قادة أوروبا جاءوا لقمة العشرين ومستقبلهم السياسي يتصدر اهتماماتهم

مندوب براون الخاص للقمة: الخلاف مع ساركوزي حسم بالاتفاق على أهمية التنظيم

رئيس وزراء إسبانيا خوسيه ثاباتيرو في حديث جانبي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء جلسة الطاولة المستديرة في القمة أمس (إ.ب.أ)
TT

توجه قادة أوروبا إلى لندن لحضور قمة العشرين ومستقبلهم السياسي يتصدر اهتماماتهم، إذ تواجه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل انتخابات تشريعية الخريف المقبل كما يعاني الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من تراجع شعبيته، إذ أظهر استطلاع للرأي أن 59 في المائة من الفرنسيين غير راضين عن طريقة معالجته للأزمة الاقتصادية، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون هو الذي يعلق الأمل الاكبر على ان تسهم القمة في رفع نسبة شعبيته في وقت تظهر استطلاعات الرأي انه خلف منافسه زعيم المعارضة ديفيد كاميرون بـ12 نقطة مئوية. وعلى براون اجراء انتخابات عامة قبل مايو (أيار) المقبل، ويحاول ان يجعل معالجته للازمة الاقتصادية نقطة قوة بدلا من نقطة ضعف أمام الناخبين. وكان الخلاف الذي نشب عشية عقد قمة العشرين بين براون والرئيس الأميركي باراك أوباما من جهة وساركوزي وميركل من جهة اخرى اظهر وجهات نظر مختلفة حول الاقتصاد من جهة ولكن اظهر أيضا أهمية الأزمة السياسية في تحديد هويات السياسيين ومستقبلهم في الانتخابات المقبلة. وعلى الرغم من تهديده من الانسحاب من القمة، فإن الرئيس ساركوزي بقى فيها حتى نهايتها امس، على الرغم من قراره عقد مؤتمره الصحافي بالتزامن مع براون، الذي كان يفترض ان يعقد مؤتمره الصحافي قبل نصف ساعة من ساركوزي ومن دون أي مؤتمرات اخرى في نفس الوقت باعتباره رئيس القمة ومضيفها.

وأفاد مصدر أوروبي حضر جلسات النقاش في القمة لـ«الشرق الأوسط» أن تهديد ساركوزي كان «فقط مسلسلا لعدسات الكاميرات»، مضيفا انه لم يكن على قدرة حقيقية بالانسحاب والظهور امام شعبه بأنه خارج عن الإجماع العالمي الذي تحقق حول القمة. وفي تراجع عن تهديده عن الانسحاب من القمة، أشاد ساركوزي بعمل براون والرئيس الاميركي باراك أوباما لانجاح «القمة التاريخية»، ولكنه في الوقت نفسه قال انها لم تكن ممكنة من دون ضغوطه وضغوط ألمانيا. واضاف: «هذه ليست مجموعة نصر ضد الاخرى، بل تظهر الوعد المتزايد بأن على العالم ان يتغير». وعبر ساركوزي عن سعادته بالتزام القادة برقابة النظام المالي، مضيفا: «الرئيس أوباما ساعدني كثيرا في موضوع الملاذات الضريبية». وعمل ساركوزي على تحسين العلاقات مع أوباما قبل ان يتوجه الاخير اليوم الى فرنسا لحضور قمة «الناتو» الستين، مهتما بعدم شرخ العلاقات قبل الزيارة الاولى للرئيس الاميركي الى باريس.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الخلاف مع ساركوزي، قال مندوب رئيس الوزراء البريطاني اللورد مارك مالوك ـ براون: «طالب الرئيس ساركوزي ما كنا كلنا متفقين عليه، وهو الحاجة للتنظيم ولكنه كان يريد مستوى عاليا من التفاصيل في القمة والبعض الآخر اعتبر أن هذه التفاصيل غير مناسبة لقمة بهذا الحجم». وأضاف مالوك ـ براون الذي حضر جميع المناقشات للاستعداد لقمة لندن بعد قمة واشنطن الخريف الماضي: «لقد توصلنا الى قرارات مهمة وهناك تفاصيل في الملاحق». وخلص بالقول: «بفخر استطعنا حل هذه الخلافات». ويذكر انه تم الاتفاق في لندن امس على تنظيم صناديق التحوط وتكليف منتدى الاستقرار الاقتصادي وصندوق النقد المالي مراقبة التنظيم الوطني لكل دولة للمصارف. وأوضح مالوك ـ براون أن «جميع القادة دخلوا قاعة المفاوضات وفي ذهنهم جمهورهم المحلي وشعبهم في بلدهم، فكان هناك اهتمام سياسي واسع بالقمة». واعتبر المندوب البريطاني ان هذه «من بين النقاط المختلفة من قمة واشنطن الأولوية، كان الجميع متفقا على أهميتها لشعوبهم مباشرة وكان هناك التزام واسع». وأضاف: «القادة عرفوا بان هذه ليست قمة ثنائية ولكن ان مصالحهم السياسية على محك ولهذا السبب رأينا الكثير من الدراما والتصريحات القوية ولكن على الصعيد السياسي الخلافات ليست بهذا المستوى». وتابع: «الكل متفق على أهمية معالجة القضية وضرورة تحفيز الاقتصاد وهذا ما يتم العمل عليه». وكانت الصين أثارت قضية سياسية حساسة وهي مسألة الاعتماد على الدولار كعملة الاحتياطي العالمي. وقال مالوك ـ براون: «هذه القضية لم تبحث لأنها أثيرت متأخرا». وكانت الصين طالبت الاسبوع الماضي بإعادة النظر في الدولار بسبب ضعفه، إلا أن مالوك ـ براون قال ان المفاوضين «اعتبروا ان فترة الاستعداد لهذه القضية المهمة والحساسة لم تكن كافية». ولكنه أردف قائلا: «هناك الكثير من التعاطف مع هذه الفكرة بين بعض القادة ومن المؤكد ستثار قريبا مجددا وسيتم بحثها».