أوباما يحسن علاقاته مع روسيا والصين ويتفق مع ميدفيديف على بدء مفاوضات الأسلحة الاستراتيجية

الرئيس الأميركي يعلن زيارة بكين وموسكو من لندن.. ولم يتطرق إلى الدولار مع هو

الرئيس ديمتري ميدفيديف يصافح نظيره الصيني هو جينتاو عشية اجتماعات قمة العشرين في لندن أمس (أ.ف. ب)
TT

شهدت العلاقات الأميركية مع دول العالم نقلة خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى لندن التي بدأت مساء أول من أمس. فبعد لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وتوثيق علاقات واشنطن مع أحد أهم الحلفاء وهي بريطانيا، عمل أوباما على تحسين العلاقات مع دول تعاني علاقاتها مع الولايات المتحدة من توتر منذ زمن. وكانت لقاءات أوباما مع نظيريه الروسي ديمتري ميدفيديف والصيني هو جينتاو في لندن أمس الأولى منذ توليه منصب الرئاسة وأحدثت تطوراً في العلاقات مع إعلانه نية زيارة كل من بكين وموسكو قبل نهاية العام. وعلى الرغم من إعلان أوباما وجود «مشاكل حقيقية» مع روسيا في مؤتمر صحافي صباح أمس، فإنه استطاع التوصل إلى اتفاق مع ميدفيديف يشكل أول خطوة لإصلاح علاقات البلدين. إذ اتفق الرئيسان على العمل على التوصل إلى اتفاق لخفض الرؤوس النووية إلى ما دون المستويات المتفق عليها عام 2002. وقالا في بيان مشترك إنهما طلبا من مفاوضي البلدين تقديم تقرير عن أول النتائج في هذه المحادثات في يوليو (تموز) حين يزور أوباما موسكو.

واعتبر أوباما أن الحد من الانتشار النووي هو «طريقة مناسبة للبدء» بإعادة إطلاق التعاون بين البلدين. وأضاف أن السنوات القليلة الماضية شهدت «انحرافاً في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا»، موضحاً أنه «من أفغانستان إلى إيران مروراً بمجموعة العشرين، هناك إمكانية كبيرة للقيام بعمل تشاوري» مع روسيا. وشدد على وجود «مصالح» مشتركة بين البلدين ولا سيما في مكافحة الإرهاب وحل الأزمة الاقتصادية.

ودعا أوباما وميدفيديف إيران إلى التعاون مع الأمم المتحدة والإثبات بأن برنامجها النووي «سلمي»، في بيان مشترك صدر أمس في لندن. وأقر الرئيسان بأن إيران لها الحق في «برنامج نووي مدني»، لكنهما أضافا أن على إيران أن تعيد الثقة بأن برنامجها «ذو طبيعة سلمية حصراً». وتابع البيان «ندعو إيران إلى الالتزام بالكامل بقرارات مجلس الأمن الدولي وهيئة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وعلى الرغم من أن اجتماع أوباما مع هو، الذي التقاه مثل ميدفيديف في منزل السفير الأميركي في لندن، لم يخرج باتفاق معين، فقد شدد الطرفان على أهمية التعاون بينهما. وأعلن أوباما تعيين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخزانة تيموثي غايتنر لقيادة «الحوار الاستراتيجي – الاقتصادي الأميركي – الصيني» لتنمية العلاقات بين الطرفين. وأفاد بيان مشترك للرئيسين أنهما اتفقا على «العمل سوياً لبناء علاقة أميركية ـ صينية إيجابية وتعاونية وشاملة للقرن الـ21 وتقوية التواصل على جميع الأصعدة». وقدم هو دعوة لأوباما لزيارة بكين وأعلن الأخير قبوله الدعوة، مؤكداً زيارة الصين قبل نهاية العام الحالي.

وكانت هناك مخاوف من نشوب خلاف بين هو وأوباما حول دعوة الصين لاعتماد عملة جديدة للاحتياط العالمي مع ضعف الدولار، إلا أن مسؤولا أميركياً أكد أمس أن القضية لم تثر في الاجتماع الذي عقد عصر أمس. ومن جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أمس أن الولايات المتحدة والصين اتفقتا على استئناف مناقشة قضية حقوق الإنسان في أسرع وقت ممكن. وقال البيت الأبيض في بيان إنه في إطار أول اجتماع بين الرئيس باراك أوباما والرئيس الصيني هو جينتاو اتفق الجانبان على العمل معا لإنعاش النمو الاقتصادي العالمي وتعزيز النظام المالي.

وشهدت لندن مصالحة أخرى، إذ قررت الصين وفرنسا وضع حد للخلاف القائم بينهما منذ عدة أشهر بسبب التيبت مع عقد لقاء ثنائي في لندن بين الرئيسين نيكولا ساركوزي وهو جينتاو على هامش قمة مجموعة العشرين. وأفاد دبلوماسي فرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه من المقرر أن يلتقي الرئيسان في لندن أثناء مأدبة عشاء يحضرها كافة قادة مجموعة العشرين، حيث إنهما سيجلسان جنباً إلى جنب. وما زالت المشاورات جارية ظهراً لمعرفة موعد إجراء محادثات ثنائية بين الطرفين.