نتنياهو في خطابه أمام الكنيست: نريد سلاما شاملا مع العرب والمسلمين ولن نسمح بالتشكيك في حق إسرائيل بالوجود

قال إن الأصولية معادية أولا لإسرائيل ولكنها أيضا تريد تحويل الدول الإسلامية إلى ظلامية

شبان إسرائيليون يساريون يتظاهرون أمس أمام الكنيست في القدس ضد الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو (أ. ب)
TT

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بنيامين نتنياهو، أمس، أنه معني بسلام كامل مع الدول العربية والإسلامية جمعاء، وأن الحكومة الإسرائيلية تحت رئاسته ستواصل العمل من أجل تحقيق سلام شامل مع العالمين العربي والإسلامي. وقال نتنياهو في خطاب أمام جلسة الثقة في الكنيست الإسرائيلي الجديد الذي صادق على حكومته بـ65 صوتا من أصل 120، إن الثقافة الإسلامية العريقة شهدت في تاريخها تعايشا مشتركا وإبداعا مشتركا، وهذه ثقافة عريقة في الحضارة الإنسانية. ولكنه أشار إلى الفرق بين الثقافة الإسلامية وبين الأصولية الإسلامية المتطرفة، التي قال إنها تريد تحويل الأنظمة الإسلامية إلى أنظمة ظلام.

وأضاف نتنياهو أنه سيسعى إلى إقامة سلام دائم مع السلطة الفلسطينية في ثلاثة محاور متوازية، السلام الاقتصادي والسلام الأمني والسلام السياسي. وقال إنه لا يرمي إلى حكم شعب آخر. ولا يرمي إلى حكم الشعب الفلسطيني، بل يريد للفلسطينيين أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم. ومع أنه لم يذكر إقامة دولة فلسطينية، إلا أنه قال إنه مستعد لاتفاق سلام دائم تتوفر فيه للفلسطينيين كل الأدوات لحكم أنفسهم بأنفسهم ما عدا الأمور التي تهدد أمن إسرائيل، مشددا على أنه لن يسمح لأي كان أن يثير الشكوك حول حق إسرائيل في البقاء. ودعا نتنياهو السلطة الفلسطينية إلى تنفيذ تعهداتها الأمنية ومكافحة الإرهاب إن كانت جادة في عملية السلام.

وكان رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، قد افتتح جلسة الكنيست التي تسلم فيها نتنياهو إدارة زمام الدولة الإسرائيلية، فقال حقق إنجازات كبيرة في فترته ولكنه تعرض إلى الظلم. ومن الإنجازات التي حققها حرب لبنان «التي خلقت واقعا جديدا في المنطقة ولم تعد لبنان بفضلها مصدرا لإطلاق الصواريخ»، منتقدا لجنة فينوغراد وغيرها «الذين قدموا بانتقاداتهم هدية لحزب الله»، وحرب غزة «التي لم تنته بما أردناه من إنجازات لأن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ما زال في الأسر»، و«عمليات سرية ساهمت في تعزيز أمن إسرائيل ولا نستطيع الحديث عنها بالتفصيل» والتقدم في المفاوضات السلمية مع السلطة الفلسطينية بشكل كبير «ولكن القيادة الفلسطينية لم توافق على الاستمرار حتى إنهائها بنجاح» وفي المفاوضات مع سورية، وتحسين أوضاع المواطنين العرب في إسرائيل. واعتذر أولمرت عن أخطائه، لكنه امتنع عن الإشارة إليها. وأوضح نتنياهو الخطوط العريضة لحكومته، وأهمها: تعزيز الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، والسعي لتحقيق السلام مع جميع دول الجوار، وإنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية. وعرض نتنياهو حكومته المؤلفة من 30 وزيرا و7 نواب وزراء، من أحزاب الليكود والعمل وإسرائيل بيتنا لليهود الروس وشاس لليهود الشرقيين المتدينين، والبيت اليهودي (حزب المستوطنين الديني)، فحظيت بتأييد غالبية 65 نائبا، في حين امتنع 5 من نواب حزب العمل عن التصويت لاعتراضهم على الدخول إلى هذه الحكومة. كما امتنع نواب «يهدوت هتوراة»، الذين سينضمون لاحقا إلى الحكومة. وردت رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني، زعيمة حزب «كديما»، فهاجمت هذه الحكومة المضخمة حزبا حزبا وحذرتها من إدخال إسرائيل في مواجهة مع أصدقائها في العالم ومن المساس بالجهاز القضائي. وأكدت أنها ستقود معارضة بناءة ولكن صارمة.

وسبقت الجلسة محاولات كبيرة لتجنب أزمة سياسية بين نتنياهو وشالوم، وزير الخارجية الأسبق، الذي طلب أن يكون الوزير الثاني في الحكومة من حيث الأهمية، وطالب تحديدا بوزارة المالية وبالوعد أن يعين وزيرا للخارجية في حالة تقديم لائحة اتهام في قضايا الفساد للوزير أفيغدور لبرمان واضطراره إلى الاستقالة. ورفض نتنياهو هذه الشروط. وعرض عليه وزارة التطوير الإقليمي ونائبا ثانيا لرئيس الحكومة. ووعده بأن يكون أول مرشح من الليكود لمنصب وزير خارجية في حالة استقالة لبرمان.

وتتشكل الحكومة الجديدة من: نتنياهو رئيس حكومة ووزير أعلى للشؤون الاستراتيجية في الاقتصاد ووزير الصحة (إلى حين انضمام حزب يهدوت هتوراة) ووزير العلوم والثقافة والرياضة، وسيكون له ستة نواب: النائب الأول موشيه يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية. النائب الثاني سلفان شالوم، وزير التطوير الإقليمي وتطوير النقب والجليل، وجميعهم من الليكود، ثم نواب ثانويون هم: أفيغدور لبرمان، وزير الخارجية من حزب إسرائيل بيتنا، وإيهود باراك وزير الدفاع من حزب العمل، وايلي يشاي وزير الداخلية من حزب شاس ودان مريدور وزير شؤون المخابرات من حزب الليكود.

* وأما بقية الوزراء فهم: من الليكود: يوفال شتاينتس (المالية)، يولي ادلشتاين (الإعلام واليهود في العالم)، جدعون ساعر (التعليم)، ليمور لفنات، وزيرة سيخصص لها ملف الثقافة والرياضة (لكنها لم تحصل على الوزارة بسبب نية نتنياهو تقاسم بعض دوائرها مع وزراء آخرين لإرضائهم)، ويعقوب نئمان (القضاء) وجلعاد اردان، (البيئة ومنسق عمل البرلمان)، وموشيه كحلون (الاتصالات)، وبيني بيغن ويوسي بيلد وميخائيل ايتان، وزراء دولة.

* من العمل: بنيامين بن اليعازر (التجارة والصناعة)، وابيشاي برفرمان (شؤون الأقليات)، ويتسحاق هيرتسوغ (العمل والرفاه)، وشالوم سمحون (الزراعة وتطوير القرية).

من إسرائيل بيتنا: يتسحاق أهرنوفتش (الأمن الداخلي)، ستاس ساجسنكوف (السياحة)، وصوفا لاندفر (القادمين الجدد)، عوزي لانداو البنى التحتية.

* من شاس: أريه أتياس (الإسكان)، ويعقوب ميرغي (الأديان)، وموشيه نهاري، وزير دولة.

* من البيت اليهودي: داني هيرشكوفتش (العلوم).