قلق إسرائيلي من تصاعد العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية بعد تشكيل حكومة اليمين

محكمة إسرائيلية تمنع إخلاء مستوطن من أرض استولى عليها قرب نابلس

فلسطينية تقف أمس خارج منزلها الذي قالت إن مستوطنين يهودا استولوا عليه قبل يومين في القدس القديمة (أ.ب)
TT

أثارت العمليات الفلسطينية الأخيرة في الضفة الغربية، قلقا كبيرا لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، من عودة وتصاعد مثل هذه العمليات ضد الإسرائيليين بعد فترة طويلة من الهدوء النسبي، كما أثارت قلقا آخر لدى فلسطينيين من ردة فعل انتقامية.

وبعد عملية «الفأس» التي نفذها فلسطيني أول من أمس في مستوطنة من بين المستوطنات الأكثر تطرفا جنوب بيت لحم في الضفة الغربية، وقتل خلالها مستوطنا، وجرح آخر، نبهت مصادر أمنية إسرائيلية إلى ما سمته «التصعيد الطارئ على النشاط الإرهابي» في الضفة الغربية في الفترة الأخيرة.

وذكّرت هذه المصادر، كما فعلت وسائل إعلام إسرائيلية، بالمحاولات التي سجلت خلال الشهر الأخير، وهي عملية الجرافة في القدس المحتلة، عندما هاجم فلسطيني بجرافته سيارة للشرطة وحافلة، وهي المحاولة الثالثة في غضون أقل من سنة، ومقتل شرطيين في غور الأردن، وزرع سيارة مفخخة في المجمع التجاري في حيفا، ومؤخرا، مقتل المستوطن في مستوطنة «بات عاين».

وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن كل هذه المحاولات تأتي بدافع ذاتي، من دون تنظيم، وستصنف هذه العمليات في الغالب لدى الاستخبارات الإسرائيلية، بـ«إرهاب شعبي». لكن وسائل إعلام إسرائيلية حاولت التلميح إلى أنه من غير المستبعد أن تكون هذه العمليات قد استندت إلى إلهام وتوجيهات من «محافل إرهابية» في الخارج.

وقالت صحيفة «هآرتس» إن الأحداث الأخيرة تطرح التخوف بأن الضفة الغربية وإسرائيل لم تعودا آمنتين للمستوطنين الإسرائيليين. ويخشى الإسرائيليون بأن للارتفاع في عدد العمليات الفلسطينية صلة بالتطورات السياسية، وتشكيل حكومة اليمين في إسرائيل.

وقال رئيس مجلس «غوش عتصيون» الإقليمي، شاؤول غولدشتاين، التي تقع ضمنها مستوطنة «بات عاين»، إنه «يعتقد أن الإرهابي كان يختبر رئيس الوزراء بشكل متعمد». وقال غولدشتاين: «هذا كان هدفه»، مضيفا أن الإسرائيليين والفلسطينيين سيقيّمون نتنياهو استنادا إلى رده.

وفي نفس الوقت، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية في قرية صافا شمال الخليل، التي كانت اقتحمتها الخميس بحثا عن المهاجم الذي قتل مستوطنا وأصاب آخر بفأس في المستوطنة المجاورة للقرية قبل أن يفر من المكان.

وقال أهالي صافا أن جرافات الجيش الإسرائيلي أغلقت عددا من الطرق الفرعية لعزل القرية عن محيطها، واستولت على عدة منازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية.

ويصف أهالي صافا الحملة الإسرائيلية بالعنيفة. وكانت منازل تعرضت لأضرار مادية عندما أقدم جنود الاحتلال على فتح أبوابها بالقوة وتكسير زجاجها وأثاثها أثناء عمليات التفتيش الواسعة التي جرت أمس.

واعتقل الجيش الإسرائيلي عدة شبان من القرية، قبل أن يفرج عنهم، بعد تجميع العشرات منهم في ساحة مدرسة القرية وتعريضهم للتحقيق الطويل.

من جهة أخرى، أقرت محكمة عسكرية إسرائيلية استيلاء مستوطنين على أراضٍ فلسطينية، وذلك من خلال منع القضاة إخلاء أحد المستوطنين من مستوطنة «كدوميم»، قرب قرية كفر قدوم غرب نابلس شمال الضفة الغربية، من أرض استولى عليها قبل 12 عاما، رغم وجود أمر إخلاء سابق صادر عن قائد المنطقة الوسطى في قوات الاحتلال.

وانعقدت المحكمة بصفتها لجنة اعتراضات لشؤون الأراضي في الضفة الغربية، وقبل قضاة المحكمة العسكرية الاعتراض الذي تقدم به المستوطن «ميخائيل ليسنس»، كي لا يتم إخلاؤه من الأرض التي استغلها لتقديم دروس لطلبة من مستوطنة «كدوميم»، التي دعم مجلسها المحلي عملية الاستيلاء على الأرض.