قالت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، إن سوء الأحوال الجوية وحالة الهلع التي أصيب بها الركاب كانا السبب في غرق قارب المهربين قبالة ليبيا الأسبوع الحالي. وقال ناجون لموظفي المنظمة الدولية للهجرة، إن مواطنا مصريا كان من بين الذين غرقوا، حينما انقلب القارب بعد ثلاث ساعات من مغادرته جنزور على بعد 15 كيلومترا غرب طرابلس يوم الاثنين الماضي. وأضافت المنظمة في بيان أن المهاجرين، «قالوا إنهم نجوا لأنهم ظلوا واقفين على مؤخرة السفينة، وهي الجزء الوحيد الذي ظل طافيا». وأشار البيان إلى أن عدد ركاب القارب بلغ 257 راكبا منهم 70 امرأة وطفلان. وقال البيان إن نحو عشرين مهاجرا نجوا من الحادث منهم امرأة. وكان كثير من الناجين يعانون من مشاكل في الكلية لأنهم اضطروا لشرب مياه البحر. لكن الباقين بدوا بصحة جيدة.
وقالت السلطات الليبية، أمس، إنها انتشلت جثث 100 مهاجر كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول ليبي قوله، إن «المياه دفعت جثث 77 من المهاجرين إلى الشاطئ، غرب طرابلس في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، وانه عثر على جثث 23 شخصا آخرين بين مساء الأحد والثلاثاء». وتباينت التقديرات الخاصة بإجمالي عدد من كانوا على متن القارب، فالسلطات الليبية تعتقد أن القارب كان عليه 365 شخصا، على الرغم من أن حمولة القارب لا ينبغي أن تزيد على 75 شخصا.
وقال مسؤولون إن المهاجرين صوماليون ونيجيريون واريتريون وأكراد وجزائريون ومغاربة وفلسطينيون وتونسيون. وهذه السفينة واحدة من أربع سفن أبحرت من ليبيا بين يومي السبت والأحد في طريقها إلى ايطاليا فيما يبدو. وقال المسؤولون إن حرس السواحل الليبي أنقذ 350 مهاجرا، معظمهم من النساء والأطفال بعد عطب سفينتهم يوم الأحد بالقرب من حقل نفط بحري ليبي. وقال مسؤول ليبي انه فيما يتعلق بمصير السفينتين الباقيتين فإنه لديهم معلومات بأن واحدة وصلت إلى ليبيا أما الثانية فغادرت المياه الليبية وتم رصدها بالقرب من مالطا.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة، إن في ليبيا ما بين مليون ومليون ونصف المليون مهاجر أفريقي، وليبيا بلد عبور ووصول للمهاجرين، ويقوم معظمهم بأعمال عرضية، لجمع المال الذي يكفي لتهريبهم في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ايطاليا.
وتقول منظمة الهجرة الدولية ومسؤولون ليبيون، إن الزيادة الجديدة في أعداد الهجرة غير الشرعية من شمال أفريقيا، ربما كان سببها مخاوف المهاجرين والأشخاص، الذين يقومون بتهريبهم، من أن ليبيا وايطاليا ستصعدان الحملة ضد الهجرة غير الشرعية الشهر المقبل. وتوصلت طرابلس وروما إلى اتفاق بشأن دوريات مشتركة في البحر لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين. ويبدأ سريان الاتفاق من 15 مايو (أيار) المقبل.