أول نائب من حزب الله يزور لندن بعد الإعلان عن إعادة التواصل بين الطرفين

TT

بعد أيام من إعلان الحكومة البريطانية عودة الاتصال رسمياً بحزب الله، كان النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن نجماً في ندوتين حول نصرة فلسطين في لندن. وأعلن الحاج حسن من العاصمة البريطانية رفض حزب الله للإرهاب ودعمه للمقاومة، مشدداً على ضرورة الفصل بين المفهومين. وحاولت وزارة الخارجية البريطانية استبعاد نفسها عن زيارة الحاج حسن، قائلة إن زيارته جاءت بناء على دعوة من نائب بالبرلمان البريطاني له.

وتحدث الحاج حسن بحماس أمام حوالي مائتين من المؤيدين للقضية الفلسطينية والمعارضين للوجود الأميركي في العراق مساء أول من أمس عن أهمية المقاومة، قائلا: «مثل فرنسا وبريطانيا وأي شعب آخر قاوم في الماضي، نحن نرفض الإرهاب ولكن نحيي المقاومة». وشدد الحاج حسن على أهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني وحماس، معتبراً أن تسمية حماس بأنها منظمة إرهابية يعني أن «الشعب الفلسطيني كله إرهابي». وحول عدم قيام حزب الله بأي أعمال عسكرية خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة نهاية العام الماضي من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، قال الحاج حسن: «نحن قريبون جداً من حماس، وكنا نتحاور ونحلل الوضع معاً، وعرفنا أن غزة مستعدة لحماية غزة ولم تحتج لمساعدة ضد إسرائيل». وأضاف: «علينا التذكر أيضا أن بعض الأطراف في لبنان لا تدعم المقاومة وعلينا اتخاذ القرار الجيد في الوقت الملائم».

وزار الحاج حسن لندن بناء على دعوة من النائب العمالي جرمي كوربين المعرف بمناصرة القضية الفلسطينية والذي استضاف مساء أمس إطلاق الفرع البريطاني لـ«رابطة البرلمانيين الدولية لنصرة فلسطين».

وصرح الحاج حسن في ندوة مساء أول من أمس بأنه «منذ عام 1948 ونحن نعيش في حرب مستمرة.. ولسنوات نسمع عن جهود سلام، ولكن من دون أي نتائج حقيقية». وتابع: «فقط المقاومة هي التي أجبرت إسرائيل على الانسحاب من لبنان بعد 18 عاما من الاحتلال». واعتبر أنه منذ عام 2000 «دخلنا فترة النصر العربية والهزيمة الإسرائيلية»، التي قال إنها كانت بارزة في حرب 2006.

وقال أحد أعضاء الحملة المناهضة للحرب في العراق وأفغانستان جون ريس أمس: «لقد عمل الكثيرون من المحافظين الجدد على منع هذا اللقاء، ولكنهم فشلوا». وكانت مجموعات يمينية طالبت بعدم منح الحاج حسن تأشيرة دخول أو السماح له بالحديث في مكان عام ولكن محاولاتهم فشلت. ومن جهتها، أكدت وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أن الحاج حسن «لم يلتق أي مسؤول بريطاني»، وأوضحت ناطقة باسم الوزارة أنه منح تأشيرة دخول «محددة الأجل»، أي تسمح بدخوله مرة واحدة فقط لبريطانيا ولمدة يومين فقط لتلبية دعوة من البرلماني جرمي كوربين. وأضافت الناطقة أن وزارة الداخلية البريطانية هي التي قررت منح تأشيرة الدخول للنائب اللبناني، قائلة: «لقد قاموا بتحرياتهم الخاصة ووجدوا أن خطابه السياسي لا يشكل تهديداً للمجتمع البريطاني». وتعتبر زيارة الحاج حسن الأولى لأي ممثل عن حزب الله منذ 2005، عندما قطعت العلاقات بين الحكومة البريطانية وحزب الله. وامتنعت الناطقة عن التعليق على الربط بين توقيت إعلان الحكومة البريطانية فتح قنوات اتصال بين حزب الله وزيارة الحاج حسن، لكنها أكدت عدم عقد أي لقاءات بين ممثلين عن الطرفين منذ التغيير في السياسة الخارجية البريطانية الذي أعلنه وزير الدولة للشؤون الخارجية بيل رامل في 23 مارس (آذار) الماضي. ولكنها علقت بأن «المرحلة الحالية مازالت مرحلة اختبار» للعلاقات بين الطرفين. وأنهى كوربين ندوة أول من أمس قائلا: «تاريخياً لندن استضافت كل حركات المقاومة من مختلف الدول»، مضيفاً: «كان كل المقاومين الأفارقة في لندن هنا، والكثير منهم انتهى في النهاية يتناول الشاي مع الملكة»، مما أدى إلى التصفيق في القاعة. وكان يشير كوربين إلى المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا الذي أصبح رئيساً والتقى بالملكة اليزابيث الثانية في لندن بعدما أصبح رئيساً. ونظر كوربين بعدها إلى الحاج حسن وقال: «لا تعلم ماذا قد يحصل مستقبلا».