توجس بالبصرة من حلول قوات أميركية محل البريطانية

سكان المحافظة يخشون عودة أعمال العنف

جندية بريطانية تحمل طفلة عراقية خلال مراسم تسليم قاعدة مطار البصرة للقوات الأميركية أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وصف سكان البصرة استبدال القوات الأميركية بالبريطانية في المحافظة الجنوبية بأنه مثير للشك والريبة خاصة بعد استلام القوات المحلية للملف الأمني وسيادة الأمن وفرض القانون منذ عملية «صولة الفرسان» التي مضى عليها أكثر من عام. وتساءل عدد منهم في احاديث لـ«الشرق الأوسط» عن انه إذا كانت القوات البريطانية فقدت مبررات وجودها في البصرة وبدأت بالانسحاب، فما هو المستجد بالمحافظة كي تكون القوات الأميركية التي هي الأخرى جدولت انسحابها من المدن العراقية بديلا عنها؟ وقال محمد غالي (رجل أعمال) إن وجود القوات الأميركية في البصرة بدلا من القوات البريطانية «هو قرار خطير سيؤدي إلى عودة المسلحين المعارضين للاحتلال الى تنفيذ عملياتهم المسلحة وبالتالي قيام هذه القوات بالرد عليهم بشكل أكثر عنفا كما معروف عنها»، مشيرا الى ان «القوات البريطانية في المدينة خرجت، كما معروف في المدينة، بماء الوجه بعد اتفاقات مع الجماعات المسلحة على إنهاء العمليات المسلحة التي دفع الأهالي ثمنا باهظا لها». واكد ان «القوات البريطانية أكثر معرفة بطبيعة المجتمع العراقي من خلال احتلالها الأول للمدن العراقية عام 1917 ولهذا كان تعاملها بتحسب وعدم التدخل المباشر في حياة الأهالي الذين لم يشعروا بوجودهم إلا من خلال بعض العمليات العسكرية المحدودة، وهي على نقيض القوات الأمريكية التي تتعامل وفق منطق قوة المحتل»، معربا عن خشيته من «عودة العنف من جديد الى المدينة لقربها من الحدود الإيرانية التي تشكل خط تماس مباشر  للمواجهة». وأعرب كمال جعفر (طالب جامعي) عن خشيته من استبدال القوات البريطانية وقال «كل أهل المدينة يتطلعون إلى انسحاب القوات البريطانية، كي ننتهي من صفحة الاحتلال، لكن استبدال قوات أميركية بها مسألة فيها نظر كونها مرت بصمت دون اخذ موافقة البرلمان او مجلس المحافظة»، مشيرا الى ان «هناك امور ربما تجري في الخفاء وتهدد مستقبل الانسان في العراق». وترى سهام كاظم (معلمة) ان تصرف القوات الأميركية في بغداد وعدد من المحافظات «اتسم بالوحشية، وعدم مراعاة الحرمات للعوائل، وان مجتمع البصرة معروف انه محافظ، وان مداهمات القوات الأميركية ستواجه بالعنف حتما».

وأعرب سامي محمد علي (ضابط متقاعد) عن مخاوفه من «نشوء حالة تصادم بين القوات الأميركية والقوات العراقية في حالة تدخلها بالجوانب الامنية، كون هذه القوات لم تعط اعتبارا للجوانب الوطنية، وان مصالحها فوق أي اعتبار».

لكن خليل صادق (سائق تاكسي) يرى ان وجود القوات الأميركية في البصرة «شيء طبيعي، اذ من غير المعقول ان تكون مدينة النفط والميناء الوحيد في العراق خالية من وجودها». وأضاف «ان القوات الأميركية حريصة على تأمين خطوط إمداداتها التموينية القادمة من الكويت، ولهذا سيكون وجودها قريبا منها هو بمثابة ضمان استمرار تدفق عملياتها اللوجستية».