لاجئون عراقيون على أبواب حياة جديدة في ألمانيا

عشرات منهم وصلوا أخيرا ويحضرون دورات اندماج في معسكر

TT

يتطلع لاجئون عراقيون، في معسكر بألمانيا قبلت حكومة هذا البلد استضافتهم بموجب اتفاق بين مفوضية اللاجئين والاتحاد الاوروبي يتضمن إعادة توطين 10 آلاف لاجئ عراقي في دول الاتحاد، الى حياة جديدة. لكن اللاجئين الذين وصلوا أخيرا الى معسكر فريدلاند القريب من مدينة جوتنجين سيتم استقبالهم في ولايات سكسونيا السفلى وميكلنبورج فوربومرن وسكسونيا سيضطرون للبقاء في المعسكر فترة أطول للحصول على دورات تساعدهم في الاندماج ودورات في اللغة الالمانية، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية «د ب أ». ورغم الحياة الجديدة التي تنتظرهم فإن الخوف لا يزال يسيطر على بعض هؤلاء اللاجئين، وهم من اصل 2500 لاجئ عراقي قبلتهم المانيا غالبيتهم من المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى. ويقول الطباع فاروق جي (58 عاما) المنحدر من منطقة الدورة المضطربة جنوب بغداد برجاء عدم كتابة الأسماء. ومر فاروق وزوجته نور بالعديد من الأحداث المفزعة، أما الآن فهما يجلسان مع ابنيهما وسام، 11 عاما، ويوسف/1 عاما، في الشمس في معسكر فريدلاند.

وتنتمي هذه الأسرة لأول مجموعة من اللاجئين وصلوا إلى ألمانيا مؤخرا. ويقول الأب فاروق «تعرضت أنا وابني الأكبر للاختطاف على يد إسلاميين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006. كانوا يريدون النقود فقط لأننا مسيحيون ولكننا كنا قد وضعنا كل نقودنا وقتها في السوق السوداء لتأمين أنفسنا من الجوع. تعرضنا للضرب إلى أن بادرت قريبة لنا تعيش في لبنان بإرسال 50 ألف دولار من أجل تحريرنا». وتكمل الأم «تجمعنا بعد ذلك مرة أخرى معا وأدركنا أن الأمر صار مسألة حياة أو موت.. كنت أشعر بالخوف على أولادي وكان علينا الرحيل». وأضافت الأم:«يقع منزلنا في منطقة مضطربة. وفي صباح أول أيام الاحتفالات بأعياد الميلاد (الكريسماس) عام 2006 بدأ إطلاق النيران أمام باب منزلنا.. كانت هناك اشتباكات عنيفة بين الميليشيات الشيعية والسنية في الحي الذي كنا نسكن فيه وكانت هذه بمثابة إشارة لنا للرحيل». وقررت الأسرة الرحيل في ساعة مبكرة من صباح أحد الأيام حيث نقلهم أحد أقاربهم إلى إحدى المناطق الهادئة حتى دون أن يحملوا حقائبهم معهم. وبعد ذلك عبرت الاسرة مع سائق تاكسي لديه خبرة بجميع الحواجز العسكرية إلى سورية حيث أقاموا في دمشق. وأضافت الأم «وجدنا هناك مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين.. وقفت لمدة ساعتين في طابور طويل للغاية لأقوم بتسجيل بياناتنا». والتقط فاروق خيط الحوار من زوجته وقال «انتشرت شائعة في مارس (آذار) تقول إنه سيتم نقل بعض اللاجئين إلى أوروبا.. تمنينا وقتها السفر إلى ألمانيا لأن لنا قريبا من درجة بعيدة يعيش في أولدنبورج». وفي السادس عشر من مارس تلقت الاسرة رسالة من السفارة الالمانية تخبرهم فيها بأن بإمكانهم السفر إلى ألمانيا ليجدوا نفسهم في الطائرة المتوجهة إلى هانوفر بعد ذلك بثلاثة أيام فقط.

ووصل إلى معسكر فريدلاند بألمانيا منتصف الشهر الماضي 119 عراقيا غادر معظمهم المعسكر في الوقت الحالي، حيث جرى توزيعهم على الولايات الالمانية وفقا لتصريحات مدير المعسكر هاينريش هورنشماير. وستبقى أسرة فاروق في المعسكر لمدة ثلاثة أشهر حيث يحضر فاروق وزوجته دورات الاندماج في حين يذهب الولدان إلى المدارس مع أبناء لاجئين ومهاجرين آخرين من روسيا وإسرائيل. وأكد كمال سيدو من جمعية الشعوب المهددة في جوتنجين:«سنهتم بالاسرة في أولدنبورج.. يمكن الاتصال بجمعيتنا دائما حال وجود أي مشكلات لغوية أو غيرها». وأكد سيدو «نسعى منذ عام 2003 إلى فتح الباب أمام العراقيين المسيحيين المهددين». ووفقا لمعلومات سيدو فإن الفوج الثاني من اللاجئين العراقيين سيصل إلى ألمانيا في الرابع عشر من الشهر الحالي.