إدانة عسكري أميركي بقتل 4 معتقلين عراقيين عام 2007

السرجنت مايو: اعتقدت أن الإعدامات في مصلحة جنودي

TT

حكمت محكمة عسكرية أميركية في فيلسيك (غرب ألمانيا)، أمس، بالسجن لمدة أقصاها 35 عاما على السرجنت الأميركي جوزف ب. مايو، بعد إدانته بقتل أربعة معتقلين عراقيين في بغداد في 2007. وبموجب الحكم الصادر يمكن الإفراج المبكر عن السرجنت مايو بعد عشر سنوات من السجن. وقد أدين مايو في وقت سابق، أمس، بتهمة إعدام أربعة معتقلين أوثقت أيديهم وعصبت أعينهم في بغداد في 2007. وقال «مايو» أمام محكمة عسكرية في ألمانيا إنه قتل الرجال بإطلاق النار على مؤخرة رؤوسهم بمسدس من عيار تسعة ملم، وتم إلقاء جثثهم في قناة في بغداد. وصرح أمام المحكمة في فيلسيك «اعتقدت أن (الإعدامات) في مصلحة جنودي».

وأضاف أنه تم اعتقال الرجال الأربعة بعد عدد من الهجمات على وحدة جنوده. وأشار إلى أن الجنود عثروا في المبنى نفسه على بندقيتي قنص، ورشاش إيه كي-47 وحقيبة مليئة بالذخيرة. وفي الختام قال القاضي الولونيل جيفري نانس، موجها كلامه لـ«مايو» «لقد دخلت في اتفاق لارتكاب جريمة قتل عن سابق إصرار»، حسبما أفادت به وكالة اسوشييتد برس. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن وثائق، أن الجنود الأميركيين تلقوا أوامر من رؤسائهم بالإفراج عن الرجال الأربعة بسبب عدم كفاية الأدلة.

و«مايو» (27 عاما) هو أحد سبعة جنود متهمين في هذه القضية وواحد من ثلاثة ضباط يحاكمون بجرائم قتل. ومن المقرر أن يحاكم السرجنت جون هيتلي بتهمة القتل في ألمانيا في 13 أبريل (نيسان)، طبقا لبيان من الجيش الأسبوع الماضي. وحكم على المتهم الآخر السرجنت مايكل ليهي الذي يعمل في المساعدة الطبية في فبراير (شباط) الماضي بالسجن المؤبد مع احتمال العفو. واعترف جنديان آخران بتهم أقل وحكم عليهما بالسجن لمدة تقل عن العام حسب الإعلام الأميركي، فيما اسقط الجيش تهما جنائية ضد عسكريين آخرين برتبة سرجنت، حسب متحدثة باسم الجيش. وكان الجنود جزءا من اللواء الثاني فرقة المشاة الأولى في العراق، وهما الآن جزء من لواء المشاة الذي مقره ألمانيا. وقال اللفتنانت بنجامين بويد، إنه في وقت الحادث كان الجنود في مواقع قتالية في جنوب غربي بغداد التي كانت نقطة حساسة بين مناطق السنة والشيعة. وقال بويد عن المتهم «كان سرجنت جيدا».

وذكر شاهد آخر برتبة كابتن أن هناك جوا من «الإحباط والخوف» بين الجنود بسبب العدد الكبير من الهجمات وصعوبة الاحتفاظ بالمعتقلين رهن الاحتجاز. وأضاف أن الرجال «لم يتلقوا التدريب الكافي» وشعروا بالإحباط، لأنه كان يتم في الغالب الإفراج عن المشتبه بهم بعد يومين أو ثلاثة من احتجازهم لكي يشنوا مزيدا من الهجمات. وواجه عدد من الجنود الأميركيين محاكمة لعلاقتهم المزعومة أو الحقيقية بارتكاب جرائم قتل في العراق، وفي المحاكم العراقية أو في الولايات المتحدة.

وفي إحدى الحالات تم توجيه التهم إلى ثمانية من عناصر مشاة البحرية (المارينز) لعلاقتهم بمقتل 24 مدنيا عراقيا في مدينة حديثة غرب بغداد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005. وحتى الآن جرت تبرئة سبعة من المتهمين على الأقل أو أحيلوا إلى محكمة عسكرية.

وفي حالة أخرى تتعلق باغتصاب وقتل فتاة عراقية في الرابعة عشرة من عمرها وقتل والدها وأمها وأختها الصغيرة، أدانت محكمة عسكرية أربعة جنود وحكمت عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 110 أعوام. ومن المقرر أن يحاكم آخر متهم وهو ستيفن غرين الشهر المقبل في محكمة مدنية في بادوكاه بولاية كنتاكي ويمكن أن يواجه عقوبة الموت.