أوباما يصل إلى داوننغ ستريت بالسيارة «الوحش» .. ونظارات مرافقيه متصلة بواشنطن

ميشيل أوباما يسميها البريطانيون «سيدة الأناقة الأولى» وأنباء عن أن بدلة .. الرئيس مقاومة للرصاص

السيارة المصفحة التي أقلت الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل إلى 10 داوننغ ستريت أمس (إ.ب.أ)
TT

قد تكون أجندة الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال انعقاد قمة مجموعة العشرين ثقيلة وتطغى عليها الهموم الاقتصادية والأزمة المالية العالمية إلا أن مشهد وصول الرئيس برفقة زوجته مساء أول من أمس إلى مطار لندن ستانستد البريطاني كان حدثا مدغدغا لمشاعر البريطانيين، اذ تسمر عدد كبير منهم أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة الرئيس وزوجته وهما يلوحان لعدسات الكاميرات وبدت السيدة الاميركية الاولى أنيقة مثلما كان ينتظرها البريطانيون أن تكون، فبدت رشيقة في فستانها الاصفر الذي وضعت فوقه معطفا خفيفا وزينت أعلى خصرها بحزام عريض لتبدو ساقاها الطويلتان بالاصل أكثر طولا، ولم تبدو على فستانها علامات الجلوس في الطائرة لمدة طويلة، وقد يكون السبب لجودة القماش المستعمل أو أن السيدة الاولى بدلت ملابسها قبل هبوط الطائرة بثوان، وظهر الرئيس ببدلة داكنة مع ربطة عنق زرقاء اللون، واستقلا بعدها طائرة هليكوبتر من المطار الى مكان إقامتهما خلال القمة في «وينفيلد هاوس» التابع للسفارة الاميركية في منطقة «ريجنتس بارك» في قلب لندن على بعد دقيقتين من مسجد ريجنتس بارك الاكبر في لندن، وتم اختيار مقر السفارة لاسباب أمنية تفرض على الزعماء عادة المكوث في سفارات بلادهم، كما ان هذا المقر بني على يد باربرا هاتن وهي حفيدة مؤسس محلات وولوورث التي اقفلت ابوابها مؤخرا بسبب الازمة الاقتصادية.

صباح أمس سلطت وسائل الاعلام البريطانية أضواءها على الزوج الأكثر شهرة في العالم، ونقلت القنوات البريطانية وقائع وصول أوباما وزوجته الى مقر رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون في 10 داونينغ ستريت، وبدت السيدة الاولى في اناقة أميركية بحتة، فاختارت تنورة باللون الاخضر الفاتح مع بلوز براقة باللون العاجي وحذاء بنقشة جلد الافعى ولم تتخل عن عقد اللؤلؤ واللافت كان اختيارها لأساور غير متناسقة ومختلفة التصميم قد تكون قد قللت من قيمة ثيابها التي من المحتمل بأن تكون من تشكيلة جاي كرو الاميركية، وبدت سارة براون زوجة رئيس الحكومة البريطاني ببدلة كحلية اللون مع بطانة داخلية حمراء، تعكس الذوق البريطاني الكلاسيكي، وكان اللقاء بين الزوجين بعيدا عن التكلف، فصافحت السيدة الاولى السيدة براون وطبعت على خدها قبلة، ولم يخف أوباما وزوجته سعادتهما لزيارة لندن وبراون وخاصة الملكة، بحيث صرحت ميشيل أوباما بأنها سعيدة جدا لانها ستلتقي الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكينغهام. وتحولت ساحة المقر الى مرآب للسيارات اذ وصل الرئيس في سيارته «كاديلاك 1 الوحش» التي يبلغ ثمنها 300 الف جنيه استرليني وطولها 18 قدما، وارتفاعها 5 اقدام و10 انشات، سرعتها القصوى 60 ميلا في الساعة وسعة المحرك 6.5 ليتر ويستعمل فيها الديزل، وهي مصفحة ومضادة للهجوم، مجهزة في مؤخرتها بالأوكسجين لمكافحة الحريق، أما بالنسبة لحاوية البترول فيها فهي مجهزة برغوة خاصة مصممة للتصدي لاي هجوم ولو كانت الضربة موجهة مباشرة الى خزان البنزين.

الهيكل الخارجي للسيارة مصنوع من الحديد والالمنيوم والتيتانيوم والسيراميك، والاطارات مضادة للثقوب والتمزق، لا تتأثر بأي هجوم ولا تؤثر على سرعة السيارة في حال تعرضها لاي حادث. واللافت هو عدم إطفاء محرك السيارة طيلة فترة لقاء الرئيس أوباما بغوردن براون، وهذا لأنه من المهم إبقاء المحرك عاملا حتى لا تتأثر الاجهزة الالكترونية في السيارة. وعند وصول الرئيس للقاء غوردن براون في مقره، رافقه 200 من مرافقيه المصرح لهم بحمل السلاح، وقبيل الزيارة الى لندن قام أعضاء من وحدات المخابرات التابعة للبيت الابيض بزيارة بريطانيا 3 مرات للتأكد من خلو الاماكن التي سيزورها الرئيس من الجراثيم الالكترونية القاتلة.

