اليمن: بوادر حرب سادسة تشتعل بين الحكومة والحوثيين في صعدة

مصادر حكومية تؤكد هجوماً شنه الحوثيون على مديرية غمر

TT

أكدت مصادر محلية في صعدة هجوماً شنه الحوثيون في مديرية غمر، وسيطروا فيه على مبنى المواصلات والسوق الرئيسية بعاصمة المديرية وقتل في هذا الهجوم مواطن من أهالي المنطقة وخطف جندي حكومي من قبل المهاجمين. وقالت المصادر إن الحوثيين مستمرون في حفر الخنادق والاختراقات ويتدربون على أساليب الحرب بالزحف مسترشدين بفيلم إيراني يوضح هذه الأساليب القتالية. وذكرت المصادر ذاتها حدوث اشتباك بين الحوثيين وعناصر من قبيلة آل عامر موالين للحكومة نجم عنه جرح 4 من القبائل. من جهة أخرى تصاعدت الهجمات الإعلامية بين الحكومة اليمنية والحوثيين بعد هدوء نسبي بين الجانبين على الرغم من حدوث مواجهات محدودة بين الجانبين منذ أن أمر الرئيس علي عبد الله صالح بوقف الحرب في محافظة صعدة في الـ17 من يوليو (تموز) الماضي، فيما أكد مصدر مسؤول حرص الحكومة على إرساء وتعزيز السلام في هذه المحافظة التي شهدت 5 حروب على فترات متقطعة منذ الحرب الأولى التي اندلعت في 18 من يونيو (حزيران) من عام 2004. وقال إن الحكومة حريصة على عدم الدخول في حرب جديدة ضد جماعة الحوثيين «حقنا للدماء وتعزيزا للأمن والاستقرار»، مشيرا إلى «الجهود التي ظلت تبذلها الدولة لإنهاء الفتنة التي أشعلها الحوثيون عبر اللجان التي شكلها الرئيس علي عبد الله صالح لوضع ترتيبات لإنهاء التمرد سلميا وتشكيل لجنة حكومية للإشراف على إعادة الإعمار في المناطق التي تضررت من جراء تلك الحروب وإنشاء صندوق خاص لتحقيق هدف الأعمار». وقال المصدر المسؤول إن «جماعة الفتنة والتخريب عمدت طوال السنوات الماضية إلى عرقلة جهود السلام والاستقرار في محافظة صعدة، ولوحظ منذ إيقاف الحرب في يوليو (تموز) الماضي أن تلك الجماعة استمرت في ارتكاب العديد من الانتهاكات وأعمال التخريب والإرهاب، التي تستهدف أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء، وقطع الطرقات، والتمترس في الجبال، واستمرار السيطرة على بعض المدارس والمنازل، بغرض استفزاز الدولة للدخول في حرب سادسة» مع الحوثيين. واتهم المصدر الحكومي الحوثيين بأنهم «جماعة تعتاش على الحرب، وتجد الدعم من الجهات المعادية لليمن واستقراره وأمنه» وأكد أن الدولة «ظلت قادرة على القضاء التام على مثيري الفتنة في صعدة، بيد أنها جنحت للسلم حقنا للدماء بين أبناء الوطن اليمني»، معتبرا أن «على جماعة الفتنة والتخريب أن تستجيب لجهود الدولة في تحقيق السلام والاستقرار، وإلا فإنها ستتحمل كامل المسؤولية على ما ترتكبه من حماقات سترمي نفسها في التهلكة». من جانبه، اتهم صالح هبره، المتحدث باسم الحوثيين، السلطة بالإعداد لحرب سادسة، معتبرا أن السلطة هي من تقرر الحرب وهي من يقرر إيقافها، وأن السلام غير موجود في قاموس السلطة. فيما أفادت مصادر محلية في صعدة بحدوث اشتباكات مسلحة بمديرية غمر من نفس المحافظة بين الحوثيين وقبائل من هذه المديرية مدعومة من الحكومة. وكانت بعض الاشتباكات قد وقعت بين القوات المسلحة والحوثيين قبل عدة أيام قتل وجرح فيها عدد من الجانبين. وأعلن في صنعاء عن تقديم 12 عنصرا من الحوثيين إلى القضاء بتهم التمرد وتشكيل عصابة مسلحة وقيامهم بأعمال تخريب وقتل وتفجير للممتلكات العامة والخاصة في منطقة بني حشيش شمال شرق العاصمة صنعاء بنحو 40 كيلومترا. وعلى صعيد الملاحقات التي تنفذها القوات الأمنية في مدينة جعار بمحافظة أبين ضد عناصر من تنظيم القاعدة ومطلوبين للسلطات الأمنية، قال مصدر محلي إن أجهزة الأمن اعتقلت في سياق هذه الحملة التي بدأت السبت الماضي 34 عنصرا، وتستهدف هذه الحملة 40 شخصا مطلوبين أمنيا، وأكدت المصادر الأمنية استمرار الحملة التي يشرف عليها وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد حتى يتم القبض على جميع هذه العناصر. وكانت اشتباكات قد وقعت بين القوات الأمنية جرح فيها 5 من الجنود وعدد من المطلوبين في مدينة جعار، حيث توفي أحد الجنود متأثرا بإصابته.