اللجنة العليا للمصالحة: تسلمنا رواتب الصحوات من الداخلية.. وبدأنا بدفعها

قائد عمليات بغداد: عناصر الصحوة بالفضل باشروا عملهم مع الجيش

صبية يلعبون كرة القدم في أحد شوارع منطقة الفضل وسط بغداد أمس (أ.ب)
TT

فيما دعا مسؤولون عسكريون أميركيون الحكومة العراقية إلى دفع المرتبات المتأخرة لقوات الصحوة، أكدت مصادر أمنية عراقية بأن الأوضاع في منطقة الفضل وسط بغداد قد هدأت بشكل كبير، وأن جميع عناصر الصحوة فيها ألقوا السلاح، وباشروا عملهم مع القوات الأمنية العراقية. وكان الميجر جنرال ديفيد بيركنز، كبير مساعدي القائد الأميركي الجنرال ريموند اوديرنو، دعا أول من أمس الحكومة العراقية إلى دفع رواتب عناصر الصحوات، الذين تأخر دفع رواتب بعضهم شهرا. وقال للصحافيين «كنت قبل ساعتين في مكتب وزير المالية، وقد أراني ما يمكن وصفه بوصل إيداع للمبلغ لدى مصرف الرافدين»، موضحا أن المبلغ المودع 30 مليون دولار، هو قيمة المرتبات الشهرية لعناصر الصحوة البالغ عددهم نحو 90 ألفاً.

إلى ذلك، قال زهير الجلبي المسؤول المالي والإداري في اللجنة العليا للمصالحة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء التي تتضمن مسؤولياتها ملف الصحوات، إن وزارة المالية العراقية منحت وزارة الداخلية رواتب عناصر الصحوات، وأن اللجنة العليا تسلمت هذه الرواتب، وبدأت بتوزيعها في اليومين الماضيين، وأشار الجلبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الذي حدث هو أن الميزانية «قد تأخرت المصادقة عليها، وبذلك تأخرت الاستحقاقات المالية للصحوات، وقد جرى استعجال من قبلنا حتى قبل أن تتم المصادقة على الميزانية، وقد تم تحويل المبلغ من المالية إلى الداخلية ثم إلى لجنة المصالحة ليتم دفع الرواتب». مؤكدا أن «الرواتب لم تتأخر مطلقا، فقد كان من المفترض توزيعها اعتبارا من 15 من هذا الشهر لغاية العشرين منه، وحصل التأخير فقط لهذه الأيام المتبقية بسبب الميزانية».

وأكد الجلبي أن ملفات عناصر الصحوات لمحافظات بغداد وديالى والكوت والديوانية، قد تم استلامها، وأن ما تبقى هو ملفات الأنبار وصلاح الدين والموصل. مؤكدا أن اكتمال جميع هذه الملفات واستلامها من قبل اللجنة يعني بالضرورة انضمامهم إلى دوائر الحكومة، وتسليمهم المرتبات المخصصة لهم من قبل هذه الدوائر، بعد أن انضمت أعداد كبيرة منهم إلى قوات الجيش والشرطة.

من جانبه أكد اللواء قاسم عطا، قائد عمليات بغداد، عودة الهدوء إلى منطقة الفضل بعد توتر امني شهدته خلال الأيام القليلة الماضية على خلفية اعتقال قائد الصحوة فيها ومساعده بتهم مختلفة بينها الإرهاب والقتل والانضمام إلى تشكيلات مسلحة بعثية. وقال عطا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الهدوء عاد إلى المنطقة وبدأت المحال التجارية بفتح أبوابها، وسلمت عناصر الصحوة البالغ عددها 150 أسلحتها، «وانضمت إلى نقاط التفتيش العسكرية تحت إشراف الجيش العراقي». مشيرا إلى أن أهالي المنطقة بدأوا يشعرون بالأمن لوجود القوات الأمنية العراقية إلى جانبهم.

وانبثقت قوات الصحوة للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) 2006، في محافظة الانبار، حيث استطاعت خلال أشهر قليلة طرد تنظيم «القاعدة» والجماعات المتطرفة التي تدور في  فلكه، الأمر الذي شجع الجيش الأميركي على تطبيق هذه التجربة في محافظات أخرى. ومنذ مطلع 2007، عمل الجيش الأميركي على تشكيل مجالس الصحوة أو الإسناد في مناطق  العرب السنة بشكل رئيسي، بحيث أصبح عددها يناهز المائة والثلاثين مجلساً، تابعين لبلدات ومدن ونواحٍ في شمال وشرق وغرب بغداد.