لبنان: «المستقبل» يقدم تضحية انتخابية أولى في سبيل لائحة طرابلسية موحدة تضمه إلى ميقاتي والصفدي

الحريري يكرر التأكيد على «مصيرية» الانتخابات البرلمانية المقبلة

TT

تتجه مدينة طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، إلى لائحة توافقية تضم أبرز أقطاب المدينة التي سوف تتقاسم مقاعدها الثمانية، في ضوء الوصول إلى تفاهم بين «تيار المستقبل» الذي يرأسه النائب سعد الحريري والوزير محمد الصفدي والرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن لائحة موحدة سوف تصدر خلال الأيام المقبلة بعد حسم المفاوضات التي يجريها الحريري مع كل من الصفدي وميقاتي كل على حدة، على أن تتضح هذه الصورة نهاية الأسبوع الجاري على أبعد تقدير.

وتضمّ مدينة طرابلس ثمانية مقاعد نيابية بحسب القانون الانتخابي الحالي، أحد هذه المقاعد للموارنة، وآخر للعلويين وثالث للأرثوذكس، إضافة إلى 5 مقاعد للسنة. وتضمّ المدينة 148 ألف ناخب من السنّة، و16 ألفاً من العلويّين، و12 ألفاً من الأرثوذكس، و9 آلاف من الموارنة. وقد واجهت المفاوضات عقبات عدة أبرزها مطالبة ميقاتي بنائب ماروني هو الوزير السابق جان عبيد وآخر علوي، أو بتعويضه بمقعد آخر في الضنية حيث الكتلة الناخبة القوية لـ «تيار المستقبل»، على غرار ما جرى في انتخابات عام 2005 مع الوزير الصفدي الذي حصل على مقعد لحليفه قاسم عبد العزيز في الضنية، بالإضافة إلى مقعد سني في طرابلس. في حين يبدو الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي بعيدا جدا عن الانضمام إلى هذا التحالف نظرا إلى علاقاته السيئة مع «المستقبل» ومع ميقاتي تحديدا، علما بأن هذا الائتلاف سيقضي عمليا على طموحات كرامي الانتخابية.

ومع دخول ميقاتي إلى الميدان، كان لا بد لتيار المستقبل من تقديم تضحيات جديدة كان النائب مصطفى علوش مبادرا إليها بإعلان عزوفه عن الترشح لمصلحة قيام الائتلاف. وزار علوش أمس الحريري معلنا أنه «قدم له اعتذاره عن خوض المعركة الانتخابية المقبلة، وذلك حفاظا على تسهيل الظروف المواتية للتحالفات وتسهيلا للمسار التي تقوم به قوى 14 آذار على مستوى لبنان عموما». وقال: «في الوقت نفسه أضع نفسي في خدمة تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار الآن وغدا وإلى ما شاء الله. كما أشكر جميع المناصرين ومن دعمني. وأنا أعتبر هذه بداية جديدة للتوجه إلى موقع جديد في تيار المستقبل».

وكان الحريري كرر أمس تأكيد «مصيرية» الانتخابات، رافضا مجاراة « كل من يحاول أن يجعل هذا الاستحقاق ثانويا في حياة لبنان واللبنانيين، بتصوير اليوم الذي يتوجه فيه الشعب للاقتراع وكأنه يوم كبقية الأيام». وقال: «أعتبر أن هذه الانتخابات مصيرية لأننا، كلبنانيين ولبنانيات، نعيد التأكيد من خلالها أن الديمقراطية هي أساس الحكم في لبنان وان الشعب هو مصدر السلطات وانه لا يمكن مصادرة إرادته باللجوء إلى العنف، أيا تكن أشكاله. إنها مصيرية بالنسبة لنا لأن علينا جميعا كسياسيين أن نطلب، بشكل دوري، من الشعب تجديد ثقته بنا على أساس برنامج يطمح إلى تأمين العيش الكريم لكافة المواطنين في بلد سيد حر مستقل ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار. هذه الانتخابات مصيرية لأنها سوف تحدد وجه لبنان الاقتصادي. وهي مناسبة نؤكد فيها تمسكنا بنظامنا الاقتصادي الحر الذي يشجع المبادرة الفردية والإبداع، وبانفتاحنا على العالم من أجل اقتصاد عصري ومزدهر». إلى ذلك أعلن حزب «الرامغافار» الأرمني التزامه «المبادئ والتوجهات والخط السياسي لـ 14 آذار، والوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري». كما أعلن التزامه «متابعة المسيرة مع نجله رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري لما فيه المصلحة الوطنية العليا».