غرق أكثر من 200 مهاجر قبالة ليبيا.. في بداية موسم التهريب

الضحايا من دول مغاربية إضافة لسورية وفلسطين والصومال.. والسبب الرياح

TT

أعلن في ليبيا أمس عن مقتل وفقدان أكثر من 200 مهاجر غير شرعي قبالة السواحل الليبية إثر غرق أو فقدان أثر قوارب كانت تقلهم، في وقت أعلنت إيطاليا أن الهجرة القادمة من ليبيا ستتوقف بعد شهر ونصف بفضل دوريات المراقبة المقرر أن يباشرها البلدان في ذلك التاريخ.

وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في طرابلس أمس إن «قارباً يقل 257 مهاجرا غرق يوم الأحد الماضي قبالة سواحل ليبيا، وقد أنقذ 23 شخصا، وانتشلت 21 جثة». وأضاف هارت إن خفر السواحل الليبيين فقدوا أثر قاربين آخرين، لكن «لا يعرف حتى الآن ما إذا كانا قاربي صيد أو ينقلان مهاجرين».

من جهتها، أفادت المنظمة في حصيلة أولية، صدرت من مقرها في جنيف، عن فقدان 300 شخص في غرق ثلاثة قوارب. ونقلت صحيفة «أويا» الليبية عن مسؤولي أمن قولهم إن حرس السواحل الليبية انتشلوا على الأقل 23 جثة لمهاجرين غرقى قرب حطام ثلاثة قوارب أبحرت من قرية سيدي بلال قرب طرابلس. وصرح مسؤولون ليبيون أن احد القوارب كان يحمل 365 شخصا في حين يفترض أن يحمل 75 فقط. ويعتقد أن هذا القارب كان واحداً من أربع قوارب أبحرت من ليبيا بين السبت والأحد متوجهة على ما يبدو إلى ايطاليا. وقال مسؤول ليبي انه لم يتم العثور على مزيد من الجثث أو الناجين أو القوارب بعد عملية بحث استمرت أكثر من يومين. وقال المسؤولون إن من بين المفقودين أشخاصا من الصومال ونيجيريا واريتريا والمناطق الكردية بسورية والجزائر والمغرب والأراضي الفلسطينية وتونس. ونقل مسؤول أمني ليبي عن احد الناجين من تونس قوله، انه كان على ظهر القارب ومعه 13 تونسيا من بين المهاجرين البالغ عددهم 365. وقال انه كان الناجي الوحيد، وأن كل مواطنيه التونسيين غرقوا. ويعتقد أن شدة الرياح كانت وراء غرق القوارب. وتعطل قارب رابع كان يحمل أكثر من 350 مهاجرا قرب حقل بوري النفطي البحري الليبي، وأن حرس السواحل الليبي قطره إلى ميناء طرابلس، وأنقذ كل المهاجرين ومنهم نساء وأطفال.

وقال جان فيليب تشوزي المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في جنيف إن «ثلاثة قوارب على الأقل غرقت على ما يبدو قبالة الساحل الليبي، هذه القوارب لم تكن تحمل أي أدوات إنقاذ. ويبدو أن أكثر من 300 شخص اختفوا في البحر». وأضاف:«لم يكونوا على مسافة قريبة من الشاطئ يمكن قطعها سباحة». وأضاف تشوزي في إفادة صحافية لاحقة أن القوارب المعنية «لم تكن تتوفر على أي معايير للسلامة، لا عوامات ولا قوارب نجاة ولا أي شيء، الغرض هو تكديس أكبر عدد ممكن من الناس من دون أي احترام لسلامتهم أو كرامتهم».

وفي روما، أكد وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني أن الهجرة غير الشرعية للوافدين من السواحل الليبية يفترض أن تتوقف ابتداء من 15 مايو (أيار) المقبل مع بدء عمل الدوريات المشتركة الايطالية الليبية. وقال ماروني:«فعلنا كل ما يمكن من اجل الوقاية من إنزال المهاجرين، وقعنا اتفاقا مع ليبيا، والحكومة الليبية تعهّدت بإطلاق الدوريات في 15 مايو على طول الشواطئ مع 6 زوارق، وأتوقع أن يمثل هذا اليوم النهاية للوافدين من دول شمال أفريقيا. وأضاف «من هنا نحن نستمر في مطالبة السلطات الليبية بتعزيز المراقبة، لكن اعتقد أن عمليات إنزال المهاجرين ستستمر».

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن الساعات الست والثلاثين الماضية شهدت «مغادرات جماعية» من ليبيا اعتبارا من ليل الأحد الماضي رغم شدة الرياح. وقالت جيميني بانديا المتحدثة باسم المنظمة إن «بعض الناس وصلوا ايطاليا والبعض جرت ملاحقتهم وأعيدوا إلى ليبيا والبعض يخشى وفاته، لن تكون لدينا فكرة حقيقية عن عدد من كانوا في القوارب، لأننا لا ننتشل كل الجثث».

وصرح رون ريدموند المتحدث باسم انتونيو جوتيريس بأن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين يأسف لما حدث في بداية «موسم التهريب» في البحر المتوسط. وقال جوتيريس وهو رئيس وزراء برتغالي سابق إن ذلك «أحدث مثال مأسوي على ظاهرة عالمية يقدم فيها أناس يائسون على خطوات يائسة، للفرار من الصراع والقمع والفقر، بحثا عن حياة أفضل». وقال ريدموند إن فريقا من المفوضية في طريقه إلى ليبيا لاستجواب بعض المهاجرين الذين أعيدوا إلى هناك والمحتجزين الآن في مراكز احتجاز قرب طرابلس.

وقدرت المنظمة الدولية للهجرة وجود ما يتراوح بين مليون ومليون ونصف مهاجر أفريقي في ليبيا بصورة غير مشروعة بسبب الحاجة إلى عمال غير مهرة. ويجيء معظمهم من غرب أفريقيا بما في ذلك مالي وبوركينا فاسو وغانا والنيجر ونيجيريا وساحل العاج أو من القرن الأفريقي من دول مثل الصومال وأثيوبيا.

وقال تشوزي:«نسبة غير معروفة منهم تواصل رحلتها إلى أوروبا، إنهم يدخرون أموالهم في ليبيا ليدفعوا المال لشبكات التهريب، هؤلاء الناس كانوا في الغالب متجهين إلى لامبيدوزا». مشيرا إلى جزيرة ايطالية وصل إليها العام الماضي 37 ألف مهاجر، غالبيتهم انطلقوا من الساحل الليبي.