الحكومة العراقية تحاور خاطفي البريطانيين.. وتشير إلى استعدادهم للانخراط في العملية السياسية

مصدر في «لواء اليوم الموعود» التابع للصدر لـ«الشرق الأوسط»: إيران تدعم «عصائب أهل الحق»

TT

بينما أعلن يوم أمس عن تطور جديد لعملية المصالحة الوطنية في العراق، بفتح باب الحوار والتفاوض مع جماعة «عصائب أهل الحق» التي تسمى أيضا «فصائل أهل الحق» التي تحتجز 5 بريطانيين منذ نحو عامين، كشف مصدر مقرب ومرتبط بتشكيلات «اليوم الموعود» التنظيم المسلح ضمن مشروع «ممهدون»، الذي أمر بتشكيله الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعد تجميد «جيش المهدي» التابع له أن «عصائب أهل الحق» كانت ضمن تشكيلات الجيش المجمد، واختارت هذا الاسم بعد انفصالها عنه ورفضها أوامر الصدر بإلقاء السلاح.

وأعلنت لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء العراقي أن الحكومة تجري حوارات في إطار المصالحة الوطنية مع كل من يؤمن بالعملية السياسية على أن يلقي السلاح، ويعمل ضمن الدستور وشرائطها ضمن الدستور العراقي والقوانين، ويتخلى عن العنف وحمل السلاح. وقال بيان للجنة تلقت الـ«الشرق الأوسط» نسخة منه أمس إن من المجاميع التي شملتها الحوارات (فصائل أهل الحق) التي بدورها وحسب البيان «أبدت استعدادها للانخراط في العملية السياسية». وأشار البيان إلى أنها أبدت أيضا استعدادها لدعم جهود الحكومة الوطنية في فرض سيادة القانون لتتحقق السيادة الكاملة بخروج القوات الأميركية واستلام القوات العراقية كامل مهامها في الأمن وحماية السيادة العراقية.

وكشف مصدر مقرب ومرتبط بتشكيلات «اليوم الموعود» المسلحة لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم نشر اسمه، أن قيادات عصائب أهل الحق «كانت تحمل أفكارا بعيدة عن أفكار السيد مقتدى، في أن يكون الولاء للعراق أولا وأخيرا، وعندما اختارت هذه المجموعة أن تعمل منفردة وأطلقت على نفسها هذا الاسم أصبحت خارجة عن إرادة التيار، وانفصلت عن نهجه بشكل كامل». وأضاف «العصائب هم من الصدريين، وهم وطنيون ومقاومون، لكنهم اختاروا الإسناد من دولة أخرى (إيران)، وهذا ما رفضه السيد مقتدى جملة وتفصيلا، على الرغم من وجوده هناك للدراسة». وأضاف المصدر أن الصدر «يذهب إلى إيران للدراسة، وليس لأخذ المشورة السياسية، فالرأي رأي العراق أولا وأخيرا، وقد دعاهم السيد مقتدى (الأفراد من دون القيادات) إلى العودة إلى تشكيلات لواء اليوم الموعود التي استكملت استعداداتها، وأصبحت جاهزة لطرد الاحتلال ومقاومته خارج المدن والأماكن السكنية، وقد عاد كثير منهم وبقي آخرون ضمن العصائب».

وحول التشكيلات التي تضمها «عصائب أهل الحق» وأعداد عناصرها، قال المصدر«إنهم بين 2000 إلى 3000، شخص يتوزعون على مجاميع لا تعرف مجموعة بتحركات المجموعة الأخرى». وحول دعوة الحكومة لفتح باب لحور مع هذه التشكيلات المسلحة قال المصدر «نحن ننظر لهذه المحاولات على أنها محاولات سياسية قد تجدي نفعا وقد لا تفعل ذلك».

وأكد المصدر أن «بعض قيادات العصائب ممن هم داخل السجون الأميركية يؤدون الصلاة الجماعية التي يدعو لها التيار في مناسبات عدة في نفس الوقت الذي يتلقون زيارات من أفراد من داخل المجموعة الموجودة في خارج السجن لتلقي بعض التعليمات والأوامر من قياداتها»، وأكد المصدر على «استمرار دعوة لواء اليوم الموعود لتنضم لها المقاومة من كل الفصائل، وبدعم عراقي من دون تدخل أي دولة أخرى». وقد أعلنت «عصائب أهل الحق» المتهمة بخطف خمسة بريطانيين في بغداد في مايو (أيار) 2007 استعدادها، أواخر الشهر الماضي، لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن عشرة من قادتها معتقلين لدى الأميركيين. وأشار أحد قادتها إلى «صفقة كبيرة» قد تتضمن إطلاق سراح القيادي في حزب الله اللبناني علي موسى دقدوق الذي اعتقل قبل عامين في البصرة.