فلسطينيو 48 يحيون الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الأرض

رفع قضية الكفاح ضد العنصرية وتصعيد المطالبة باستعادة آلاف الدونمات المصادرة

جندي اسرائيلي يطلق القنابل المسيلة للدموع على متظاهرين فلسطينيين في الذكرى الثلاثين ليوم الارض امس (أ. ب)
TT

أحيت الجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيو 48)، أمس، الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الأرض، في عدة نشاطات جماهيرية حاشدة رفع فيها شعاران مركزيان، الأول يتعلق برفع قضية الكفاح ضد الاعتداءات العنصرية عليهم من طرف السلطات الرسمية والتنظيمات العنصرية اليهودية. والثاني يتعلق بضرورة تصعيد المطلب الوطني باسترجاع عشرات آلاف الدونمات من الأراضي التي صادرتها الحكومة لصالح البلدات اليهودية. وأقيم مهرجان مركزي في بلدة ديرحنا في البطوف، إحدى القرى الثلاث التي تعرضت للعدوان الدموي للشرطة والجيش في 30 مارس (آذار) 1976، التي سقط فيها أربعة من ضحايا يوم الأرض، ونظمت مسيرات إلى قبور ضحايا سخنين وعرابة والطيبة وكفر كنا. ونظمت حملة لغرس آلاف أشجار الزيتون في جميع أنحاء البلاد. كما أقيمت عشرات الندوات والاجتماعات في البلدات العربية بهذه المناسبة.

وجدير بالذكر أن الحكومات الإسرائيلية اعتادت الاستيلاء على الأراضي العربية منذ 1948 أولا بواسطة هدم 537 قرية وخربة فلسطينية بعد ترحيل غالبية أصحابها (حوالي 800 ألف نسمة)، ثم بواسطة قوانين المصادرة. وبلغت نسبة الأراضي المتبقية لفلسطينيي 48 في تخوم إسرائيل هي 3.4% فقط، والبقية تخضع لسيطرة الدوائر الحكومية وأقيمت عليها مئات البلدات اليهودية. وللمقارنة، فإن العرب البالغة نسبتهم 17% موزعون على مساحة 3.4% من الأراضي، وبالمقابل اليهود نسبتهم 83% موزعون على 96% من الأراضي. والبقية أراض تم تحويلها إلى أحراج عمومية.

وحاولت السلطات الإسرائيلية سنة 1976، في زمن حكومة إسحق رابين الأولى، مصادرة المزيد من هذه الأراضي، خصوصا في منطقة المل في البطوف. لكن فلسطينيي 48 هبوا في معركة نضالية كبيرة بلغت ذروتها في إعلان الإضراب العام في 30 مارس (آذار) من تلك السنة، فأزعج هذا الإضراب السلطات ورأت فيه بداية تمرد ذي أبعاد ومغاز سياسية استراتيجية وقررت قمعه بالقوة. ولم تكتف يومها بإرسال الشرطة والمخابرات، بل أنزلت الجيش بدباباته ومجنزراته، تحت قيادة قائد اللواء الشمالي رفائيل ايتان (الذي أصبح في ما بعد رئيسا لأركان الجيش وقاد حرب لبنان سنة 1982 وما وقع فيها من مجازر). وقيل يومها إنه تدرب على هذه الحرب في قرى الجليل. وتصرف كما لو أن الجليل بلد معاد يحتاج إلى الاحتلال من جديد. وخلال الليلة السابقة ليوم الأرض اعتدى الجيش على المواطنين فقتل شابا في بلدة عرابة وفي يوم الأرض نفسه اعتدى على بقية البلدات وخصوصا الناصرة والبطوف والطيبة، فسقط ستة شهداء بينهم فتاة كانت في ساحة الدار في سخنين. ولكن هذا القمع لم ينجح في تمرير المخطط واضطرت حكومة الوحدة برئاسة إسحق شامير لاحقا إلى إلغاء هذا الأمر. وتمكنت البلدات العربية من استرجاع آلاف الدونمات بواسطة هذا الكفاح، لكنها لم تستعد بعد الحد الأدنى مما تحتاجه من أجل تطورها الطبيعي. ولذلك فإن القيادات الوطنية لفلسطينيي 48 تصر على مواصلة إحياء ذكرى يوم الأرض لتكون محطة سنوية يتم فيها تجديد القسم بالتمسك في الأرض تعبيرا عن التمسك بالوطن وبالانتماء العربي الفلسطيني، وعن مواصلة الكفاح من أجل القضايا العربية. وأصبح يوم الأرض يوما يحييه الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.