السلطة تحث واشنطن على الرد على رفض ليبرمان لأنابوليس.. وحماس تعتبر حكومة نتنياهو انعكاسا لموقف عام

أوساط في إدارة تل أبيب الجديدة تضغط من أجل تكثيف الاستيطان في القدس

TT

حث المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الولايات المتحدة على معارضة موقف وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد أفيغدور ليبرمان الرافض للالتزام بتفاهمات أنابوليس التي تدعو لإقامة دولة فلسطينية بموجب خطة خريطة الطريق.

واعتبر أبو ردينة أن في هذه التصريحات «تحديا للمجتمع الدولي والإدارة الأميركية التي تبنت حل الدولتين، وعلى المجتمع الدولي أن يرد على هذه الاستفزازات وهذه التصريحات الناسفة للأمن والاستقرار في المنطقة». وأضاف «مطلوب منها (الولايات المتحدة) تبني موقف واضح من هذه السياسة قبل أن تصبح الأمور في غاية السوء».

وكان ليبرمان، قد قال في خطاب ألقاه خلال مراسيم تسلمه وزارة الخارجية من رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني، إن حكومة نتنياهو لن تلتزم بمبادئ أنابوليس ولن تقدّم أية تنازلات.

وأضاف «أن إسرائيل ستلتزم بخريطة الطريق فقط، لأنها اتفاقية دولية»، مشيرا إلى أن مكانة إسرائيل الدولية بلغت أوجها بعد حرب يونيو (حزيران) 1967، وأن ما سماه بـ«التنازلات الكبيرة» التي قدّمتها الحكومة السابقة لم تقوّ مكانة إسرائيل بل أفضت إلى حرب لبنان الثانية وإلى حملة «الرصاص المتدفق» على غزة.

وردت ليفني عليه بالقول إن «خطابك أثبت لي أنني كنت على صواب في عدم انضمامي للحكومة».

واعتبرت حماس أن حكومة نتنياهو تعكس المزاج العام للمجتمع الإسرائيلي الذي يتنكر لحق الشعب الفلسطيني. وفي بيان له قال فوزي برهوم الناطق الرسمي باسم الحركة «لا فرق بين حكومات إسرائيل، فقد جربناها جميعا، ولكن حكومة نتنياهو بتركيبتها تعكس التوجه العام للمجتمع الإسرائيلي، فهي تركيبة عنصرية متطرفة وهي الأكثر وضوحا في برنامجها العنصري المتطرف وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني وإظهار العداء لأهلنا ولشعبنا، وفي إدارة الظهر لكل التزامات الحكومات السابقة». واعتبر برهوم أنه من العبث مطالبة الحكومة الفلسطينية المقبلة بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة، في الوقت الذي تتنكر لها حكومة نتنياهو. واعتبر برهوم أن تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل يفرض تشكيل حكومة فلسطينية جديدة قوية على قاعدة صون الحقوق والثوابت الفلسطينية، لها سند عربي يعزز من صمود الشعب ومقاومته، داعيا إلى استخدام كافة أوراق الضغط على إسرائيل بما فيها إنهاء كافة أشكال التفاوض والتنسيق والتطبيع مع الاحتلال.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في عددها الصادر أمس الأربعاء، أن أطرافا داخل الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو تسعى لإقامة المزيد من المشاريع التهويدية في القدس الشرقية عبر مطالبتها بتنفيذ خطة لبناء 3500 وحدة سكنية، ضمن خطة «E1»، الهادفة للربط بين القدس ومستوطنة «معاليه أدوميم» كبرى مستوطنات الضفة الغربية. وتهدف الخطة المذكورة إلى إقامة تواصل بين «معاليه أدوميم» والقدس، وتفصل في الوقت ذاته بين جنوب الضفة الغربية وشمالها. ونوهت الصحيفة إلى أن الجمعيات الاستيطانية التي تنشط بشكل خاص في مجال تهويد القدس تمارس ضغوطا على الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم الجديد وبلدية الاحتلال في القدس، لهدم عشرات المنازل في بلدة «سلوان» من أجل إفساح المجال أمام بناء المشرع الاستيطاني. وأضافت الصحيفة «من غير المعقول أن يعلن نتنياهو أنه سيستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين، وفي نفس الوقت تقوم الحكومة بخطوات أحادية الجانب في منطقة القدس، التي ستكون في صلب أي مفاوضات تجرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن التسوية الدائمة».

وأردفت الصحيفة «كما أن إسرائيل ملزمة بتجميد المستوطنات طالما لا يوجد اتفاق حول الحدود الدائمة، كذلك عليها أن تمتنع عن فرض واقع جديد في القدس الشرقية ومحيطها».