باكستان: مقتل 12 مسلحا في ضربة أميركية جوية لإحدى المناطق القبلية

بترايوس يحذر من خطر المتمردين الإسلاميين المتزايد على «وجود» إسلام آباد

باكستانيون من قبيلة مشهد يتظاهرون في منطقة تنك، احتجاجا على الهجمات الصاروخية الأميركية في مناطقهم على الحدود مع أفغانستان (أ.ب)
TT

استهدفت ضربة صاروخية أميركية أمس مركز تدريب لـ«طالبان» و«القاعدة» في المنطقة القبلية في باكستان، مما أدى إلى مقتل 12 متمردا في أول هجوم يستهدف هذه المنطقة المجاورة لأفغانستان منذ إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما خطته الجديدة لمكافحة الإرهاب.

وأكد مسؤول بارز أن أغلب من قُتلوا في الهجوم على منطقة أوراكزي القبلية كانوا مسلحين باكستانيين، ومع ذلك فثمة احتمال لوجود مسلحين أجانب بين القتلى. ويشير تعبير «أجانب» عادة في خطاب السلطات الأفغانية إلى عناصر «القاعدة». وزعم الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية أن الهجوم الصاروخي الأميركي لم يسفر سوى عن مقتل الرجال القبليين العاديين.

وأوراكزي هي المنطقة الوحيدة ضمن المناطق القبلية السبع التي لا تقع على الحدود الأفغانية، ولكن على مقربة شديدة منها. وهذا الهجوم الصاروخي على أهداف «طالبان» في أوراكزي هو جزء من الهجمات الصاروخية الأميركية التي تشنها الطائرات الموجهة دون طيار، سعيا لتدمير مخابئ المسلحين المتاخمة للحدود الأفغانية، والتي غالبا ما يقول عنها المسؤولون الأميركيون بأنها تفرض تهديدا مباشرا على الأمن القومي الأميركي. ومع ذلك تعتبر هذه الهجمة هي الأولى التي تتم على منطقة أوراكزي، حيث شرع ناشطو «طالبان» في مباشرة أنشطتهم هناك. وعلى أساس توجيه أغلب ما يزيد على 40 هجمة صاروخية ضد أهداف المسلحين في شمال وجنوب وزيرستان، بدأ مسلحو «طالبان» أخيرا تحت قيادة حكيم الله، باستخدام منطقة أوراكزي القبلية كقاعدة مسلحة لها. وحكيم الله هو من جنوب وزيرستان في الأصل، وهو على تحالف وثيق مع قائد «طالبان» بيت الله محسود.

وحذر قائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس من أن المتمردين الإسلاميين يشكلون خطراً متزايداً على أفغانستان، بل أيضاً على «وجود» باكستان. وقال بترايوس متحدثاً أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إن عناصر طالبان والجماعات المرتبطة بـ«القاعدة» يشكلون «خطراً أكبر على باكستان في صميم وجودها». ورد بترايوس على أسئلة اللجنة حول الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان وباكستان التي عرضها الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي فوصفها بأنها «شاملة». وقال «إن الجيش الباكستاني شدد عملياته» ضد المتمردين، لكن عليه القيام بالمزيد، مشيراً إلى أن «الوضع في باكستان على ارتباط وثيق بالوضع في أفغانستان».

وصرح مسؤولون باكستانيون لـ«الشرق الأوسط» بأن الهجوم الصاروخي على منطقة أوراكزي القبلية استهدف على وجه الخصوص مجمعا سكنيا يستخدمه مسلحو «طالبان» كمخبأ لهم. وأكد مسؤولون باكستانيون التقارير التي تفيد بوجود مسلحين موالين لبيت الله محسود في المجمع السكني وقت وقوع الهجوم الصاروخي.

وتتكرر هذه الضربات التي تنفذها طائرات دون طيار منذ صيف 2008، مثيرة غضب المتمردين الذين هددوا أول أمس بتنفيذ عمليات انتقامية حتى داخل الأراضي الأميركية. وكان أوباما قد قال لدى عرض استراتيجيته الجديدة للتصدي للمقاتلين الإسلاميين المتطرفين في أفغانستان في 27 مارس (آذار)، إن «القاعدة» «تحضر بنشاط لاعتداءات ضد الولايات المتحدة انطلاقا من معاقلها في باكستان».