منطقة الفضل في بغداد تعيد تشكيل صحوتها بعد اعتقال قائدها السابق

مصادر: عناصر صحوة بابل يتركون نقاط تفتيش احتجاجا على تأخر رواتبهم

عناصر صحوة الفضل في بغداد من دون سلاح عند نقطة تفتيش في أحد شوارع المنطقة أمس (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي اكدت فيه اللجنة العليا لمتابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء العراقي البدء بعملية صرف الرواتب بشكل فعلي لأبناء العراق (الصحوات) في محافظات بغداد وديالى والكوت والديواني وبابل، اكد هشام النعيمي رئيس مجلس عشائر صحوة منطقة الفضل ببغداد وأحد وجهائها المعروفين توليه منصب رئيس صحوة المنطقة واعادة تنظيم صفوفها تحت امرة الجيش العراقي إثر الاشتباكات التي اندلعت يومي السبت والاحد الماضيين بين القوات العراقية وعناصر الصحوة على خلفية اعتقال عادل المشهداني رئيس الصحوة السابق ومساعده بتهمة الارهاب.

وقال زهير الجلبي المسؤول المالي والاداري في اللجنة العليا لمتابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء العراقي ان اللجنة تسلمت أمس كافة المستحقات المالية الخاصة بعناصر الصحوة، مؤكدا لـ «الشرق الاوسط» ان ملفات عناصر الصحوة لبقية المحافظات لم تسلم جميعها للجانب العراقي من قبل الجانب الاميركي وما زالت رواتبهم تدفع من قبل القوات المتعددة الجنسيات وسيتم استلام جميع الملفات نهاية الشهر الرابع. الا إن الجيش الاميركي اعلن في بيان أمس انتقال مسؤولية قوات الصحوة البالغ عدد عناصرها حوالي 94 الفا الى السلطات العراقية بشكل كامل. وافاد البيان الذي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية ان «قوات التحالف انهت عملية انتقال مسؤولية عناصر الصحوة الى العراقيين». وقد انتقلت مسؤولية عشرة آلاف من عناصر الصحوة في محافظة صلاح الدين (شمال) الاربعاء الماضي الى السلطات العراقية، وهي العملية الاخيرة في تسليم المسؤوليات التي بدأت في الاول من اكتوبر ( تشرين الاول) الماضي. وكانت مسؤولية تسعة الاف من عناصر الصحوة في محافظة ديالى (شمال شرق) انتقلت الى العراقيين في يناير (كانون الثاني). وفي الاول من مارس (اذار)، انتقلت مسؤولية الصحوة في محافظتي كركوك ونينوى الى العراقيين.

الى ذلك، تولى هشام النعيمي رئيس مجلس عشائر منطقة الفضل قيادة الصحوة فيها بعدما اعلن مسؤول امني عراقي عدم العودة الى تشكيل هذه الصحوات وقال النعيمي لـ «الشرق الاوسط»: «انا اتشرف بقيادة الصحوة في منطقة الفضل، وقد اعدنا تنظيم صفوف عناصرها وهم الان تحت اشراف الجيش العراقي»، مؤكدا ان 14 من عناصر الصحوة الذين تم القاء القبض عليهم اثناء الاشتباكات الأخيرة كان سيتم اطلاق سراحهم أمس بعدما تم التأكد من براءتهم، مشيرا الى ان 10 اشخاص اضافة الى رئيس الصحوة السابق ومساعده هم الآن تحت التحقيق للتأكد من التهم الموجهة لهم. واشارت مصادر من داخل منطقة الفضل ان النعيمي قام بتقسيم منطقته الى خمسة اقسام وسمى مساعدين له للإشراف على تلك الاقسام. واكدت ان النعيمي كان طيلة ساعات الاشتباكات الأخيرة يجتمع مع الضباط العراقيين وابناء الصحوة في المنطقة للتوفيق بينهم، وكان يقود مباحثاته من مركز شرطة منطقة باب الشيخ القريبة من منطقة الفضل. وعن اعادة تشكيل صحوة الفضل، قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون لـ«الشرق الأوسط» ان تشكيلات الصحوة ما زالت كما هي ولم يتم تفكيكها من قبل أية جهة وانها الآن تحت امرة الجيش العراقي. وبالنسبة لرئاسة النعيمي لصحوة الفضل، قال النعيمي «لا بأس ان كان هناك شخص ينسق بين الجانبين بدون مسميات». ولوحظ أمس ان عناصر الصحوة في المنطقة كانوا غير مسلحين.

وفي تطور آخر ذي صلة، اكدت مصادر أمنية من الحلة، مركز محافظة بابل، لـ«الشرق الاوسط» ان عناصر الصحوة في 13 نقطة تفتيش تركوها احتجاجا على تأخر رواتبهم وان الجيش العراقي قد حل محلهم مباشرة. الا أن الجلبي نفى ذلك وقال ان عناصر الصحوة «هددوا بترك اماكنهم اذا لم تدفع رواتبهم لكنهم لم يتركوها».