الشيخ حمد بن جاسم: الخلاف مع مصر يحل بالحوار الودي.. ولا نبني سياستنا على الزعل من الإعلام

قال إن القادة العرب وقعوا في الجلسة المغلقة على وثيقة العهد والوفاق

TT

أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن القادة العرب وقعوا على وثيقة العهد والوفاق خلال الجلسة المغلقة للقمة أمس. وأشار الشيخ حمد بن جاسم، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده في نهاية القمة العربية أمس مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إلى أن كل زعيم عربي وقع على هذه الوثيقة انطلاقاً من الحرص على الالتزام والتنفيذ في كل ما يتعلق بتطوير العمل العربي المشترك والمصالحة العربية وحل الخلافات. وقال إن هذه الوثيقة التي وقع عليها القادة تعد استكمالا لوثيقة العهد التي وقعت في تونس عام 2004. وحول وجود اتجاه لإيجاد إدارة أو آلية في الجامعة العربية لحل الخلافات العربية ـ العربية، أوضح الأمين العام للجامعة العربية أن هذه الإدارة أو الآلية في غاية الأهمية، وشدد على أنها أصبحت مهمة اليوم حتى لا يتضاعف أي خلاف ويتسع. وأضاف موسى: «لذا من المهم أن نعالج القضايا والخلافات ونعمل في الوقت نفسه على تحقيق المصالحة والتضامن»، موضحاً أن الوضع العربي الراهن يجب تغييره. ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية الاستفادة من وجود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتحدث إليه بشأن السودان، تنفيذاً لقرارات القمة العربية.. وعما إذا كان من المتوقع الوصول إلى اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في دارفور في إطار مفاوضات الدوحة، قال الشيخ حمد بن جبر: إن كي مون ضيف، وعلى أية حال سوف ننجز ما تم الاتفاق عليه في قرارات قمة الدوحة، ونتمنى أن نعمل كل ما يحقق المصلحة العربية. وسئل رئيس الوزراء القطري عن الكلمات التي وردت في شعار القمة وهى: الخيل والليل والبيداء تعرفني، فقال: يسأل في ذلك المسؤول عن التنظيم، أي المنظمين، وأنا أعرف أنها من شعر المتنبي ولكن يمكن الذي أعدها وضعها لهدف معين. ورداً على سؤال آخر حول المصالحة المصرية ـ القطرية، أوضح رئيس الوزراء القطري أن المصالحة سوف تتم، وأي خلاف سيحل على أسس ودية. وأكد أن ذلك يزيد العلاقات قوة. ثم أضاف: لا نريد أن نأخذ كل المصالحات خاصة بعد المصالحة السعودية ـ الليبية وإنما سوف نوزعها حتى لا يزعل أحد. وسئل الشيخ حمد عما إذا كان قد التقى رئيس الوفد المصري مفيد شهاب، وعما يقال عن أسباب الخلاف وما ورد من إشارة إلى كلمات منها الغمز واللمز، فقال: أولا لقد التقيت به، (شهاب)، ورحبت به وبمشاركته، إلا أننا لم نجلس سوية. أما مسألة الغمز واللمز فلدينا إعلام حر ولا نبنى سياستنا على الزعل من الإعلام، وإنما نقوم ببنائها على علاقات سياسية مباشرة مع الدول. وأضاف أن هذا ينطبق على مصر، موضحاً: الخلافات المصرية ـ القطرية تحل بالحوار الودي. وسئل رئيس الوزراء القطري عن خطوات دعم الشعب الفلسطيني، خاصة أن القرارات تحدثت عن تحية إكبار للشعب الفلسطيني وصموده، فأكد على أهمية رفع الحصار وإدخال المساعدات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني. وقال إن فتح المعابر ضروري وكذلك رفع الحصار، خاصة بعد الجريمة النكراء التي قامت بها إسرائيل في غزة. وأشار إلى أن المبالغ التي تم رصدها لدعم السلطة الفلسطينية ولإعادة إعمار غزة يحتاج إيصالها إلى رفع الحصار. من جانبه، أكد موسى أن المصالحات العربية جاءت ترجمة لقرار عربي بأهمية المصالحة. وأوضح الأمين العام للجامعة العربية ما اتفق عليه القادة العرب بالنسبة لعملية السلام. وقال إن القمة ترفض المماطلة الإسرائيلية، وكذلك استمرار إسرائيل في سياستها، وكذلك تحديد إطار زمني للبدء في السلام. كما أوضح أن المبادرة العربية لها حد زمني، وأن استمرار طرحها سيقاس بمستوى المنفعة وليس كما حدث في مؤتمر أنابوليس الذي كانت نتائجه صفراً. وشدد: لن ننتظر أعواماً؛ تسع وعشر سنوات، حتى ترضى إسرائيل على المبادرة العربية ولن نقبل بوعود جديدة. وأضاف موسى: لن نقع في مطبات وعود مرة أخرى، وأميركا والغرب يعرفون ذلك، وقد وصلتهم رسالة العرب في عدم الانتظار طويلا. وقال «سيكون لنا وقفة مع نهاية عام 2009 لنحدد، وسوف نرى توجهات الإدارة الأميركية الجديدة»، موضحاً أن إعلان الدوحة طرح وجهة نظر عربية جديدة في التعامل مع إسرائيل. من ناحيته، قال رئيس الوزراء القطري: لا يمكن أن ينتظر العرب حكومات إسرائيلية، مرة يقال عنها ضعيفة وأخرى توصف بحكومة الصقور، أو دول تعلن أن هذا عام السلام ثم تتراجع وتقول إن الظروف غير مواتية.