نديم الجميل مستبعدا «فوزا كاسحا» لتكتل عون: الـ«تسونامي» يهب مرة واحدة ولا يتكرر

اعتبر حزب الله خطرا مباشرا على المواطن اللبناني

نديم الجميل («الشرق الأوسط»)
TT

بهدوء، يتحدث مرشح حزب «الكتائب اللبنانية» عن دائرة بيروت الأولى نديم الجميل، عن ترشيحه. هو الآتي من بيت الجميل حاملا إرث والده مؤسس «القوات اللبنانية»، الرئيس المنتخب الراحل بشير الجميل، يحلم بـ«العمل على بناء الدولة القوية». ويعتبر «سلاح حزب الله خطرا مباشرا على لبنان»، مؤكدا أن «الدولة القوية لا تحتاج الى إستراتيجية دفاعية». واستبعد في حوار مع «الشرق الأوسط» ببيروت فوزا كاسحا لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب ميشال عون، في الانتخابات البرلمانية، قائلا: إن «التسونامي يأتي مرة واحدة ولا يتكرر». وفيما يأتي نص الحوار:

* لماذا ترشحت؟

ـ نشأت في بيت وبيئة سياسيين. وقرار الترشح تعبير مني عن التزامي القضية التي أؤمن بها، التي استشهد من أجلها بشير. والدافع الأساسي هو رغبتي في تعاطي الشأن العام، ووضع إطار العمل لبناء الوطن وتعزيزه ومواصلة النضال. وقد رأيت أنه حان الوقت لتحمل المسؤولية، وتغيير طريقة التفكير والنهج ونمط الحياة السياسية في البلاد، فهذا النمط يخيب آمال الشباب. وهذا ما لاحظته حين عملت في السنتين الأخيرتين في قطر، حيث لاحظت توافد الشباب اللبناني الى هناك.

* ما مفهومك للقضية؟

ـ القضية هي المحافظة على الوجود، وضمان الأمن والحرية والمساواة بين أبناء الشعب اللبناني كافة، في ظل أجواء من الانسجام بين كل الطوائف والمذاهب، والحفاظ على خط المقاومة اللبنانية وثوابت المسيحيين، فضلا عن توفير دور للبنان في المنطقة. والأهم هو بناء الدولة وتعزيزها والاعتراف بنهائية الكيان اللبناني. وهذا الأمر لم يتحقق ما دامت هناك بعض الأطراف التي لا تؤمن بذلك. كما نريد توفير الأمن والحرية في الوقت نفسه، وعدم تغليب أحدهما على الآخر. وهذان العنصران لا يتوافران من دون بناء الدولة. ونحن لا دولة لدينا إنما مزرعة حيث لا مرجعية واحدة نحتكم إليها.

* من تعني بالأطراف التي ذكرت؟

ـ الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يؤمن بنهائية الكيان اللبناني. كما هناك أطراف أخرى هي تعرف نفسها، لديها ارتباطات بسورية وايران، ولا يناسبها مشروع الدولة أو تعزيز قدرات الدولة، لأن ذلك يضعف أدوارها. فهي تريد السيطرة وتحقيق أهدافها وإضعاف الآخر. وأنا ضد منطق تحالف الضعيف مع القوي ليحتمي به. ولذلك نخوض المعركة الانتخابية، لأننا لا نؤمن بمقولة قوتنا في ضعفنا.

* ما حظوظ الربح التي تراها في ظل التنافس الحاد، الذي يطبع المرحلة السابقة للاستحقاق؟ ـ إني أفرق بين المعركة ما قبل الانتخابات وما بعد الانتخابات. بالنسبة إلى المعركة الأولى، أتمتع بحظوظ ربح كبيرة جدا، لا سيما أني مؤمن بالقضية. وأعتقد أن أهل الاشرفية أوفياء لبشير وللقضية معا. ولاحقا أي بعد الانتخابات، يحتاج مشروعنا إلى جهد وتعب كبيرين وصبر. وإن شاء الله سنبلغ الدولة التي نحلم بها.

* هل تخشى حصول تسونامي جديد؟

ـ التسونامي يأتي مرة ويرحل بعد أن يسحب من في الطريق، لكنه ليس ثابتا. أما نحن فقطار يسير. من يريد الصعود إليه فأهلا وسهلا، ومن يريد الترجل فحر. نضالنا كان راسخا ولا يزال. اما من تغير فهو ميشال عون، الذي كان يخاطب الشباب حين كان في باريس. واليوم بعدما تغير وبدل مواقفه، بات يخشى الشباب لأنهم صاروا ضده. ومعركتنا هذه هي من أجل تثبيت دورنا وحضورنا. أما بالنسبة إلى ما نسمعه من تهجمات عن صغر السن وقلة الخبرة فأتحفظ عن الرد لأنني لا أريد الدخول في هذه الزواريب.

* ما هو شعار حملتك؟

ـ «ثابتون اليوم وغدا». شعار نابع من تاريخنا وإيماننا بالقضية، والتزامنا إياها. وهذا الالتزام مترسخ. وإذا غير سوانا التزامه هذا، فنحن سنبقى ثابتين. أما استخدام اللونين الأبيض والأحمر، فليست له علاقة بالحملة الترويجية، التي تقوم بها «14 آذار» على الرغم من أنني أعتبر نفسي مرشحها، بل لأنهما لونان من ألوان العلم اللبناني. لا أنكر أن داخل «14 آذار» هناك الكثير من الأخطاء، إنما الأهم أن أعضاءها مجتمعون على فكرة بناء الدولة. نريد لبنان السيد الحر المستقل. ولاحقا نرى الطريقة المناسبة لإدارة البلاد بصورة سليمة.

