طيار تونسي ينفي انشغاله بترديد القرآن عن طلب النجدة خلال كارثة طيران

قال رداً على الحكم عليه بالسجن في إيطاليا: قمت بأحسن هبوط اضطراري

TT

نفى طيار تونسي كان يقود طائرة هبطت اضطراريا في عرض سواحل صقلية الايطالية عام 2005 مما أدى إلى وفاة 16 شخصا ونجاة 23 آخرين، التهمة الايطالية الموجهة له بالانشغال بترديد آيات قرآنية عوض التركيز على طلب النجدة.

وقال شفيق الغربي في مؤتمر صحافي بتونس أمس: «لقد قمت بعملية هبوط اضطراري على سطح البحر هي الأفضل في تاريخ الطيران المدني»، مشيراً إلى أن الطيارين الايطاليين أنفسهم شهدوا بذلك.

وحول تحميل الجانب الايطالي المسؤولية كاملة للجانب التونسي، قال الغربي «أنا ضحية سلسلة من الأخطاء وضميري مرتاح مائة بالمائة لأني قمت بأكثر مما كان علي القيام به». واعتبر الغربي أن الحكم الغيابي الذي صدر بحقه بالسجن لمدة 10 سنوات، سابقة في تاريخ الطيران بشهادة الجمعية العالمية للطيارين التي اجتمع مكتبها واصدر بيانا لهذا الغرض. وقال الغربي إن الصحافة الايطالية، وخلافا للمحكمة الايطالية، اعتبرتني بطلا، كما أن الطيارين الايطاليين أنفسهم سيضربون عن العمل يوم 8 أبريل (نيسان) الجاري تأكيدا لحيف الحكم الصادر ضدي وأنني بريء من التهمة الموجهة لي.

وقال الطيار التونسي شفيق الغربي، انه أمسك جيدا بالمقود وردد «يا ستار يا ستار، بسم الله الرحمن الرحيم» حوالي 6 مرات، معتبراً أن هذا «ما يمكن أن يردده أي شخص في مثل هذه الحالة». وأدلى الغربي بهذه التصريحات خلال ندوة صحافية نظمتها في العاصمة التونسية أمس تنسيقية الطيارين التونسيين لاطلاع الإعلام عن ملابسات حادث الطائرة المنكوبة وخلفيات الحكم الصادر من إحدى المحاكم الايطالية خلال الأسبوع الماضي، والتي حملت الشركة الناقلة وطاقم الطائرة التونسية مسؤولية الحادث وأصدرت أحكاما غيابية بالسجن لمدة عشر سنوات بالنسبة لقائد الطائرة شفيق الغربي ونفس المدة لمساعده، كما أصدرت أحكاما لمدة 9 سنوات ضد المدير العام للشركة ومديرها الفني و8 سنوات لموظفين بالشركة التونسية. وقال الغربي إن قرار المحكمة الايطالية «جائر فقد كنت احلق بتجهيزات لا تشتغل بعد تعطل الكهرباء والهيدروليك. كنت كمن يركب خشبة طائرة».

من جهة أخرى، قال قائد الطائرة المنكوبة إن المسؤولية يتحملها صانع الطائرة بعد أن أثبتت الوكالة الفنية لسلامة الطيران بإيطاليا وكذلك خبير ايطالي مشهود له دوليا بأن عداد الطائرة صنعه مصنع مناول لفائدة الشركة وهو ما جعله غير مطابق للمواصفات. واضاف أن الادعاء الايطالي كان «رهينة الرأي العام الايطالي وخصوصا عائلات الضحايا، فاختار التقرير الأكثر إدانة رغم أن تلك العائلات حصلت على تعويضات مادية لا تقل عن 22 مليون يورو وهو ما يعني عمليا انه لم يعد لهم الحق في رفع دعاوى قضائية».

بدوره، قال عماد بوقرة أخ معز بوقرة رئيس طاقم الطائرة المنكوبة الذي قضى في الحادث مخلفا وراءه بنتين (6 و8 سنوات حاليا)، في تصريح لـ «الشرق الأوسط»، إن قائد الطائرة يتحمل جزءاً هاماً من المسؤولية على اعتبار أن عملية تفقد الوقود داخل خزانات الطائرة توجه له بالأساس، وأكد أن عائلة الضحية معز في تونس لم تتلق تعويضا يتماشى وخدمات ابنها التي قدمها للشركة خلال 14 سنة من النشاط المتواصل. وقال إن عائلات الضحايا الايطاليين يحيون ذكرى وفاة أخيه سنويا وذلك بالنظر للمجهودات الكبرى التي قضاها في نجدة الضحايا قبل أن يتوفى هو نفسه في الحادث.