الجيش الأميركي ينفذ ضربة جوية على مسلحين من بينهم عنصر في «الصحوة»

قال إن المسلحين كانوا يزرعون عبوة ناسفة في التاجي * اعتقال 40 من «الصحوة» في بغداد بتهمة «الإرهاب»

جنود عراقيون يتفحصون أسلحة صادروها من قوات الصحوة في منطقة الفضل وسط بغداد أمس (أ.ب)
TT

فيما أعلن الجيش الأميركي في العراق عن أنه نفذ غارة جوية استهدفت عددا من المسلحين يعتقد بأنهم عناصر من قوات الصحوة أثناء قيامهم بزرع عبوة ناسفة شمال العاصمة العراقية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، قال قياديون في «الصحوة»، التي تحارب تنظيم القاعدة في العراق، إن القوات الأمنية اعتقلت أخيرا 40 من عناصرها بتهمة التورط في نشاطات «إرهابية».

وقال الجيش الأميركي إن الهجوم الجوي تم تنفيذه مساء أول من أمس بالقرب من بلدة التاجي، وأضاف أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن واحدا، في الأقل، من المسلحين ينتمي إلى «أبناء العراق» وهو الاسم الذي يطلقه الجيش الأميركي على قوات الصحوة. وأوضح الجيش الأميركي أن الضربة الجوية نفذت عندما تم رصد أربعة مسلحين وهم يزرعون عبوة ناسفة قرب بلدة التاجي، حيث تتمركز أكبر قاعدة أميركية جوية شمال بغداد، مضيفا أن أحد المسلحين لقي حتفه في الغارة فيما أصيب اثنان آخران تم اعتقالهما لاحقا في منزل مجاور وجرى تسليمهما إلى الشرطة العراقية، حسبما أوردته وكالة الاسوشييتد برس.

من جانبه، قال المقداد جبريل، المستشار الاعلامي لقوات التحالف في العراق، ان الاشخاص الذين استهدفتهم القوات الاميركية في منطقة التاجي كانوا يقومون بزرع عبوات ناسفة على الطريق ويشتبه بأنهم من عناصر الصحوات هناك.

وقال جبريل لـ«الشرق الاوسط» ان «الاهداف الاجرامية دائما تكون ملاحقة وتحت مساءلة القانون بغض النظر عن مسمياتها وان أي مخالف للقانون سيتعرض للمساءلة كما حصل مع عادل المشهداني ومساعده في منطقة الفضل ببغداد».

الى ذلك، نفى ثامر التميمي، المستشار العام للصحوات في العراق، تورط قوات الصحوة بزرع عبوات في منطقة التاجي، مؤكدا ان «الاشتباه في غير محله». ورجح التميمي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان «من قام بهذا العمل هم مجموعة من الارهابيين». وجاءت هذه التطورات فيما تشهد العلاقة بين قوات الصحوة والحكومة العراقية توترا كبيرا على خلفية اعتقال، عادل المشهداني، أحد كبار قادة الصحوة في منطقة الفضل وسط بغداد، بتهم «القتل والخطف والابتزاز»، مما أدى إلى حدوث اشتباكات واسعة لم تشهد العاصمة مثيلا لها منذ نحو عام. وحذر رئيس الوزراء نوري المالكي قوات الصحوة قائلا إن ما حدث في الفضل هو «رسالة لكل الذين يسلكون الطريق الذي سلكته العصابة» في إشارة إلى المشهداني وحوالي عشرة من الصحوة هناك. وأضاف «يعتقدون أنهم يتواصلون ويتصلون بعيدا عن أنظار الدولة والأجهزة الأمنية.. كلهم تحت الرصد والمراقبة ويأتي لكل منهم يومه الذي يلقى فيه جزاءه العادل». وأعلن الجيش الأميركي أول من أمس انتقال مسؤولية قوات الصحوة البالغ عدد عناصرها حوالي 94 ألفا والتي ساهمت في استقرار أوضاع العراق بمحاربتها «القاعدة» والجماعات المتطرفة، إلى السلطات العراقية بشكل كامل. وفي تطور لاحق، كشف قياديون في «الصحوة» إن القوات الأمنية اعتقلت أخيرا 40 من عناصرها.

وقال محمد الكرطاني، القيادي في «الصحوة»، إن قوات الأمن العراقية اعتقلت في الفترة الأخيرة 11 من عناصر الصحوة في بغداد بتهمة التورط في نشاطات «إرهابية». وقال الكرطاني، أحد قادة الصحوة في حي الدورة، جنوب غربي بغداد، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «بين المعتقلين زياد صبحي مسؤول صحوة منطقة الزهور، وباسم محمد مسؤول منطقة المعلمين، وشاكر عبد الله مسؤول صحوة الإسكان، والشيخ علي مسؤول هور رجب، والعميد رشيد مسؤول الجزيرة» وجميعها في حي الدورة، مشيرا إلى أن أحدهم كان عميدا في الجيش السابق. وأكد الكرطاني كذلك «اعتقال خمسة من عناصر الصحوة في سوق الآشوريين في الدورة»، وأضاف أن «تهمة الإرهاب وجهت إلى المعتقلين». وقال الكرطاني «نحن قلقون جدا حيال مستقبل الصحوات ولا نعرف أين نتجه لأن الدولة والقوات الأميركية يطاردوننا و«القاعدة» تستهدفنا». يشار إلى أن عدد عناصر قوات الصحوة في حي الدورة، المعقل السابق للمتطرفين و«القاعدة»، يناهز 2450 مسلحا.وفي الغزالية (غرب)، قال المقدم شجاع الأعظمي قائد صحوة المنطقة إن قوات الأمن «اعتقلت الأسبوع الماضي المقدم رعد علي، وضابطا آخر برتبة ملازم أول، لكنها أطلقت سراح علي، أمس الخميس (أول من أمس)». وأشار الأعظمي إلى «وجود تعاون بين قوات الصحوة وقوات الأمن العراقية (...) والأوضاع الأمنية مستقرة تماما». ويبلغ عدد عناصر الصحوة في الغزالية 220 مسلحا، وفقا للمصدر.

من جهته، قال علي «اعتقلت الأسبوع الماضي بتهمة الإرهاب، والقتل والخطف وزرع عبوات ناسفة لكن تبين خلال التحقيق أن المعلومات غير صحيحة»، مضيفا «لقد قدمها شخص مطلوب أصلا، وتفهم القاضي الأمر وأطلق سراحي على الفور». وأشار إلى أن «الملازم أول لا يزال قيد التحقيق بالتهمة ذاتها».