أحد مسؤولي جبهات دارفور يعلن عن مبادرة مصرية لحل أزمة بالسودان

قال إن الجبهة المتحدة للمقاومة في دارفور تؤيد أي حل سياسي حقيقي يعالج جذور المشكلة

TT

أعلن رئيس «الجبهة المتحدة للمقاومة» بدارفور، بحر الدين إدريس أبو جردة، في القاهرة أمس، عن مبادرة مصرية لحل أزمة قرار المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس السوداني عمر البشير، وعلى الرغم من أنه لم يكشف عن تفاصيلها، إلا أنه طالب الخرطوم بالتعامل معها بجدية، وبينما أشار مصدر مصري مطلع إلى أن المبادرة المصرية تتشابه مع دعوة مصرية سابقة لعقد مؤتمر دولي حول السودان، تقدمت منظمات حقوقية مصرية ببلاغات للنائب العام في القاهرة تطالب بتوقيف البشير حال زيارته العاصمة المصرية مجددا.

وقال أبو جردة: إن زيارة وفد الجبهة لمصر جاءت تلبية لدعوة من الحكومة المصرية للتباحث حول الأوضاع في دارفور، وحول المبادرة المزمع إعلانها، لكنه لم يكشف عن مضمونها مكتفيا بدعوة الحكومة السودانية للتعامل بجدية مع المبادرة المصرية، التي يجب أن تشمل كل الفصائل والجهات، حيث إنها ستكون فرصة للخروج من هذه الأزمة الحالية في السودان، على حد قوله.

وقال أبو جردة: إن الوضع في دارفور الآن أصبح أكثر سوءا على المستوى الإنساني، وهناك قتال داخلي بين الفصائل وحركات المقاومة بينها وبين بعضها، كما أنه من الممكن أن تحدث إبادة جماعية في دارفور بعد خروج المنظمات الإنسانية، حيث إن الناس هناك مهددون بالموت جوعا نتيجة خروج هذه المنظمات. وأضاف أبو جردة، في محاضرة له في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بثت جانبا منها وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أمس: «إننا نعتقد أن المبادرة المصرية المتوقعة ستكون مفيدة، لأن مصر بثقلها المحلى والإقليمي والدولي تستطيع معالجة قضية دارفور، إذا تجاوبت الحكومة السودانية هذه المرة»، مشددا على أنه لا يوجد أي فصيل في دارفور يرغب في الانفصال عن السودان، فـ«نحن لا نتكلم أبدا عن الانفصال، وإنما نريد التنمية وعدم التهميش». وقال أبو جردة: إن مبادرة قطر فشلت لأنها قامت على الثنائية فقط، بعد أن اقتصرت على فصيل واحد هو حركة العدل والمساواة، بينما تجاهلت فصائل أخرى. وأكد أن الجبهة المتحدة للمقاومة في دارفور تؤيد أي حل سياسي حقيقي يعالج جذور المشكلة، وأن رؤية الجبهة لحل مشكلة دارفور تستند على المشاركة العادلة في السلطة والثروة ودمج قوات الحركات المتمردة في الجيش السوداني، بمعايير يتم الاتفاق عليها، حتى نزيل الهوة والفارق في المؤسسة العسكرية السودانية.

ومن جانبه، أشاد نائب رئيس الجبهة المتحدة للمقاومة في دارفور حيدر ايتم، بالجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان، فيما قال ممثل حزب المؤتمر الوطني السوداني بالقاهرة، كمال حسن علي، في مداخلة له: إن البندقية لن تحل أبدا الأزمة، وأنه من الضروري توحيد الحركات المتمردة، مبديا استعداد الحكومة للتحاور مع الحركات ولكن بدون فرض الشروط، مشيرا إلى أن مصر تقوم بجهود كبيرة في العمل الإنساني، وأنه سيتم دعوة الهلال الأحمر والمنظمات العربية لعقد لقاء في القاهرة، لبحث الأوضاع الإنسانية في دارفور. وأكد ممثل حركة العدل والمساواة محمد شرف، تأييده لأي جهود مصرية، ورحب ممثل رئيس حركة تحرير السودان، جناح عبد الواحد نور، إبراهيم محمد أحمد، بكل المبادرات وبخاصة المبادرة المصرية المرتقبة.