانسحاب البريطاني من البصرة (رويترز)
TT

بعد مرور اكثر من ست سنوات على بقائها في العراق تستعد القوات البريطانية اليوم للرحيل من مدينة البصرة جنوب العراق لتحل محلها القوات الاميركية.

وقال محمد الوائلي محافظ البصرة ان القوات البريطانية ستبقى في العراق في مجال اعادة الاعمار والاستثمار ودعم الاجهزة الامنية في مجال التدريب، بعد ان كانت تحمل طابعا قتاليا على مدى السنوات الست الماضية.

واضاف الوائلي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» أن القوات الاميركية ستحل محل البريطانية وسيكون وجودها الرئيس في مطار البصرة الدولي.

واكد الوائلي ان المدينة التي تسلمت ملفها الامني عام 2007 «تكن الاحترام والتقدير للقوات البريطانية التي ساعدت اهاليها على حفظ امن مدينتهم»، مشيرا الى ان «البصرة تعد من اهم بوابات الوطن العربي والعراق وسيكون لها شأن كبير في مجال الاقتصاد والتجارة في المستقبل القريب».

وحول الامكانات التي تمتلكها القوات الامنية العراقية في حال خروج القوات البريطانية ثم الاميركية قال الوائلي ان «القوات الامنية العراقية في مدينة البصرة مؤهلة تماما لحفظ الامن في المدينة وان لديها متابعات استخبارية لكل الخارجين عن القانون وان هناك تنسيقا مع المواطنين انفسهم من اجل الوصول الى كل الثغرات الامنية وتجاوزها».

من جانبه، أكد الفريق محمد هودي قائد القوات العراقية في مدينة البصرة ان القوات البريطانية «قدمت كل ما تمتلك من جهد من اجل حفظ الامن في مدينة البصرة» بالتعاون مع القوات العراقية، مشيرا في تصريح للصحافيين، أثناء مأدبة وداع اقيمت لقيادات في الجيش البريطاني في فندق شط العرب بالمدينة، الى ان «بريطانيا ساهمت بتخليص العراق من الدكتاتورية والهمجية التي حكمته ثلاثين عاما».

وأقام مسؤولون محليون وامنيون في مدينة البصرة مأدبة وداع للقوات البريطانية في فندق شط العرب والذي يستخدم الآن كمركز للعمليات العسكرية العراقية، وكانت القوات البريطانية قد بنته في عشرينيات القرن الماضي. ومن جانبه، قال الميجور جنرال اندي سالمون القائد السابق للقاعدة البريطانية لوكالة الصحافة الفرنسية ان يوم انسحاب القوات البريطانية «سيكون يوما مهما كونه تأكيدا على انجاز المهام العسكرية البريطانية هنا.

لقد واجهتنا بعض الاوقات الصعبة لكننا نتطلع قدما الى المستقبل»، واضاف «نحن متفائلون كثيرا بالنسبة للعراق».

وكانت بريطانيا في ظل حكم رئيس الوزراء توني بلير، الحليف الأهم للرئيس الاميركي جورج بوش الذي امر قواته بغزو العراق في مارس (آذار) 2003.

ويشكل جنود بريطانيا ثاني اكبر قوة في التحالف الدولي حيث بلغ قوامها 46 الفا في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) قبل ست سنوات، وقد لقي 179 من الرجال والنساء حتفهم في هذا البلد.

ووقعت بغداد ولندن العام الماضي اتفاقية للابقاء على 4100 جندي بريطاني الى حين استكمال مهامهم التي تتمثل في الدرجة الاولى بتدريب الجيش العراقي قبل ان ينهوا انسحابهم من البلاد اواخر يوليو (تموز) المقبل. وقال الميجور جنرال مايكل اوتس، ارفع مسؤول اميركي عسكري في البصرة ان «القوات البريطانية كانت اقوى حليف لقوات التحالف طوال هذه الفترة». واضاف «لقد قاموا بعمل رائع، ومهمتنا هي ان نواصل هذا العمل».

والبصرة ثالث مدن العراق ومركزه الاستراتيجي لانتاج النفط وتصديره، وكانت تحت السيطرة البريطانية منذ ربيع عام 2003، لكن السيادة العراقية عادت الى المدينة ومطارها قبل ثلاثة اشهر.

وساهمت القوات البريطانية بالاضافة الى تدريب الجيش، في اعادة احياء القوة البحرية في العراق الذي مزقته الحروب. ويقوم فريق تابع للبحرية الملكية البريطانية بتدريب القوات العراقية في مرفأ ام قصر جنوب البلاد، ومن المتوقع ان يستمر دورها على الرغم من عدم ابرام اتفاق جديد بين الحكومتين حتى الآن.

ومن المفترض ان تعود العلاقات بين لندن وبغداد الى قدم المساواة مع البلدان الأخرى لدى انسحاب القوات البريطانية بشكل تام في الصيف. ويأتي انسحاب القوات البريطانية بعد اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما انتهاء العمليات القتالية في العراق بحلول 31 اغسطس (آب) 2010 مع بقاء بين 35 الى 50 الف جندي.

وتنص الاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن على انسحاب القوات الاميركية من المدن والقصبات بحلول 30 يونيو (حزيران) المقبل، على ان يكون الانسحاب كاملا من العراق نهاية عام 2011. ويغادر حوالي 200 جندي من البصرة اليوم، وهم يشكلون عناصر القيادة العسكرية وعلى رأسهم القائد العسكري الأخير للقوات البريطانية في العراق الميجور جنرال سالمون. ويسلم الجنرال سالمون مهمة قيادة القوات البريطانية إلى جنرال أميركي، بينما تستعد قوات أميركية لتسلم القاعدة الجوية في البصرة التي أصبحت مقراً للقوات البريطانية خلال السنوات الماضية وبعد تسليم قصر البصرة إلى القوات العراقية.