أفغانستان: 10 قتلى في هجوم انتحاري على مبنى حكومي بقندهار

طهران تنفي حصول أي لقاء بين مسؤوليها وأميركيين

TT

قتل عشرة أشخاص، هم سبعة مدنيين وثلاثة شرطيين، في هجوم انتحاري بأفغانستان، نفذه أربعة انتحاريين واستهدف مبنى البرلمان الإقليمي في قندهار، معقل «طالبان» في جنوب البلاد. وأعلنت الحكومة أن المهاجمين الأربعة الذين تنكروا بملابس جنود أفغان، بحسب الشهود، قُتلوا، اثنان منهم فجرا نفسيهما، فيما قتلت قوى الأمن الاثنين الآخرين.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية زيماراي بشاري لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرجال الأربعة وصلوا إلى مبنى البرلمان في حي خاضع لحماية أمنية مشددة، في داخل سيارة رباعية الدفع. وقال: «خرج ثلاثة من المهاجمين من السيارة، وبقي الرابع فيها وفجرها». ثم عمد الانتحاريون الثلاثة إلى «دخول الباحة، وأطلقوا النار على المدنيين»، بحسب الناطق. وبدا تبادل لإطلاق نار مع وصول القوى الأمنية، فقُتل مهاجمان بالرصاص فيما فجر الثالث حزامه الناسف.

وقُتل ثلاثة عناصر من الشرطة وسبعة مدنيين بحسب وزارة الداخلية، التي اتهمت «أعداء البلاد» بالعملية، وهي عبارة تعني المتمردين الإسلاميين، وعلى الأخص «طالبان». وأفادت السلطات المحلية عن جرح 16 شخصا.

وتشكل قندهار، كبرى مدن جنوب أفغانستان، معقل حركة طالبان التي فرضت سلطتها على البلاد بين 1996 وأواخر 2001، عندما أطاح بها هجوم شنه تحالف دولي بقيادة أميركية. ومذاك أعادت الحركة المتحالفة مع تنظيم القاعدة تشكيل صفوفها في جنوب البلاد وشرقها بمحاذاة الحدود مع باكستان، وفي مناطق القبائل في شمال غرب باكستان، حيث تحالفت مع «طالبان» الباكستانيين.

وتستعد الولايات المتحدة التي تنشر 38 ألف جندي في أفغانستان لإرسال تعزيزات من 17 ألف جندي إضافي لمكافحة «طالبان»، وأربعة آلاف غيرهم لتدريب القوى الأفغانية. كما ترسل تعزيزات مدنية للمساعدة على التنمية الاقتصادية والسياسية في أفغانستان.

وفي هذا الإطار أعلنت وزارة الدفاع البلجيكية أن الحكومة قررت أمس إرسال 150 عسكريا وطائرتين من طراز إف 16 إضافيتين إلى أفغانستان، وذلك قبل يومين من انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي التي ستركز على الوضع في ذلك البلد.

وقال وزير التعاون شارل ميشال إن الوزراء «اتفقوا مبدئيا» على زيادة المساعدة المدنية البلجيكية لأفغانستان، التي كانت تقدر بنحو سبعة ملايين يورو خلال 2008، والتي قد «تتضاعف تقريبا» السنة المقبلة. وتنشر بلجيكا حاليا نحو 500 عسكري في أفغانستان في القوة الدولية المساهمة في إرساء الأمن (إيساف)، بقيادة حلف شمال الأطلسي، وأربع طائرات من طراز إف 16 في مطار قندهار (جنوبا).

وجاء ذلك بعد يوم من انتهاء مؤتمر حول أفغانستان عقد في لاهاي بهولندا، شاركت فيه إيران إلى جانب الولايات المتحدة، وتعهدت بالمساعدة على إعادة بناء أفغانستان والقضاء على تجارة المخدرات.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت إن حضور إيران الاجتماع والموقف التي عبرت عنه، يشكلان «إشارة واعدة لتعاون مقبل». وشددت كلينتون على أن «الولايات المتحدة وإيران... لها مصلحة مشتركة في أن تكون أفغانستان مستقرة وآمنة».

وكانت كلينتون قد أعلنت أيضا أن ريتشارد هولبروك، المبعوث الخاص لأفغانستان وباكستان، أجرى لقاء مقتضبا ولكنه «ودّي مع رئيس الوفد الإيراني»، وقالت إن اللقاء كان «سريعا»، وإن هولبروك ونائب وزير الخارجية الإيراني محمد مهدي خوندزاده اتفقا على «مواصلة الاتصالات».

إلا أن طهران نفت بشدة أمس حصول أي اجتماع بين مسؤولين من إيران والولايات المتحدة على هامش مؤتمر عقد في هولندا. ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن حسن قشقاوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «لم يجرِ لقاء رسمي أو غير رسمي خلال مؤتمر أفغانستان، وننفي كل التقارير في هذا الشأن». كما نفى المتحدث الإيراني ما تردد حول تسليم هولبروك رسالة إلى خوندزاده تطالب بعودة روبرت لفينسون العميل السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي)، المحتجز لدى إيران، وكذلك الصحافية الأميركية الإيرانية روكسانا صابري، المعتقلة في سجن إيفين الإيراني.

إلى ذلك، أكد الرئيسان الباكستاني والأفغاني مجددا أمس، التزامهما بالتعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات. وفي قمة ثلاثية استضافها الرئيس التركي عبد الله غل، وافق الرئيسان الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري على تعزيز التعاون وإضفاء الصفة الرسمية على اجتماعاتهما.

ولم تجر أي مناقشات رسمية حول وضع مشروعات أمنية مشتركة خلال الاجتماع. ولكن غل عقب القمة قال إن الاجتماعات جزء هام لبناء الثقة والتعاون في المنطقة. وأشار إلى اتفاقهم على عقد قمة ثلاثية تعرف باسم عملية أنقرة مرة كل عام. وقال إنه من المهم أيضا أن يحضر قادة الجيش ورؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث هذه القمة.