* أتتحدث عن فريق معين؟

ـ طبعا أتكلم باسم المسيحيين. بالتأكيد إن وجودهم ليس في خطر، إنما يحتاج إلى تعزيز وإعادة تأهيل، لأنه مهمش. لذلك يجب أن ننخرط في مشروع بناء الدولة. وإذا رفضنا فحينذاك سيصبح حضورنا في خطر.

* كيف لمست الواقع الشعبي في جولاتك الميدانية؟

ـ أقوم بلقاءات كثيفة. واعتمد سياسة واضحة ومثمرة. سياسة (door to door). نلتقي الناس مباشرة ونحدثهم عن مشروعنا. أما بالنسبة الى النشاطات، فبدأنا التحرك مع حليفينا نايلة تويني، وميشال فرعون. ونأمل في أن يجهز المرشحان عن المقعدين الأرمنيين خلال أيام، بعدما كنا ننتظر نتائج المفاوضات مع حزب الطاشناق.

* أنت مرشح الكتائب، لكن هل تعتبر نفسك ممثلا للقوات؟

ـ لا تفرقة على الصعيد العقائدي بين الكتائب والقوات. فقضيتنا واحدة. والفرق الوحيد يكمن في الهيكلية الحزبية. أنا أمثل خط المقاومة اللبنانية وخط النضال التاريخي للمسيحيين والقوات. طبعا إنهما حزبان مختلفان ومستقل أحدهما عن الآخر، ولكل منهما طروحاته. نحن نريد اللامركزية الإدارية الموسعة والحياد الإيجابي.

* ما الإصلاحات التي تطمح إلى تحقيقها كنائب شاب لا سيما أنك قانوني؟

ـ هناك الكثير من المشروعات، إنما الأهم من ذلك هو أسلوب العمل السياسي الذي نطمح إلى إرسائه، ونمط الحياة الجديد الذي يجب ان يعم في الدولة الحديثة، الذي يرتكز أولا على الأخلاق. فليست النصوص القانونية وحدها ما يضمن هذا الأمر، بل تمتع الشعب بالأخلاق والذهنية التي تحترم القانون. وهذان يحتاجان الى تطوير التربية على احترام القانون. طبعا أطمح إلى تحقيق مشروعات في مجالات البيئة وحقوق الإنسان والمرأة ومشروعات أخرى تهم الحياة اليومية للمواطنين.

* أنت من فئة الشباب، التي يشكو الكثيرون داخلها من الوراثة السياسية والعصبية العائلية، التي تشكل سمة أساسية من سمات المجتمعات العربية، كيف تفسر ترشيحك؟

ـ في المبدأ أنا ضد الوراثة السياسية. وضد شعار «مات الملك عاش الملك». بشير استشهد قبل 26 عاما، إنما لست أنا من يخلفه. هو كان يريد حل مشكلة البلاد. ويا ليته استطاع وإلا لما ورثنا كل هذا الألم. نحن كشباب، نريد أن نتابع الخط الذي بدأ به. صحيح أنا ونايلة، استشهد والدانا، إنما المسؤولية التي تقع على عاتقنا كبيرة. ومسؤوليتي نابعة من خيبة الأمل ومن الألم الذي يصيب اللبنانيين. كذلك، فحتى وإن كنت آتيا من عائلة سياسية، إن القرار للشعب وللديمقراطية التي تختارنا.

* ذكرت الدولة القوية التي يتحدث عنها أيضا فريق «8 آذار»، فما رأيك في الإستراتيجية الدفاعية؟

ـ أريد أن أسأل: كيف حرر حزب الله الأرض في عام 2000؟ ليس بالصواريخ إنما بالمقاومة الشريفة، وفي تكتيكات معينة استخدمها. اليوم علينا أن نضع جميعا خطة نتفاهم عليها. وأعتقد أنه إذا انخرطنا في مشروع بناء الدولة القوية، يصبح في إمكان الجيش اللبناني الدفاع عن لبنان وحمايته. وحينذاك لن نحتاج إلى أي إستراتيجية دفاعية. لبنان يحتاج إلى جيش قوي ودولة قوية، وليس إلى استراتيجية دفاعية. فالدولة هي التي تحمي المواطنين وتدافع عنهم. واللبنانيون لا يحتاجون إلى من يفكر عنهم ويقرر لهم. حزب الله بوضعه هذا، يشكل خطرا مباشرا على المواطن اللبناني، لأن سلاحه موجه إلى الداخل. وحين يرى أن رؤيته تتعارض مع رؤية الآخرين لا يتوانى عن استخدام السلاح للدفاع عن أفكاره. وإذا فعلا أردنا حماية لبنان، نحميه بسلامنا وبالتواصل، وليس بفرض آرائنا. كذلك، أثبتت التجربة أن صواريخه (حزب الله) لا تحمينا من إسرائيل، فهي دخلت ودمرت اقتصادنا ومنازلنا.