أما بالنسبة للطائرة التي اقلت الرئيس وزوجته الى بريطانيا فهي من طراز بوينغ 747 (سلاح الجو رقم واحد) أجنحتها مصفحة ومضادة للهجوم النووي إذا ما تعرضت لاي هجوم من الارض، وقادرة على شل رادارات العدو، ومجهزة بـ85 هاتف لاسلكي للاتصال بجميع أقسام الولايات الاميركية في حال حدوث أي اعتداء.

جسم الطائرة من الخارج مضاد للإشعاعات، وهي مقسمة من الداخل الى غرف عديدة ومطبخ كبير وصالة جيم مجهزة بماكينات مختلفة لممارسة الرياضة.

وبرفقة الرئيس قائد عسكري في جعبته شفرة خاصة تخوله إطلاق صاروخ إذا دعت الحاجة، وتم نقل الهليكوبتر الخاصة بالرئيس من طراز (VH-3D) وسيارته الخاصة بواسطة طائرة نقل عملاقة قادرة على كشف الصواريخ في حال أي هجوم. وفي حال تعرض الرئيس لاي عملية اغتيال سيتم نقله مباشرة الى حاملة طائرات أميركية تنتظر عند مرفأ بورتسموث البريطاني.

وفي مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات البريطانية صرح مصمم الازياء التايواني الاصل جايسن وو الذي اختارت ميشيل أوباما فستانها الابيض الذي ارتدته ليلة تنصيب الرئيس بأنه تولى مهمة تصميم فستانها لحضور العشاء في 10 داونينغ ستريت، وصرح لاول مرة بأنه لم يعرف بأن السيدة الاولى كانت تنوي ارتداء الفستان الابيض الذي صممه لها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خلال حفلة التنصيب في المساء، وتفاجأ وهو يجلس مع أصدقائه عندما شاهد السيدة الاولى وهي ترتدي الفستان الابيض، وكل ما كان يعرفه عندما طلب منه تصميم الفستان هو انه سيكون لميشيل أوباما، وقال بأنه ممتن جدا لاختيارها له وأضاف بأنه لها الفضل الاكبر في انتشاره السريع في أميركا والعالم. وفي حين تتركز الانظار على ما ترتديه وسترتديه السيدة الاميركية الاولى، افادت معلومات بأن الرئيس أوباما اختار بدلته لحضور العشاء من تشكيلة الكولومبي ميغيل غاباليرو المتخصص بتصميم وتصنيع البدلات والثياب الواقية للرصاص، وهي مماثلة لتلك التي لبسها خلال فترة التنصيب وهي قادرة على حماية جسده من الرصاص من عيار 9 مم، والمعروف عن ميغيل غاباليرو الذي يأخذ من بوغوتا في كولومبيا مقرا لشركته بأنه متخصص في تصنيع جميع أنواع الثياب الواقية من الرصاص والحريق، ومن بين زبائنه ولي العهد الاسباني الامير فيليبي والممثل ستيفن سيغال والرئيس الكولومبي والرئيس الفنزويلي، ويقوم ببيع ألبسته للسياسيين والعسكريين والشرطة، ويشار الى ان غاباليرو يعمل حاليا على تصميم وتصنيع الزي الجديد للعسكر المكسيكي.

وإذا كنت من الذين يتساءلون عن سبب وضع المرافقين للرئيس الاميركي النظارات السوداء طيلة الوقت، فقد تبين بأن السبب الاول هو لتفادي اشعة الشمس وحماية العين أما السبب الثاني فهو زرع كاميرات صغيرة فيها متصلة مباشرة بالمقر الرئيسي في واشنطن ومتصل بوحدة المخابرات الخاصة فيه.

وفي عنوان لافت اشارت صحيفة «الدايلي مايل» الى قمة مجموعة العشرين بأنها استعراض لأوباما وزوجته واختاروا عنوان «وصل الأوباماز إلى المدينة»، وقد تكون الأضواء المسلطة على الرئيس الأميركي والسيدة الأولى هي سبب تغيب السيدة الفرنسية الاولى كارلا بروني عن حضور القمة مع زوجها الرئيس نيكولا ساركوزي، فعلى الرغم من التصريحات الفرنسية التي تفيد بأن السيدة الاولى ستبقى في فرنسا لتجهز نفسها لقمة الناتو في ستراسبورغ يوم الجمعة، رأى بعض المحللين بأن تخلفها عن مرافقة زوجها قد يكون بسبب خوفها من ان تسرق ميشيل أوباما الاضواء منها، فهي تهتم بالمظاهر ومن المعروف عن الرئيس الفرنسي بأنه يهتم بالعلاقات العامة والحملات الدعائية الشخصية التي تساعد على تحسين صورته. ومن بين الوجوه المشاركة في القمة اللافتة رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز دو كيرشنر التي جاءت من دون زوجها، وغالبا ما تنتظرها وسائل الإعلام لرصد أناقتها وهي ملقبة بـ«إيفيتا الجديدة» في الأرجنتين، ومن المنتظر أيضا أن تسرق الأضواء أيضا زوجة رئيس الوزراء الاسباني جوزيه لويس رودريغيز زاباتيرو التي تعرف بتسريحة شعرها الشقراء القصيرة وأناقتها الأوروبية البسيطة.