قال الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية في الحكومة المصرية ورئيس وفد مصر إلى القمة العربية التي عقدت مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة بالإضافة إلى قمة العرب مع دول أميركا اللاتينية، إنه يعكف حاليا على إعداد تقرير رسمي تمهيدا لعرضه خلال اليومين المقبلين على الرئيس المصري حسني مبارك يتضمن ما دار في القمتين واللقاءات التي عقدها الوفد المصري مع مختلف الوفود العربية والأجنبية المشاركة في هاتين القمتين.
وأبلغ شهاب «الشرق الأوسط» أمس، في تصريحات خاصة لدى عودته للقاهرة قادما من الدوحة أنه سينقل إلى الرئيس مبارك أيضا رسالة شفهية من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة العربية. وقال إن الرسالة تتضمن كل التقدير من أمير قطر لدور مصر وجهود الرئيس لدعم العمل العربي المشترك.
وأشار إلى أن هذه الرسالة تأتي ردا على رسالة سبق أن حمله إياها الرئيس مبارك إلى أمير قطر.
وقال لمست من أمير قطر الحرص على العلاقات المصرية القطرية وهم أبدوا رغبتهم في أن تستمر المصالحة ولا تتوقف وأن النقاط أو التحفظات التي لدى مصر مستعدون لمناقشتها وفقا لصيغة المصالحة التي أقرتها القمة العربية وتتضمن مجموعة أسس مهمة قريبة من المقترحات التي قدمها الرئيس مبارك إلى القمة.
وكان الدكتور مفيد شهاب قد أبلغ القادة العرب موافقة مصر علي مضمون وثيقة تعزيز المصالحة والتضامن العربي التي وقعها القادة العرب خلال القمة، وحرص الرئيس مبارك علي توقيعها شخصيا. لافتا إلى أن الرئيس مبارك وافق علي توقيع الوثيقة قبل إيداعها كوثيقة لدى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة. وأكد رئيس وفد مصر أن عدم حضور الرئيس مبارك للقمة كان رسالة تعبر عن عدم رضائه عن بعض المواقف القطرية، وقد وصلت الرسالة كما أراد.
وحول تأثير المواقف الخلافية بين البلدين علي العمالة المصرية بقطر قال الدكتور مفيد شهاب إن المسؤولين القطريين أكدوا عدم المساس بحقوق العمالة لأن الاختلاف بين الأشقاء وارد ولا يمكن أن يؤثر علي مصير أناس أوضاعهم مستقرة في بلد شقيق. واعتبر أن ما يحدث بين مصر وقطر ما هو إلا عتاب بين الأشقاء، وأضاف: «ونحن في مصر حريصون علي التقاليد العربية ولا نسمح أبدا بأي خروج عنها، ونحن دعاة وفاق لا دعاة انقسام وفرقة. لكن إذا ما خرج أحد عن هذه التقاليد والمواثيق التي تحكم العالم العربي فلا بد أن تكون هناك وقفة». يشار إلى أن القادة العرب أعلنوا تأييدهم لترشيح مصر وزيرها للثقافة فاروق حسني ليشغل منصب مدير منظمة اليونسكو، حيث أصدرت القمة العربية بالدوحة قرارها دعما للمسؤول المصري حسني استنادا إلي قرار مجلس وزراء الخارجية الذي وافق عليه بالإجماع خلال الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية.