«الإعلام الاجتماعي» يثبت جدارته في قمة «جي 20»

اعتماد كبير على موقع «تويتر» من قبل وسائل الإعلام.. والمتظاهرين

TT

انتهت قمة «جي 20» منهية معها حالا من الاستنفار الذي شهدته العاصمة البريطانية لندن طوال الأسبوع الماضي. وفي حين يختلف الخبراء على مدى جدوى الحلول التي خرجت بها القمة، فإن الكل أجمع على أن «الفائز» الأبرز خلال قمة الـ«جي 20» التي عقدت في لندن كان مواقع «الإعلام الاجتماعي»، وعلى رأسها موقع «تويتر» للتدوين المصغر Micro Blogging على شبكة الانترنت، لدرجة أن صحيفة «ديلي تلغراف» وصفت الظاهرة بقولها إن قمة الـ«جي 20» كانت «المنعطف الذي طالما انتظره موقع تويتر». وكان بديهيا لـ«الديلي تلغراف» أن تنتبه لذلك، فهي كانت تنقل «تحديثات» مراسليها عبر «تويتر» بشكل حي ومباشر على موقعها الالكتروني طوال فترة انعقاد المؤتمر، وكذلك كان الحال مع صحيفتي «فاينانشال تايمز»، و«الغارديان» البريطانيتين، وقناة «سكاي» التلفزيونية. إلا أن الاعتماد على «تويتر» لم يقتصر على وسائل الإعلام وحدها، بل كان وسيلة أساسية، إلى جانب مواقع شهيرة أخرى مثل «فيس بوك»، لتنسيق تجمعات المتظاهرين وتناقل الأخبار بينهم. من جهة ثانية، شهد موقع «فليكر» نشاطا كبيرا في مجال تحميل الصور المتعلقة بالقمة، والأمر نفسه انطبق على صعيد الفيديو مع موقع «يوتيوب». وبالحديث عن موقع «يوتيوب» لا بد من ذكر أحد أكثر ملفات الفيديو شعبية، التي حملت يوم أمس، حيث تابع عشرات الآلاف «انزعاج» الملكة إليزابيث من «صرخة» رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني بعد صورة للقادة المشاركين في القمة مع الملكة، حيث نادى برلسكوني الرئيس الأميركي بصوت عالٍ قائلا «يا سيد أوباما.. أنا السيد برلسكوني»، فما كان من الملكة سوى أن التفتت رافعة يدها وسألت «ما القضية؟»، مضيفة «لماذا عليه أن يصرخ؟»، حسب ما نقلت التقارير الإعلامية، التي ذكرت كذلك أن هذه «السقطة الدبلوماسية» لم تفهم على أنها إساءة بأي شكل. أما الإعلام الورقي، فانقسم في اهتماماته يومي أمس وأول من أمس، حيث كان التركيز يوم أمس على نتائج القمة وعلى المبلغ التريليوني المهول الذي أوصت به لـ«إنقاذ» العالم، في حين كان الخبر اللافت الآخر هو «احتضان» الملكة إليزابيث لزوجة الرئيس الأميركي ميشيل أوباما، حيث كان لافتا أن تكون الملكة هي من «يكسر» التقاليد المتبعة (علما بأن الكثيرين ممن كتبوا عما جرى ظنوا بأن ميشيل أوباما هي من بادر بالاحتضان، لكن العكس هو الصحيح). ويوم أول من أمس (يوم افتتاح القمة) خرجت صحيفة «ذا إندبندينت» بعنوان لافت هو العبارة الشهيرة Deal or No Deal (صفقة أو لا صفقة) في إشارة إلى الاختلاف الحاصل بين المحورين «الأميركي ـ البريطاني» و«الفرنسي ـ الألماني». من جهتها عنونت صحيفة «ديلي ميل» بعبارة «حب وكراهية» على صفحة أولى انقسمت بشكل يظهر الود الذي كان جليا في المؤتمر الصحافي المشترك للرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، في حين احتلت صور متظاهرين غاضبين الجزء الأسفل من الصفحة. هذا الانقسام نفسه ركزت عليه صحيفة «ذا صن» الشعبية، حيث قسمت صفحتها الأولى لتظهر الرئيس أوباما في حضرة الملكة إليزابيث من جهة، وصور متظاهرين غاضبين من جهة ثانية لتقول «نحن لسنا كلنا كذلك يا سعادة الرئيس». أما صحيفة «ذا تايمز» فركزت على المحادثات النووية بين الرئيسين الأميركي والروسي، في حين عنونت صحيفة «ذا غارديان» قائلة «لندن ترحب بكم، والآن حان وقت المعركة».