ألبانيا وكرواتيا تنضمان إلى الناتو.. قبل أيام من الاحتفال بمرور 60 عاماً على تأسيسه

أوباما يتحضر لإلقاء كلمة غداً في القمة.. والحوار مع 4 آلاف تلميذ فرنسي وألماني

رجال من الشرطة مصحوبين بكلاب مدربة يفتشون منطقة بادن بادن وستراسبورغ التي ستستقبل قمة الناتو غداً (أ.ف.ب)
TT

انضمت ألبانيا وكرواتيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس خلال احتفال في واشنطن حضره سفيرا البلدين. ومثل السفيران الألباني ألكسندر سلاباندا والكرواتي كوليندا غرابار ـ كيتاروفيتش بلديهما في الاحتفال الذي نظمه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرغ. ووعد ممثل زغرب بأن تشارك بلاده في عمليات الحلف في أفغانستان، وذلك تلبية لدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يطالب بإرسال تعزيزات مدنية وعسكرية إلى هذا البلد. وقال: «نحن مصممون على المشاركة في مسؤولية (حفظ) سلام العالم واستقراره في مناطق على غرار أفغانستان». وقدمت سلوفينيا الاثنين إلى وزارة الخارجية مصادقتها على طلب انضمام كرواتيا، بعدما صادقت على انضمام ألبانيا في 3 مارس (آذار).

وقدمت سلوفينيا الاثنين الماضي إلى وزارة الخارجية مصادقتها على طلب انضمام كرواتيا، بعد أن صادقت على انضمام ألبانيا في 3 مارس (آذار). وأعلنت الخارجية الأميركية الاثنين أن «تقديم سلوفينيا مصادقتها يختتم إجراءات المصادقة الفردية لأعضاء الحلف الأطلسي اللازمة لانضمام ألبانيا وكرواتيا إليه». وبعد مصادقة اليونان في منتصف فبراير (شباط) على انضمام كرواتيا، كانت سلوفينيا الدولة الأخيرة في الحلف التي عليها الموافقة.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما كلمة أثناء انعقاد القمة الستين لحلف شمال الأطلسي، ويشكل ذلك أولى بداياته المهمة على الساحة الدولية بصفته قائداً أعلى للقوات الأميركية في مسعى لكسب تأييد الحلفاء لاستراتيجيته الجديدة في أفغانستان. وبعد نحو شهرين من تسلمه مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، سيكون الرئيس الأميركي محط الأنظار في القمة التي تحتفل بالذكرى الستين لتأسيس الحلف الأطلسي يومي غد وبعد غد بين ستراسبورغ (فرنسا) وكيل وبادن (ألمانيا). ومن المرتقب أن يغتنم أوباما فرصة لقائه الأول مع الحلف ليطلب الدعم الذي يحتاجه لتنفيذ استراتيجيته الجديدة في أفغانستان التي تقضي برفع الالتزام العسكري والمدني بشكل ملحوظ وإعطاء دور أساسي لباكستان المجاورة بهدف التغلب على شبكة «القاعدة» الإرهابية.

لكن الإدارة الأميركية لا تتوقع ـ بحسب مسؤولين أميركيين كبار ـ تلقيه التزاماً حازماً من الحلفاء فيما يتعلق بإرسال تعزيزات للقوات، بل بالأحرى مشاركة أكبر في عمليات الدعم العسكري ومشاريع التنمية المدنية. لهذا السبب لا يتوقع كما هو محتمل أن يطلب الأميركيون الذين قرروا إرسال تعزيزات من نحو 21 ألف جندي، علناً من أعضاء الحلف الأطلسي إرسال قوات جديدة إلى أفغانستان. واعتبرت كارن دونفريد نائب رئيس «جرمان مارشال فاند أوف يونايتد ستيتس»، وهو مؤسسة أميركية عامة غير سياسية تنشط من أجل التقارب بين الولايات المتحدة وأوروبا، أن أفغانستان هي «بكل وضوح المسألة الأساسية بالنسبة لإدارة أوباما». وقالت «من جهة يمكن القول إنه خبر سار للحلف الأطلسي لأن لديكم الإدارة الأميركية التي تجدد التزامها بما يمكن وصفه بأهم مهمة للحلف الأطلسي، لكن من جهة أخرى أعتقد أن ذلك يمثل أيضاً تحدياً حقيقياً للحلف». فعوضاً عن القوات قد تطلب الولايات المتحدة من حلفائها المشاركة مالياً أو مادياً في إعادة بناء قوات الأمن الأفغانية مما سيكلف مليارات الدولارات. وهو مجال يمكن أن تلعب فيه أوروبا دوراً كبيراً كما قال شون كاي برفسور العلاقات الدولية والمتخصص في شؤون الحلف الأطلسي في جامعة ويسليان في أوهايو (شمال).

وقال كاي إن «الحلف الأطلسي قد يشكل قوة بناء حقيقية فيما يتعلق بمجموعة واسعة من آليات التدريب (...) والقيام بتحضيرات لعمليات مدنية تعمل بالتزامن مع العمليات العسكرية». وثمة ملف آخر على جدول أعمال أوباما وهو «الانطلاق من الصفر» في العلاقات مع روسيا التي تعول عليها الولايات المتحدة للتصدي للبرنامج النووي الإيراني. وفي خطوة أثارت ارتياح موسكو أعلن أوباما أنه سيعيد النظر في مشروع نشر الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية الذي شرع به سلفه جورج بوش.

ومع أن أوباما أعلن أن توسيع الحلف الأطلسي سيبقى مطروحاً على الطاولة، لكن لا يتوقع أن يكون «على جدول الأعمال هذه المرة» كما يرى ستيفن فلاناغان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. فالصعوبة في رأي هذا الأخصائي هي في التوفيق بين تعزيز العلاقات بين الحلف الأطلسي ودول الاتحاد السوفياتي السابق وانفراج العلاقات مع موسكو.

ومن المقرر أن يلتقي أوباما في مدينة ستراسبورج الفرنسية نحو أربعة آلاف من الطلبة الألمان والفرنسيين على هامش مشاركته في قمة الناتو. وذكرت الجهات الإدارية أمس أن اللقاء مع الطلبة المختارين من البلدين يأتي بناء على رغبة الجانب الأميركي. وأوضحت المصادر أن أوباما سيلقي كلمة تستمر عشر دقائق وبعدها سيخصص 45 دقيقة للإجابة على استفسارات الطلبة.

ومن المنتظر أن ينفذ اللقاء في إحدى صالات المعارض في أعقاب اجتماع أوباما بنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي بقصر روهان التاريخي الذي سيشهد أيضاً مأدبة غداء للزعيمين. وأشارت الجهات الإدارية المسؤولة إلى أن الرئيس أوباما سيقيم في فندق هيلتون الذي استأجره الوفد الأميركي بالكامل طوال فترة القمة.