كوريا الشمالية تهدد بمهاجمة اليابان إذا حاولت اعتراض صاروخ تحضر لإطلاقه

بيونغ يانغ بدأت بتزويد الصاروخ بالوقود.. وواشنطن تحاول إقناعها بالعدول

سوكيشيرو تاراتا، حاكم محافظة أتيكا اليابانية إحدى المحافظتين اليابانيتين اللتين قالت كوريا الشمالية إن القمر الصناعي الذي ستطلقه سيمر في مدارهما، يطلع على تقرير حول بيونغ يانغ وتجربتها الصاروخية في مكتب العمليات الطارئة في أتيكا (أ.ب)
TT

هددت كوريا الشمالية أمس بمهاجمة «أهداف بارزة» في اليابان إذا حاولت طوكيو إسقاط القمر الاصطناعي الذي تنوي إطلاقه في الأيام القليلة المقبلة، والذي تشتبه واشنطن وحلفاؤها في آسيا بأنه تجربة لصاروخ بعيد المدى.

وجاء في بيان صادر عن جيش الشعب الكوري: «إذا قامت اليابان بعمل متهور واعتراض عملية الجمهورية الشعبية الكورية لإطلاق قمر اصطناعي لأهداف سلمية فان جيش الشعب الكوري سيوجه دون هوادة ضربات قوية ليس فقط للمنشآت التي تعترض الصاروخ وإنما لأهداف بارزة».

ومن المتوقع أن تطلق كوريا الشمالية ما تقول انه «قمر اصطناعي للاتصالات» سيحلق فوق شمال ارخبيل اليابان، بين الرابع من أبريل (نيسان) والثامن منه. لكن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، يشتبهون في ان هذه العملية قد تكون تخفي تجربة اطلاق صاروخ بعيد المدى من نوع «تايبودونغ ـ 2» القادر نظريا على إصابة أهداف في الأراضي الأميركية مثل الاسكا او هاواي.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية ان طوكيو قد تشدد العقوبات التي تفرضها حاليا على كوريا الشمالية عبر وقف كل الصادرات الى بيونغ يانغ وتشديد القيود على التعاملات المالية. ونقلت محطة «سي إن إن» الاميركية، عن مسؤول عسكري اميركي، القول ان كوريا الشمالية بدأت تزويد الصاروخ بالوقود في اشارة إلى انها قد تطلقه اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي. وصرح مسؤول أميركي كبير أمس بأن هناك توقعا عاما بأن تمضي كوريا الشمالية قدما في تجربة إطلاق الصاروخ، لكن الولايات المتحدة ما زالت تحاول إقناع بيونغ يانغ بالعدول عن ذلك وتأمل ان تغير رأيها. وأدلى المسؤول الاميركي بهذا التصريح بعد ان اجتمع الرئيس الاميركي باراك أوباما مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في العاصمة البريطانية لندن. وأوضح المسؤول أن الرئيسين يعارضان الموقف الكوري الشمالي، وقال: «التوقع العام هو ان تمضي عملية الاطلاق قدما، لكن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لتفادي ذلك».

وقد نشرت اليابان والولايات المتحدة أنظمة ايجيس المدمرة للصواريخ لمراقبة اطلاق الصاروخ. كما نشرت طوكيو صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ وقالت إنها ستحاول إسقاط الصاروخ اذا بدأ سقوطه نحو الأراضي اليابانية. ودعت هيئة اركان الجيش الكوري الشمالي في بيان نقلته وسائل الاعلام الرسمية الولايات المتحدة «إلى سحب فوري لقواتها المسلحة المنتشرة أساسا إذا لم تكن تريد ان تتأذى من جراء الضربة» المحتملة.

وقال خبراء أميركيون إن الصور الملتقطة في الآونة الأخيرة عبر الأقمار الاصطناعية تؤكد كما يبدو ان كوريا الشمالية نصبت بالفعل قمرا اصطناعيا فوق الصاروخ. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين يقولون ان اطلاق القمر الاصطناعي قد يعتبر ايضا تجربة لتكنولوجيا صواريخ.

وسيشكل إجراء تجربة ثالثة لإطلاق صاروخ طويل المدى، انتهاكا للقرار الدولي رقم 1718 الصادر عام 2006 الذي نص ان على كوريا الشمالية «أن تمتنع عن إجراء أي تجربة نووية جديدة أو إطلاق صاروخ باليستي». وقد دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ ـ باك أمس الى «تحرك موحد» من قبل المجموعة الدولية ردا على اي عملية اطلاق صاروخ وذلك خلال لقائهما في لندن على هامش قمة مجموعة العشرين على ما اعلن مكتب الرئاسة في سول. وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية ان سول تنظر حاليا في المشاركة بشكل كامل في مبادرة حظر انتشار الاسلحة التي تقودها الولايات المتحدة في حال إطلاق الصاروخ.

وتهدف هذه المبادرة الى وقف السفن التي يشتبه في انها تنقل اسلحة دمار شامل او مواد متصلة بها. وردت صحيفة «مينجو جوسون» الصادرة في كوريا الشمالية بالقول ان مثل هذه الخطوة ستعتبر بمثابة «إعلان حرب». ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للانباء عن مصدر حكومي القول ان كوريا الشمالية قامت بنقل سرب طائرات «ميغ ـ 23» الذي يضم 12 الى 24 طائرة الى شمال شرقي البلاد حيث يوجد موقع الاطلاق موسودان ـ ري. وقد هددت كوريا الشمالية أول أمس بإسقاط أي طائرة تجسس اميركية تراقب الموقع. وامتنعت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن التعليق على هذه المعلومات. وتظاهر اكثر من مائة شخص في وسط سول حاملين اعلام كوريا الشمالية ومجسما مصغرا عن صاروخ، وهم يهتفون: «عاقبوا كيم جونغ ايل (الزعيم الكوري الشمالي) إذا أطلق الصاروخ». وقد وافقت كوريا الجنوبية واليابان على الدفع في اتجاه اعتماد قرار جديد في مجلس الامن الدولي ضد كوريا الشمالية اذا قامت باطلاق الصاروخ كما نقلت وكالة «يونهاب» عن مسؤول رفيع المستوى في سيول. وقال المسؤول: «على حد علمي، ان الولايات المتحدة غير معارضة للخطة».

وكانت بيونغ يانغ أعلنت انه حتى مناقشة الأمر في مجلس الأمن دون الوصول الى حد فرض عقوبات جديدة سيؤدي الى نسف المحادثات السداسية الدولية حول نزع أسلحتها النووية. وتحظر قرارات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ القيام بأنشطة تتصل بالصواريخ. ويرى محللون أن الصين وروسيا ستعرقلان أي خطوة لفرض عقوبات جديدة باعتبار أن قرارات الأمم المتحدة لا تشمل عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية.