السلطات المغربية تلتزم الصمت إزاء ترحيل حسن الحسكي المدان في تفجيرات مدريد إلى إسبانيا

أبدى مقاومة وصراخا أثناء إركابه الطائرة

TT

لم تعترف السلطات القضائية المغربية حتى أمس، بما إذا كانت قد أعادت إلى نظيرتها الإسبانية المدعو حسن الحسكي، الذي سبق للأخيرة أن أدانته بالسجن 14 عاما، على خلفية ضلوعه في أحداث مدريد الإرهابية، التي جرت في مارس (آذار) عام 2004، وخلفت حوالي مائتي قتيل ومئات الجرحى والمصابين.

وفي هذا السياق، سبق للجنة النصير، التي تؤازر المعتقلين الإسلاميين بالمغرب، أن ذكرت في بيان لها، أن الحسكي جرى ترحيله قسريا إلى إسبانيا، وناشدت الهيئات الحقوقية المغربية والفاعلين السياسيين لإعلان تضامنهم مع الحسكي، حتى لا يعاد إلى إسبانيا.

وقال عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير المغربية، المساند الرئيسي للمعتقلين المدانين على خلفية قضايا الإرهاب، لـ«الشرق الأوسط»: إن السلطات الأمنية المغربية نقلت الحسكي، من سجن سلا المجاور للرباط، إلى سجن عكاشة بمدينة الدار البيضاء، حيث أبدى مقاومة شديدة، كونه كان يأمل أن يحكم القضاء الإداري بالرباط لصالحه، كي يكمل عقوبته المحكوم بها في المغرب، ويقضي أيضا ما تبقى له من العقوبة المدان بها في إسبانيا بالسجن النافذ مدة 14 عاما، المدان بها يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2007، على خلفية ضلوعه في تفجيرات 11 مارس (آذار) 2004 بمدريد.

وأكد مهتاد، أن السلطات التابعة لولاية (محافظة) أمن مدينة الدار البيضاء، هي من تكلفت بنقل الحسكي، إلى مطار محمد الخامس بالمدينة نفسها، كي يستقل طائرة كانت متجهة إلى مدريد، موضحا أن الحسكي، نقل رغما عنه، لأنه لا يريد أن يعيش من جديد محنا كالتي عاشها في السجون الإسبانية، قبل عرضه على القضاء، إذ سبق له أن نشر تفاصيل ما جرى له في وسائل الإعلام. واعتبر مهتاد، نقل الحسكي بالقوة، خارج نطاق القانون، نتيجة تقاعس الجمعيات الحقوقية، وجمعيات المجتمع المدني المغربي في الدفاع عنه، مضيفا أن معتقلي «السلفية الجهادية» خاضوا إضرابا عن الطعام لمدة 24 ساعة تضامنا مع الحسكي. وكانت صحف إسبانية، بينها جريدة «أ ب ث» المحافظة، أشارت في طبعتها الالكترونية ليوم الأربعاء الماضي، أن الحسكي أبدى مقاومة شديدة أثناء إجباره على الصعود إلى الطائرة، التي أقلته من مطار الدار البيضاء إلى العاصمة مدريد.

وأضاف المصدر الصحافي الإسباني، استنادا إلى معلومات حصل عليها من الأمن في بلده، أن الحسكي كان يصرخ بصوت مرتفع لحظة إركابه الطائرة، قائلا: إنه لم يرتكب الأفعال التي حوكم من أجلها، موضحا أنه جرى في النهاية ترحيله، حيث وجدت في انتظاره سيارة بمطار مدريد، أقلته إلى سجن بضواحي العاصمة الإسبانية.

وحسب الجريدة الإسبانية، فإن السلطات القضائية في بلدها تنفي علمها بما وقع ليلة الثلاثاء الماضي، في السجن المدني بمدينة سلا المغربية، حيث كان الحسكي معتقلا، مكتفية بالإشارة إلى ما تناقلته صحف مغربية، مفاده أن الحسكي هدد بالانتحار كشكل من أشكال الاحتجاج على ترحيله.

ومن جهته، عبر المحامي الخليل الإدريسي، دفاع المتهم الحسكي، عن قلقه للمصير الذي قد يؤول إليه موكله، كون السلطات نقلته، وهو في حالة صحية متدهورة على حد وصفه، جراء خوضه إضرابا عن الطعام، مضيفا أن قرار الترحيل يعد تتويجا لمسار «إنكار العدالة» في حق موكله.