قمة العشرين: بضع مئات تظاهروا والشرطة اعتقلت 86 شخصا ووجهت الاتهام إلى أربعة

الشرطة نشرت حواجز مكثفة في محيط مقر القمة ومنعت الاقتراب لمسافة 800 متر

TT

عززت الشرطة البريطانية عديدها في منطقة شرق لندن حيث عقدت أمس قمة الدول العشرين في حين تظاهر بضع مئات من الناشطين احتجاجا على الفقر وعلى التغيير المناخي في محيط مقر عقد القمة كما في الحي المالي للعاصمة. وتزامنت التظاهرات مع اعلان الشرطة اعتقال اكثر من ثمانين شخصا في اعمال العنف التي شهدتها العاصمة البريطانية بمناسبة انعقاد القمة العالمية.

فقد اعلنت الشرطة البريطانية امس اعتقال 86 شخصا بينهم اربعة وجهت اليهم التهمة رسميا وذلك بعد مقتل احد المتظاهرين اول من امس في ظروف غامضة بالقرب بنك انجلترا. وبين المتظاهرين الموقوفين اثنان اعتقلا في مسألة سرقة مع ظروف مشددة وثالث لإضرام حريق غير متعمد في مكاتب مصرف رويال بنك اوف سكوتلند قرب بنك انجلترا في قلب لندن المالي، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شرطة اسكتلند يارد.

ودخل عدد من المتظاهرين الملثمين المبنى بعيد ظهر أول من أمس بعدما حطموا عددا من واجهاته الزجاجية فالقوا اجهزة معلوماتية في الشارع. واعتقل سبعة متظاهرين للتسبب باضرار و11 شخصا لحيازة بدلات شرطة وثلاثة لارتداء بدلات الشرطة و16 لبلبلة النظام العام وارتكاب اعمال عنف وشخص لاطلاق انذار بوجود قنبلة. ووجهت التهمة الى اربعة من الذين اعتقلوا، ثلاثة منهم لحيازة آلة حادة او سلاح ابيض والرابع للتعدي على ضابط في الشرطة، على ما اوضحت اسكتلند يارد.

وعند مشارف مركز اكسيل للمؤتمرات في شرق لندن حيث عقدت القمة وسط اجراءات امنية مشددة، نشرت الشرطة الحواجز ونقاط التفتيش في محيط المربع الامني حيث منع اقتراب أي شخص لا يحمل بطاقة اعتماد لمسافة بحدود الـ800 متر. كما تولت قوارب الشرطة مراقبة الحركة في نهر التايمز الذي يقع مركز القمة على إحدى ضفافه، كما نقلت وكالة «اسوشييتد برس».

وخارج مقر القمة، تظاهر العشرات رافعين لافتات تدعو للديمقراطية في اثيوبيا ووقف «تجويع» البلاد في حين قام آخرون برفع لعبة مونوبولي ضخمة خارج مقر البورصة في الوسط المالي للندن في اشارة الى احتكار السلطة من قبل النخبة المالية في العالم. كذلك، تظاهر ناشطو تحالف «أوقفوا الحرب» تجمعوا بالقرب من المنطقة الصناعية حيث عقدت القمة. وفي الحي المالي الذي شهد تظاهرات عارمة أول من أمس، تظاهر أمس نحو مائة شخص كما تجمع أقرباء وأصدقاء الشاب الذي قضى امس في اطار المصادمات مع الشرطة ووضعوا الزهور على مقربة من المكان حيث قضى منددين بلجوء الشرطة الى العنف.

وكانت العاصمة البريطانية شهدت اول من امس تظاهرات ينظمها دعاة العولمة البديلة وقد قتل احد المشاركين فيها على مقربة من مقر بنك انجلترا في ظروف لم تتضح بعد. واصيب عدة اشخاص بجروح خلال صدامات وقعت بين الشرطة والمتظاهرين الذين حطموا واجهات مؤسسات مصرفية. من جانب اخر، فرضت المحكمة الإدارية في مدينة كارلسروه الألمانية امس قواعد صارمة على خروج المظاهرات الاحتجاجية المقرر تنظيمها اليوم ضد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدينة بادنبادن غرب البلاد. وأمرت المحكمة بمنع تنظيم المظاهرات في وسط المدينة كما حظرت على المتظاهرين ارتداء أقنعة أو وضع مساحيق ملونة تطمس معالم الوجه. وذكرت المحكمة في حيثيات قرارها أنه دون هذه الإجراءات، «ستتعرض حياة الأشخاص خاصة المشاركين في القمة للخطر» وسيتهدد أمن القمة بشكل مباشر. ويأتي قرار المحكمة مؤيدا لقرارات أصدرها مقر الحكومة المحلية لمدينة كارلسروه حول هذا الشأن بعدما تقدم المدير التنفيذي لـ«جمعية السلام الألمانية» مونتي شيدل بطعن ضدها.

ويعتزم المتظاهرون تكثيف حملاتهم الاحتجاجية غدا في مدينة بادنبادن وعرقلة الدخول إلى مقر اجتماع القمة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. يشار إلى أن قمة الحلف تعقد في مدينتي بادنبادن الألمانية وستراسبورغ الفرنسية.