واشنطن للخرطوم: نمد يدنا.. وعليكم أن تقرروا كيف تريدون أن تستمر العلاقات

السودان يعلن فبراير المقبل موعدا لقيام أول انتخابات عامة.. منذ 20 عاما

المبعوث الأميركي سكوت غراشن خلال المؤتمر الصحافي بوزارة الخارجية السودانية في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأ المبعوث الأميركي الخاص الجديد إلى السودان محادثاته أمس في الخرطوم، وقال في مؤتمر صحافي إنه جاء كي «يرى ويطلع ويستمع»، وعبر عن أمله في صداقة وتعاون الخرطوم فيما يعد تغيرا في نغمة واشنطن تحت قيادة الرئيس باراك أوباما.

وقال المبعوث الأميركي سكوت غراشن للصحافيين، مستخدما بعض العبارات العربية «جئت إلى هنا مادا يدي.. الأمر متروك للحكومة السودانية لتقرر كيف تريد أن تستمر العلاقات. آمل أن تكون من خلال الصداقة والتعاون».

وأكدت الخارجية الأميركية في بيان رسمي أمس أن ما قاله غراشن في الخرطوم هو الموقف الرسمي للإدارة الأميركية تجاه السودان. وهذه أول زيارة يقوم بها غراشن، الجنرال السابق في سلاح الجو الأميركي، للسودان منذ أن عينه أوباما الشهر الماضي مبعوثا خاصا للسودان، واختاره أوباما لخبرته الواسعة في المنطقة ليقود الجهود الأميركية الخاصة بالوضع الإنساني المتردي في إقليم دارفور بغرب السودان.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق إن السودان يرحب بالتغيير في نغمة واشنطن، وأضاف أن المبعوث الأميركي «أبلغ بأن السودان يدرك أن الولايات المتحدة دولة مهمة جدا في العالم، وأن السودان يرغب دوما في الحفاظ على علاقات طبيعية وودية مع الولايات المتحدة». ومن المقرر أن يزور المبعوث الأميركي دارفور وجوبا عاصمة الجنوب بعد محادثاته في الخرطوم مع مسؤولين سودانيين. وأضاف: «هدف الزيارة هو الاطلاع. حضرت إلى هنا دون أي تصورات أو أفكار مسبقة أو حلول، أتيت هنا كي أرى وأطلع وأستمع. ترغب الولايات المتحدة والسودان أن يكونا شريكين، لذا نتطلع إلى فرص لبناء علاقات ثنائية أوثق».

وكان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة قد قال إن الخرطوم مستعدة لإجراء محادثات بناءة مع غراشن. ويضغط السودان من أجل تطبيع كامل للعلاقات مع واشنطن ولإنهاء العقوبات. وكانت علاقة ريتشارد وليامسون سلف غراشن الذي عينه الرئيس السابق جورج بوش بالسودان عاصفة، فعلق المحادثات بشأن تطبيع العلاقات العام الماضي، قائلا إن زعماء شمال وجنوب السودان غير جادين بشأن المصالحة بعد عقود من الحرب الأهلية.

إلى ذلك صرح مسؤول في اللجنة الانتخابية السودانية أمس أن السودان سيجري في فبراير (شباط) المقبل أول انتخابات عامة ينظمها منذ 24 عاما. وصرح عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس اللجنة الانتخابية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «العملية الانتخابية تبدأ في أبريل (نيسان) الحالي وتنتهي في فبراير (شباط) 2010».

وقال عبد الله إن ترسيم الدوائر الانتخابية الجغرافية سيبدأ في 15 أبريل (نيسان) بعد ستة أسابيع من الموعد المحدد بسبب تأخيرات في نتائج عملية الإحصاء. ويعد الإحصاء القومي الذي جرى العام الماضي أمرا رئيسيا في تنظيم الانتخاب وما ينتج عنه من تقاسم السلطة في البلاد، إلا أن نتائج ذلك الإحصاء لم تعلن بعد.

وطبقا لاتفاق السلام الشامل الذي أنهى في عام 2005 الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، والتي استمرت عقودا، فقد كان من المفترض أن تجرى الانتخابات خلال 2009. وسينتخب السودان رئيسا للبلاد ورئيس المنطقة الجنوبية، التي تتمتع بحكم ذاتي، والبرلمان وبرلمان جنوب السودان وكذلك الحكام المحليين.

وكانت آخر انتخابات عامة جرت في السودان في أبريل (نيسان) 1986 وفاز بها الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، إلا أنه تمت الإطاحة بحكومته في انقلاب عام 1989 وتولى الرئيس عمر البشير السلطة. وحصل البشير على 87 بالمائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2000، والتي وصفتها أحزاب المعارضة بالمهزلة.