إيران احتجت على مصادرة شحنة أسلحة من سفينة تم اعتراضها في قبرص

طهران تنتظر «تغييرا» في سلوك الإدارة الأميركية الجديدة

TT

احتجت إيران أول من أمس لدى الأمم المتحدة على مصادرة شحنة أسلحة إيرانية من سفينة تم اعتراضها في قبرص، مؤكدة أن عملية المصادرة لم «يكن لها أي أساس شرعي».

ووجه السفير الإيراني في الأمم المتحدة محمد خزاعي رسالة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن هذه الرسالة هي رد على «بعض الادعاءات ضد إيران حيال هذه السفينة، مونشغورسك، التي كانت ترفع العلم القبرصي» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت لجنة من مجلس الأمن الدولي اعتبرت الشهر الماضي أن «شحنة الأسلحة التي صودرت على متن هذه السفينة التي كانت متجهة إلى سورية، تشكل انتهاكا للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على إيران بسبب رفضها تعليق نشاطاتها النووية الحساسة». وبموجب هذه العقوبات التي أقرت عام 2007 لا يحق لإيران تصدير أسلحة. وجاء في الرسالة: «خلافا لادعاءات ذات طابع سياسي وردت، خاصة، في بعض وسائل الإعلام حول حمولة السفينة مونشغورسك، نشير إلى أنها من باب المعاملات التجارية العادية، وكل تأكيد عكس ذلك لا أساس له». وأضافت الرسالة: «نتيجة لذلك، فإن الإجراءات المتخذة لاعتراض ومصادرة الحمولة ليس لها أي أساس شرعي ونحتفظ بحق المطالبة بتعويضات بالقنوات المناسبة». وفي فبراير (شباط)، نفت إيران معلومات صحافية إسرائيلية مفادها أن السفينة كانت تنقل أسلحة موجهة إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وتتهم إسرائيل إيران، بنقل أسلحة إلى مجموعات مسلحة فلسطينية بينها حماس، وهو ما تنفيه طهران.

من جانب آخر، قال خطيب صلاة الجمعة في طهران أمس إن إيران تنتظر تغييرا لم يحصل بعد، على حد اعتباره، في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة لجهة تغيير سلوكها حيال الجمهورية الإسلامية. وقال آية الله أحمد خاتمي، في خطبة صلاة الجمعة، إن «أميرکا لم تتخل عن تدبير المؤامرات ضدنا منذ انقلاب 19 أغسطس (آب) 1953 ولحد الآن، وفرضت على شعبنا ديکاتورية الشاه لـ25 عاما» كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية. وتابع، أن «الشعب الإيراني لم يتخل طوال الأعوام الثلاثين الماضية عن ترديد شعار الموت لأميرکا، وهذا نابع من السياسات العدائية لأميرکا» موضحا أنه «خلال الأشهر الأخيرة التي جاءت فيها إدارة أميرکية جديدة لم نشهد سوى کلمات ومناورات دبلوماسية». وأضاف خاتمي أن «الرئيس الأميرکي السابق جورج بوش کان يتفوه بکلام عنيف، إلا أن أوباما قلل من ذلك، لکننا لم نشهد تغييرا في السلوکيات، وفي الوقت ذاته فإن الرئيس الأميرکي الجديد اتهم، في رسالته بمناسبة عيد النوروز، شعبنا بدعم الإرهاب..» وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا إيران إلى حوار مباشر، والى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن، الأمر الذي ردت عليه طهران ببرود. وكان أوباما أعلن في مؤتمر صحافي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية على هامش قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في الذكرى الستين لإنشائه، أنه يجب ألا يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية قائلا: «إننا لا نستطيع تحمل سباق نووي في الشرق الأوسط».