فلسطيني يقتل مستوطنا ويجرح آخر قرب بيت لحم

ازدياد حالات اعتداء الجنود الإسرائيليين على فلسطينيين.. ومستوطنون يستولون على منازل ومحال بالقدس والخليل

جنود ومستوطنون يتجمهرون امام مستوطنة بات عاين جنوب بيت لحم التي قتل امامها مستوطن وجرح اخر امس (ا. ب)
TT

تصاعدت أمس حدة المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية، فبينما هاجم مستوطنون بيوتا ومحلات تجارية للفلسطينيين في القدس والخليل، واستولوا على بعضها بالقوة، هاجم فلسطيني مستوطنين وقتل أحدهما وجرح آخر.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينيا قتل بفأس صبيا إسرائيليا، 13 عاما، وأصاب آخر في مستوطنة بيت عين التي تقع ضمن مجمع مستوطنات «غوش عتصيون» جنوب بيت لحم. وقال أحد المستوطنين إنه تعارك مع المهاجم الذي كان يريد قتله أيضا لكنه فر من المكان.

وبدأ الجيش الإسرائيلي على الفور عمليات تمشيط بحثا عن المهاجم في قرى صوريف وصافا وجبع المجاورة، وفرض عليها حظر التجول. واتسمت عملية البحث بعنف كبير حسب ما أفاد شهود عيان.

وتبنت مجموعات عماد مغنية العملية بداية، وقالت إنها نفذتها بالتعاون مع سرايا القدس التابعة للجهاد، لكن السرايا نفت في بيان لاحق أي علاقة لها بالعملية، وقالت إن البيان الأول وهمي، وباركت العملية.

وقالت مصادر إسرائيلية إن والد الطفل المصاب، هو المتطرف عوفر جمليال الذي يمضي حاليا فترة عقوبة في السجن لمدة 15 عاما، وذلك بعد اعتقاله ومتطرفين آخرين عام 2002، بعد سلسلة من الاعتداءات على فلسطينيين، وكان آخرها محاولة وضع عبوة ناسفة كبيرة قرب مدرسة للبنات في القدس.

وفي القدس هدمت السلطات الإسرائيلية محلا تجاريا في شارع نابلس قرب باب العامود، بداعي عدم حصول صاحب هذا المحل على ترخيص. وداهمت طواقم المجلس البلدي اليهودي في المدينة بلدة العيسوية لتسليم إخطارات هدم جديدة لمنازل هناك.

أما المستوطنون فقد استولوا على منزل فلسطيني في حارة السعدية بالبلدة القديمة، وتمكن عشرات المستوطنين من طرد صاحب المنزل منه بعد عراك بالأيدي، قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية وتسمح للمستوطنين بالبقاء، وتغلق محيط المنزل وتمنع الفلسطينيين من الوصول إليه، واعتقال بعضهم عندما احتجوا على هجوم المستوطنين.

وقال ناصر جابر صاحب المنزل إنه تقدم بدعوى لإخلاء المستوطنين من منزله الذي يؤوي 8 أفراد.

واستولت القوات الإسرائيلية ومستوطنون على محال ومصالح تجارية في البلدة القديمة وسط الخليل، واتهمت اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي في الخليل الجيش بالتعاون مع مستوطنين يقودهم المتطرف باروخ مارزيل. وقالت اللجنة إن المستوطنين خلعوا أبواب المحال التجارية في سوق الملابس، وباشروا بعمليات ترميم وتأهيل بداخلها تمهيدا لاستخدامها.

وكانت هذه المتاجر وأخرى كثيرة في البلدة القديمة مغلقة بموجب أوامر عسكرية إسرائيلية، صدرت في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا «التصعيد الفلسطيني» يأتي في ظل محاولات سابقة قبل أسبوعين بتفجير مجمع تجاري في حيفا، وقتل شرطيين إسرائيليين في غور الأردن.

إلى ذلك، قالت مؤسسة «بتسيلم» الإسرائيلية إنه، ومع بداية الحرب على قطاع غزة نهاية 2008، لوحظ ارتفاع حاد في عدد التقارير عن حالات العنف الخطير الذي يمارسه الجنود الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وجمعت «بتسيلم» إفادات في أربع وعشرين حالة أبلغ من خلالها الفلسطينيون عن الاعتداء عليهم بالضرب الشديد بأعقاب البنادق والهراوات، من قِبل رجال الشرطة والجنود. ولوحظ أن 16 حالة من بين هذه الحالات وصفت بأنها خطيرة، ووقعت الحالات الموثقة في جميع أنحاء الضفة الغربية، وبعضها على الحواجز، وغيرها داخل بيوت الفلسطينيين، وبعضها في الطرق.