كوريا الشمالية تهدد بإسقاط طائرات تجسس أميركية تراقب استعدادها لإطلاق صاروخ بعيد المدى

قالت إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية نفذتا أكثر من 190 مهمة تجسس فوق أراضيها

TT

هددت كوريا الشمالية أمس بأنها ستسقط أي طائرات تجسس أميركية تراقب عملية الإطلاق الوشيكة لصاروخها. وأصدرت بيونغ يانغ تقريرا خاصا أمس أشارت فيه إلى أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية نفذتا على الأقل 190 مهمة تجسس جوية فوق أراضيها، بينها طلعات جوية فوق الإقليم الشمالي الشرقي حيث تستعد كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ في نهاية الأسبوع.

وتقول كوريا الشمالية إنها ستطلق قمرا صناعيا لأغراض الاتصالات «كونجميونغسونغ 2» إلى الفضاء خلال الفترة من 4 إلى 8 أبريل (نيسان). ومن المتوقع أن يتم إطلاق الصاروخ من مسودانري بمحافظة هامكيونغ الشمالية في الساحل الشرقي للبلاد.

وقال بيان في بيونغ يانغ أمس: «إذا تجرأ الإمبرياليون الذين يمارسون الابتزاز على إدخال طائرات تجسس في مجالنا الجوي والتدخل بذلك في استعداداتنا لإطلاق قمر اصطناعي لغايات سلمية، فإن قواتنا الثورية ستسقطها من دون رحمة». وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية أمس إن طائرة تجسس أميركية التقطت صورا فوتوغرافية للأهداف الاستراتيجية الكورية الشمالية في موقع الإطلاق الشهر الماضي. ووصف التقرير ذلك بأنه «انتهاك سافر» لسيادة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية و«استفزاز عسكري خطير آخر».

من جهة أخرى، حذرت كوريا الجنوبية واليابان كوريا الشمالية أمس من أنها ستنتهك قرارات الأمم المتحدة إذا حاولت وضع قمر صناعي في مدار حول الأرض، تشتبه الدولتان بأنه تجربة لصاروخ طويل المدى يمكنه حمل رأس حربي وقد يصل مداه إلى الأراضي الأميركية. وقال أمس مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن شكل الحمولة في مقدمة الصاروخ قد يوحي بصدق زعم بيونغ يانغ بأنه يحمل قمرا صناعيا. وقالت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية إنها لا ترى فرقا بين إطلاق قمر صناعي وإطلاق صاروخ لأن التجربتين تستخدمان الصاروخ تايبودونج-2 الطويل المدى الذي يمكن أن يحمل رأسا حربيا ويصل إلى ولاية ألاسكا الأميركية. وستثير أي محاولة لمعاقبة كوريا الشمالية بعد الإطلاق، غضب بيونغ يانغ التي هددت بإعادة تشغيل محطة إنتاج بلوتونيوم مخصب بالدرجة المطلوبة لتصنيع أسلحة نووية والانسحاب من محادثات نزع السلاح إذا اتخذت الأمم المتحدة أي إجراءات ضدها. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية: «سواء كان قمرا صناعيا أم صاروخا فهذا يشكل انتهاكا لعقوبات الأمم المتحدة». وأضاف تاكيشي أكاماتسو مساعد المتحدث الصحافي في وزارة الخارجية اليابانية: «نعتبر هذا خرقا للقرار ومن ثم للقانون الدولي».

وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن الصور التي التقطها قمر صناعي تجاري لموقع الإطلاق المتوقع في كوريا الشمالية «موسودان-ري» تظهر الصاروخ تايبودونج-2 وهو يحمل حمولة مغطاة مستديرة الشكل تشبه إلى حد كبير حمولة القمر الصناعي لا الرأس الحربي. وفرضت الأمم المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية تحظر عليها إجراء تجارب إطلاق صواريخ ذاتية الدفع عابرة للقارات ووقف اتجارها في أسلحة الدمار الشامل بعد أن حاولت من دون نجاح إطلاق الصاروخ تايبودونج-2 في يوليو (تموز) عام 2006.

ومن المتوقع أن تنتشر عدة سفن ذات أنظمة رادارية متطورة قادرة على اعتراض الصواريخ من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في مسار الصاروخ المتوقع لكنها لا تعتزم اعتراضه ما لم يهدد أراضيها. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أعلنت في مؤتمر صحافي في لاهاي أول أمس، أن استعداد كوريا الشمالية لإطلاق الصاروخ هو مثال آخر على التصرف الاستفزازي وأن من حق اليابان أن تدافع عن نفسها. وقال متحدث عسكري إن الولايات المتحدة أرسلت سفينتين لاعتراض الصواريخ من كوريا الجنوبية يوم الاثنين. وتخشى الدول المجاورة لبيونغ يانغ تكرار ما حدث صيف 1998 عندما أعلن النظام الكوري الشمالي إطلاق «قمر اصطناعي» تبين أنه صاروخ «تايبودونغ-1» حلق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادي.