بيريس موجها كلامه إلى نتنياهو: لا أعرف تسوية للصراع أفضل من حل الدولتين

54% من الإسرائيليين غير راضين عن تشكيلة الحكومة الجديدة.. والغالبية متشائمون من قدرتها على مجابهة التحديات

TT

عبرت غالبية الجمهور الإسرائيلي (54%) عن عدم الرضا من شكل الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، وعن تشاؤمها من قدرة هذه الحكومة على إدارة شؤون الدولة العبرية ومجابهة التحديات الاستراتيجية. وقال رئيس الدولة شيمعون بيريس إن على الحكومة الجديدة أن تحدد وجهتها في القضايا الأساسية، مؤكدا أنه لا يعرف طريقا لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والانتقال إلى عهد السلام أفضل من طريق الدولتين. ففي اليوم الذي بدأ فيه نتنياهو عمله كرئيس للحكومة بدا أن الجمهور يشعر بخيبة أمل من طريقة نتنياهو في ادارة المفاوضات الائتلافية وتشكيل حكومة هي الأضخم في تاريخ إسرائيل، ولا يوجد لها مثيل في الدول الغربية التي تدار وفق نظام شبيه. ونشرت صحيفة «هآرتس» أمس نتائج استطلاع رأي قال فيه 54% إنهم غير راضين عنها. واعتبرها 44% من المستطلعة آراؤهم أنها «مضخمة وفضفاضة وغير مجدية»، فيما قال 33% إن نتنياهو كان مضطرا إلى تشكيل حكومة كهذه. وجرى هذا الاستطلاع قبل أن يعلن عن ضم حزب «يهدوت هتوراة» (اليهود الاشكناز المتدينون) إلى الائتلاف الحكومي. وبدخول هذا الحزب إلى الحكومة يصبح عدد وزرائها 30، وعدد نواب الوزراء 9 نواب، وقاعدتها البرلمانية 74 نائبا (من مجموع 120 نائبا)، بينهم خمسة نواب متمردون من حزب العمل، لا يصوتون إلى جانب الحكومة. وخرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقديرات تقول إن نتنياهو أثبت بهذه الحكومة أنه يصلح للابتزاز، حيث إن جميع حلفائه نجحوا في ابتزازه خلال المفاوضات الائتلافية. كما انتقدوا نتنياهو على كثرة الأثرياء من إسرائيل والخارج الذين حضروا الاحتفالات بتشكيله الحكومة، باعتبار ذلك دليلا على أنه ينتمي إلى رأس المال المتطرف، والذي لا يلائم دولة مثل إسرائيل تحتاج إلى التكافل الاجتماعي.

وجاء في الاستطلاع أن 53% من الإسرائيليين لا يعتقدون أن اختيار أفيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية كان موفقا، وفقط 22% أشادوا باختيار النائب يوفال شتاينتس وزيرا للمالية، فيما أشاد 69% باختيار إيهود باراك وزيرا للدفاع، علما بأن 33% من مصوتي حزب العمل قالوا إنهم لن يصوتوا لهذا الحزب في الانتخابات القادمة.

وكان بيريس، رئيس الدولة، قد أقام حفل وداع لرئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، واستقبال خلفه نتنياهو، صباح أمس، فقال إن أولمرت سيسجل في التاريخ الإسرائيلي كقائد حقق إنجازات هائلة على الصعيد الاستراتيجي، فقد اتخذ قرارات جريئة في المجال الأمني، وأحدث تقدما استراتيجيا في القضية السلمية. ووجّه بيريس انتقادا مبطنا إلى نتنياهو، الذي يرفض حتى الآن إعلان موقف إيجابي من إقامة الدولة الفلسطينية في إطار المفاوضات حول التسوية الدائمة. فقال: «لقد اتخذت حكومة أولمرت قرارا مبدئيا صحيحا وشجاعا في تأييد إقامة دولة فلسطينية، وعلى حكومة نتنياهو أن تحدد وجهتها بشكل واضح ودقيق». وأضاف بيريس: «أنا لا أعرف تسوية لهذا الصراع أفضل من التسوية القائمة على مبدأ دولتين للشعبين».

وقال بيريس موجها كلامه مباشرة إلى نتنياهو، إن حكومته أقيمت في عهد يبدو فيه أن تطورات تاريخية ستحصل في المنطقة وينبغي عليها أن تكون بمقدار هذا العهد وتساهم في الانعطاف التاريخي.

وأشار 42% فقط من الجمهور، حسب الاستطلاع المذكور أعلاه، إلى أن حكومة نتنياهو ستستطيع مجابهة التحديات الأمنية في قضايا الأمن والسياسة، و36% فقط أنها ستستطيع مجابهة التحديات الاقتصادية،