واشنطن تدعو نتنياهو وليبرمان لزيارتها.. وليفني: ما قيل عن عرفات يصلح أن يقال عنا الآن

مسؤول أميركي يعقب على تصريحات وزير خارجية إسرائيل الجديد: إسرائيل أصيبت بالجنون

TT

«أنتم بالتأكيد أصبتم بالجنون»، بهذه الكلمات تحدث مسؤول أميركي إلى نظيره الإسرائيلي، تعقيباً على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية الجديد، أفيغدور ليبرمان، التي قال فيها إن مؤتمر أنابوليس مات، وإن على إسرائيل أن تستعد للحرب لكي تصنع السلام.

وكان هذا واحداً فقط من ردود الفعل الغاضبة التي صدرت في العالم، وحتى في إسرائيل نفسها، على حديث ليبرمان. فقد سارعت الإدارة الأميركية لتعلن أنها متمسكة بمبدأ «دولتين للشعبين». وتلقت إسرائيل، عبر مكتب الرئيس شيمعون بيريس والسفارات الإسرائيلية في أوروبا، اتصالات عديدة تحتج على هذه التصريحات وتسأل عن مدى تعبيرها عن موقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وتتساءل عن رأي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه، إيهود باراك، فيها. وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن تصريحات ليبرمان وقبلها تصريحات نتنياهو، الذي رفض الحديث عن تسوية الدولتين، تثير الغضب في أوروبا، ولذلك تم إلغاء اللقاء المقرر في يونيو (حزيران) المقبل، بين قادة الدول الأوروبية وإسرائيل. وكان بعض الوزراء الأوروبيين قالوا في جلسات خاصة إنهم يريدون إلزام إسرائيل بالتوقيع على الالتزام بمبدأ الدولتين كشرط لرفع مستوى علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في الخارجية صدمتهم من تطرف ليبرمان، ويعتقدون أن عليه أن يعبر دورة سريعة لدراسة ألف ـ باء السياسة والعمل الدبلوماسي. وقال أحدهم إن ليبرمان يقوي بهذه التصريحات أصوات التطرف المعادية لإسرائيل في العالم ويحطم الجسور التي بنيت بينها وبين بعض القوى في بعض الدول العربية ويدمر إنجازات هائلة تحققت في السياسة الدولية عبر السنين الأخيرة. قال المدير العام لديوان رئيس الوزراء في زمن حكومة إسحق رابين، إيتان هابر، إن ليبرمان تكلم بصفاقة لا تلائم موظف في وزارة، فكم بالحري لوزير. وبهذه الروح ظهرت عدة مقالات في الصحافة الإسرائيلية. وقالت وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، إن تصريحات ليبرمان وصمت نتنياهو وباراك، يعنيان شيئاً واحداً هو أن ما كان يقال في الماضي عن ياسر عرفات يصلح أن يقال عن إسرائيل. فنحن لسنا مناسبين لعملية سلام وفقدنا دورنا كشريك في عملية السلام، وعلينا أن نستعد لمجابهة عزلة خطيرة في العالم إذا لم تتغير هذه اللهجة الفظة وغير المسؤولة.

ودعت كلينتون ليبرمان لزيارة واشنطن لبحث سبل دفع عملية السلام وفقاً للمصالح المشتركة. وتلقى ليبرمان دعوات مشابهة من مسؤول ملف الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، وكذلك من نظرائه وزراء خارجية روسيا وإيطاليا وإسبانيا. يذكر أن مبعوث الرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، سيصل إلى المنطقة بعد أسبوعين. وتأكد أنه سيقيم مكتباً دائماً في القدس يتولى مسؤولية تشغيله السفير الأميركي السابق في لندن، روبرت هول. وتلقى نتنياهو، أمس، دعوة رسمية هاتفية من الرئيس أوباما لزيارة واشنطن في مطلع مايو (أيار) المقبل. وفلسطينياً قال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن حكومة نتنياهو تحاول تبرير نيتها في توسيع المشاريع الاستيطانية والتهويدية بمحاولة فرض اشتراطات جديدة على الفلسطينيين. وكان عبد ربه يرد على تصريحات لليبرمان أمس جاء فيها أنه سيكون من الصعب استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية قبل أن تعيد سيطرتها على غزة وتنزع سلاح حماس وتتصدى لـ «الإرهاب». وفي تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، قال عبد ربه «هذا أسلوب قديم اعتاد عليه العنصريون في إسرائيل، حيث يتم التذرع بالأمن من أجل تسويغ عدم تنفيذ استحقاقات إسرائيل كما وردت في خطة «خارطة الطريق». وتساءل عبد ربه «ما العلاقة بين الأوضاع في غزة وتوجه الحكومة الجديدة المعلن لاستكمال تهويد القدس وبناء مزيد من المستوطنات في أرجاء الضفة الغربية». واعتبر عبد ربه أن التركيبة الحزبية والشخصية للحكومة الجديدة في إسرائيل توفر فرصة ذهبية للكشف عن الوجه الحقيقي لإسرائيل، مشدداً على أهمية أن يسمع العالم ما يصرح به ليبرمان حتى يتمكن من الحكم على الوجهة الحقيقية لحكومة نتنياهو. واعتبر الدكتور يحيى موسى نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي أن ليبرمان يهدف للزج بالفلسطينيين في أتون حروب داخلية طويلة مقابل سراب إسرائيل. وفي تصريحات لـ «الشرق الأوسط» قال موسى إن الرد على السلوك الإسرائيلي يأتي بتفكيك السلطة في الضفة وإقامة حكومة على أساس المقاومة في غزة، حتى تتحمل إسرائيل أعباء احتلالها للضفة، ولكي يدرك العالم أن الفلسطينيين غير مستعدين للقبول بالواقع المزري القائم حالياً. وحذر موسى من أن الحوار الوطني وتشكيل حكومة وفاق وطني لن ينجحا في حل الأزمة القائمة، مشدداً على ضرورة خلط الأوراق بشكل يخدم القضية الوطنية الفلسطينية. ودعا موسى قيادة السلطة وحركة فتح لاستخلاص العبر المطلوبة والتوقف عن التفاوض «العبثي» مع إسرائيل.