قمة الناتو تنطلق اليوم وتبحث التحديات الأمنية والعلاقات مع روسيا والأوضاع في أفغانستان

حضور 28 دولة بدلا من 26 بعد انضمام ألبانيا وكرواتيا.. وأول مشاركة لأوباما بعد توليه منصبه

TT

أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» أن قمة قادة دول الحلف التي تنطلق اليوم في فرنسا وألمانيا طوال يومين، ستركز على ملفات رئيسية تتعلق بمستقبل الناتو والتحالفات المستقبلية والعلاقات مع روسيا وأفغانستان. وتشهد القمة حضور الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، في أول مشاركة له في قمة الأطلسي بعد توليه المنصب. وقال جيمس اباثوراي، المتحدث باسم الناتو، في مؤتمر صحافي عقد بمقر الحلف ببروكسل بمناسبة انعقاد القمة التي تأتي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ60 لقيام الحلف، إن قادة الناتو سوف يناقشون على عشاء عمل اليوم في بادن بادن بألمانيا، موضوعين رئيسيين، هما مستقبل التحالفات ونهج مواجهة التحديات الأمنية، والعلاقات مع روسيا.

وأضاف اباثوراي أن المناقشات بشأن مستقبل الحلف «ستعطي الضوء الأخضر أمام تنقيح المفهوم الاستراتيجي للناتو، لكي يصبح كما ينبغي أن يكون عليه حلف شمال الأطلسي في القرن الـ21». وأضاف أن القمة ستبحث إلى جانب العلاقات مع روسيا الخطوات العملية التي ينبغي اتخاذها للعمل على قضايا أساسية مثل أفغانستان ومكافحة الإرهاب والقرصنة، كما ستبحث الوضع في منطقة البلقان الغربية. وأعلن أن وزراء دفاع وقادة الناتو سوف يعبرون الجسر من ألمانيا إلى الجانب الفرنسي في ستراسبورغ صباح غد، حيث ستركز المناقشات هناك على تطورات الوضع في أفغانستان من خلال البحث في الاستراتيجية والمبادرة التي أطلقها أوباما. وبحسب اباثوراي، ستشهد القمة ترحيب قادة الناتو بعودة فرنسا لأخذ موقعها القيادي في المنظومة العسكرية.

ومنذ تأسيس حلف شمال الأطلسي في عام 1949 وحتى اليوم، تم عقد 22 قمة للناتو كان آخرها في رومانيا في أبريل (نيسان) 2008. وسيعلن في القمة اليوم أيضا، انضمام كل من ألبانيا وكرواتيا رسميا للحلف، ما يرفع عدد أعضاء بلدان الناتو إلى 28. كما سيرحب الحلف بالعودة الكاملة لمشاركة فرنسا في أنشطة الحلف بعد انقضاء فترة الشقاق الفرنسي ـ الأميركي التي ترجع إلى أيام الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول في الستينات وبعد تحسن المناخ بين ضفتي الأطلسي عقب تسلم باراك أوباما الرئاسة الأميركية في يناير (كانون الثاني). ويرى العديد من المراقبين أن كل هذه المظاهر الاحتفالية لا يمكن أن تخفي شكوك حلف الأطلسي في سبل المضي قدما في حربه الطويلة ضد الإسلاميين المتشددين في أفغانستان، ومخاوفه من تصاعد التطرف في جارتها باكستان المسلحة نوويا. وعلى صعيد متصل، نفى اباثوراي الأنباء عن مفاوضات بين حلف الناتو وإيران بشأن فتح طريق عبور إلى أفغانستان لتزويد قوات (ايساف) بالمواد والمعدات اللازمة. وقال: «ليس هناك من دور للناتو على حد علمي في التفاوض مع الإيرانيين على العبور إلى أفغانستان».

إلا انه لم ينف إمكانية حصول مفاوضات مع إيران من قبل «بعض أصحاب العقود التجارية» لاستخدام الأراضي الإيرانية لنقل إمدادات للقوات المتواجدة هناك. وكان السفير الإيراني لدى بلجيكا علي أصغر خاجي، قد اجتمع هنا منذ أسبوعين مع الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والسياسات الأمنية في الناتو مارتين اردمان، في أول اتصال بين إيران ومنظمة حلف شمال الأطلسي منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران قبل 30 عاما. والمعروف أن الناتو يبحث بشكل ملح عن طرق إمداد بديلة إلى قواته في أفغانستان بعد تعرض القوافل بشكل مستمر للهجوم من قبل مقاتلي طالبان في باكستان وخصوصا أن قرار قرغيزستان الأخير بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية التي كانت تستخدم لنقل الإمدادات إلى أفغانستان قد أدى إلى زيادة تعقيد الوضع.

ولجأت كل من باريس وبرلين إلى تشديد الإجراءات الأمنية خلال الأيام الماضية تحضيرا لاستقبال القمة، وقررتا إلغاء تنفيذ اتفاقية شينغن التي تسمح بمرور المواطنين بحرية كاملة دون نقاط تفتيش أو حدود فاصلة. ونظرا لأن بلجيكا ولوكسمبورغ لديهما حدود مشتركة مع كل من فرنسا وألمانيا، فقد أصدرت وزارة الخارجية البلجيكية في بروكسل بيانا دعت فيه كافة الرعايا المتجهين إلى فرنسا أو ألمانيا بمراعاة قرار الدولتين استئناف عمليات المراقبة على كافة المنافذ ونقاط الحدود البرية والجوية والبحرية وتعليق العمل باتفاقية شنغن الأمنية الأوروبية. وقال البيان إن إجراءات المراقبة والتفتيش قد تتم أيضا داخل أراضي البلدين عند الضرورة.