كتلة «حزب الله» تنقص نائبا واحدا.. أو لا شيء رغم ما أظهره من «زهد» في المقاعد الوزارية

«التضحيات» النيابية اقتصرت على مقعد واحد لمصلحة الحليف عون

TT

لن يزيد «حزب الله» عدد أعضاء كتلته البرلمانية في الانتخابات النيابية المقبلة، على رغم قدرته على ذلك، كما قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أول من أمس، وكما يعترف له بذلك الكثير من المراقبين. لكن «النقص» الذي تحدث عنه نصر الله، في كلمته المتلفزة ليل أول من أمس، والذي كان لمصلحة حلفائه في المعارضة، لن يشمل سوى حليف واحد هو العماد ميشال عون، وبنائب واحد هو على الأرجح نائب ماروني من مدينة جزين بدلا من عضو كتلة الحزب بيار سرحال. أما بقية المناطق فلن تشهد أي «تقديمات» انتخابية للحزب رغم إيحاءات سابقة.

حزب الله، بإعلانه لائحة «المرشحين الـ11» أقفل الباب نهائيا على «التنازلات» المفترض أن يقدمها لأنه سمى نفس عدد النواب الحزبيين الذين حصل عليهم سابقا، في حين لا تحتمل المقاعد الأخرى الكثير من «التقديمات» لأن الحزب يمتلك 3 مقاعد غير حزبية، وغير شيعية، هي عبارة عن المقعد الماروني في جزين والمقعدين السنيين في بعلبك التي يتمتع فيها بتقدم كبير في الأصوات، علما بأن الحزب حسم فعليا اسم المرشح السني الأول في بعلبك وهو العميد المتقاعد وليد سكرية الذي سيحل محل شقيقه النائب الحالي إسماعيل سكرية، في حين أن هامش المناورة في المقعد السني الآخر ليس كبيرا.

ويعطي الحزب من حصته عادة، مقعدا للحزب السوري القومي الاجتماعي في بعلبك (كاثوليكي) وآخر لحليف ماروني سيكون هذه المرة رئيس «حزب التضامن» اميل رحمة، بالإضافة إلى تركه مقعدا شيعيا شاغرا للرئيس حسين الحسيني الذي لا يزال موضوعه «قيد البحث» هذا العام وسط مؤشرات إلى ترشيح أحد أعضاء قيادة حزب «البعث» لهذا المقعد. ووفقا لهذا الواقع فإن الحزب لن يتحالف مع الحزب الشيوعي في الجنوب بعدما كان عرض على الأخير مقعدا في الجنوب من أصل 4 مقاعد طلبها الشيوعيون وارتضوا فيما بعد بمقعدين فقط. وفي خلاصة نهائية يتبين أن عدد أعضاء كتلة «الوفاء للمقاومة» التي تضم «حزب الله» والمتحالفين معه قد ينقص إلى 13، أو يبقى على حاله إذا انضم إليها رحمة. فالحزب على الرغم من «الزهد» الذي أظهره في موضوع المقاعد الوزارية خلال عملية تشكيل الحكومة الحالية والمقاعد النيابية لديه «ثوابت عددية» لا يتخلى عنها.

ورغم عدم إمكانية الكلام عن «تململ داخلي» في «حزب الله» المعروف بانضباطية قيادييه العالية والتزامهم المطلق بالقرارات التنظيمية، إلا أن كلام السيد نصر الله عن وجود مراكز أكثر أهمية داخل هيكلية الحزب من المقعد النيابي فتح الباب واسعا أمام تلميحات عن تذمر داخلي في الحزب الذي اعتاد إحداث تغييرات في بعض المراكز النيابية كل دورة انتخابية. غير أن بعض المصادر تحدث عن واقعة حصلت في عام 2005 عندما صدرت ترشيحات الحزب خالية من اسم المرشح الحالي نواف الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في الحزب والذي قيل آنذاك إنه أقفل خطه الهاتفي والتزم بيته، قبل أن يتلقى «لوما» تنظيميا أعاده إلى سياقه العام.

وكان لافتا أن تضم لوائح الحزب في البقاع اسم المرشح حسين الموسوي المعروف بـ«أبو هشام» الذي يتمتع بعلاقات مميزة مع القيادات السورية إلى حد التشكيك بولائه للحزب ويقيم علاقات تنسيق ثابتة معها. وهو معروف في البقاع بأنه بوابة المنح إلى الجامعات السورية و«مفتاح» الحلول للإشكالات التي يكون فيها السوريون طرفا.