أوباما يعلن من لندن تمسكه بـ«العلاقة الخاصة» ويخطف الأضواء بحديث عن الديناصورات

الرئيس الأميركي عبر عن حبه للشعب البريطاني وملكته

TT

في دليل آخر على براعة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الخطابة وقدرته على التواصل مع الشعوب حول العالم، استطاع المزج بين الحديث عن «الديناصورات» مع محبة الشعب الأميركي للملكة إليزابيث الثانية والاهتمام بالرياضة البدنية في أول مؤتمر صحافي يعقده في العاصمة البريطانية. وأشار أوباما إلى كل ذلك بالإضافة إلى الحديث عن الأزمة الاقتصادية التي جلبته في لندن لحضور قمة العشرين التي انطلقت أعمالها أمس في عشاء عمل استضافه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وتستمر حتى عصر اليوم.

وبدأ أوباما مؤتمره الصحافي في لندن مع براون بالحديث عن الاستقبال الحافل له ولزوجته ميشيل أوباما صباح أمس حيث تناولا الفطور في مقر الحكومة البريطانية 10 داونينغ ستريت أمس، موضحا: «لم يكن فقط غوردون و(زوجته) سارة مضيافين، بل كان لدي فرصة للقاء ولديهما وتحدثنا عن الديناصورات قليلا وسط النقاشات حول أفغانستان وإيران». وضحك الصحافيون الذين احتشدوا في المؤتمر الصحافي الذي كانت بطاقات حضوره عليها طلب أشبه بحفلة غنائية بسبب التعطش لرؤية أوباما في أول زيارة خارجية له ما عدا زيارة خاصة لكندا. وكان الحديث عن الديناصورات فاتحة لنكات أوباما التي رافقت حديثه الجدي عن «الحاجة للعمل الجاد» في مواجهة الأزمة الاقتصادية.

ولكن كان كلام أوباما عن «العلاقات الخاصة» في بريطانيا هو الأهم بالنسبة للسياسيين البريطانيين الذين دائما يشددون على أهمية هذه العلاقة. وكانت أوساط أميركية سياسية وإعلامية ألمحت إلى أن أوباما غير متمسك بـ«العلاقة الخاصة» التقليدية مع المملكة المتحدة، إلا أن أوباما أنهى أي تكهنات حول انتهاء هذه العلاقة، قائلا: وكان براون قد افتتح المؤتمر الصحافي بالحديث عن «العلاقة الخاصة»، قائلا: «اليوم نجدد علاقتنا الخاصة لأوقات جديدة... إنها شراكة قوية في أوقات التحديات ومستمرة في أوقات التغيرات». أبدى براون سعادته بوجود أوباما، خاصة انه يعول على وجود الرئيس الاميركي لدعم أفكاره الاقتصادية في القمة وعلى دعمه سياسيا في وقت يعاني من تراجع شعبيته. وقال براون امس: «كل المملكة المتحدة ترحب بالرئيس أوباما والسيدة الاولى في زيارتكما الرسمية الاولى لبلدنا». واشاد براون بالرئيس الاميركي قائلا: «لقد أعطيت الأمل المتجدد ليس فقط لمواطني الولايات المتحدة بل لكل المواطنين حول العالم وأريد أن أشكرك لقيادتك ورؤيتك وشجاعتك». ورد أوباما المجاملة لبراون، قائلا: «أشكر رئيس الوزراء لقيادته خلال هذا التحدي». واضاف: «علينا تقديم التهاني لك بأنك أبديت طاقة غير طبيعية وقيادة وروح المبادرة في وضع الارضية لهذه القمة، كلنا مدينون بالشكر رئيس الوزراء براون لتحضيراته لما أعتقد انه سيكون لقاء تاريخيا وضروريا لقمة العشرين». وردا على سؤال حول تقديم النصح لبراون حول الفوز في الانتخابات، اذ من المتوقع اجراء انتخابات تشريعية بحلول الصيف المقبل في بريطانيا، قال أوباما: «النصيحة الوحيدة لغوردن براون هي نفس النصيحة التي قدمتها لنفسي خلال الحملة الانتخابية واقدمها لنفسي خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وهي ان الخطط السياسية الجيدة تصبح سياسة جيدة». ورفض أوباما الخوض في التكهنات حول كرة القدم وحظوظ الفريق الانجليزي في الدوري الاوروبي قائلا: «لقد كان لدي ما يكفيني من المشكلات باختيار فرق كرة السلة لدوري الكليات، آخر شيء سأفعله هنا هو الخوض في كرة القدم الأوروبية». واضاف ضاحكا: «ذلك سيكون خطأ، لم احصل على معلومات حولها ولكن لدي شعور بأن ذلك سيكون خطأ»، ليقاطعه براون ويقول: «انجلترا ستفوز، استطيع ان اقول لك ذلك». وكان هناك حديث اخر حول الرياضة، اذ ابدى براون اعجابه باللياقة البدنية لأوباما، متسائلا: «ماكينات الركض، كي تستطيع ان تستخدمها وأنت تسافر حول العالم؟». وربما كان على اوباما التوضيح لبراون ان طائرة الرئيس الاميركي «اير فورس وان» فيها ناد رياضي مجهز باكثر اجهزة الرياضة حداثة.

وكان السؤال الاخير للمؤتمر الصحافي الذي استمر 45 دقيقة صباح امس ذا طابع خاص، اذ طلب صحافي بريطاني من أوباما تحديد ما يحبه في بريطانيا، فأجاب أوباما: «الشيء الذي أحبه في بريطانيا العظمى هو شعبها... نحن مدينون بالكثير لانجلترا، عندما تأتي هنا، هناك شعور بالتقارب والتعارف بالاضافة الى الاختلاف، مما يجعلها مكانا مميزا». وأضاف «هناك أمر آخر علي الإشارة له وهو أن الأمر الذي أحبه في بريطانيا العظمى هو الملكة. إنني متشوق للقائها للمرة الاولى مساء، وكما تتوقعون ميشيل حقا تفكر في هذا الامر، لأن في ذهنية الاميركيين، ما تجسده الملكة من كرامة واخلاق مهم جدا». ولم تقتصر اللهفة على رؤية أوباما على الصحافيين، اذ كان موظفو الدولة البريطانية يشعرون باللهفة نفسها. وقال احد المسؤولين عن تنظيم المؤتمر الصحافي امس «الحماس لحضور هذا المؤتمر الصحافي كان غير مسبوق، فكان على وزارة الخارجية مراقبة مَن مِن موظفيها سيحضر المؤتمر». واضاف: «كان هناك موظفون سياح، يريدون الحضور على الرغم من ان المؤتمر الصحافي غير مرتبط بعملهم بتاتا». وبالفعل، امتلأت الصفوف الخلفية من قاعة «لوكارنو» في مقر وزارة الخارجية البريطانية التي عقد فيها المؤتمر الصحافي بموظفين من اقسام مختلفة من وزارة الخارجية. وأبدى العاملون في مقر رئاسة الوزراء إعجابهم اذ خرج صوت التصفيق من 10 داونينغ ستريت عندما فتحت أبوابه لأوباما وزوجته صباح اليوم. وعادة ما يقتصر التصفيق لمن يدخل مقر رئاسة الوزراء البريطاني ولمن يفوز بالانتخابات البريطانية ويتبوأ هذا المنصب.