أوباما لعب دور الوسيط في قمة العشرين

اختلى بالرئيسين الصيني والفرنسي.. وأنهى خلافا أعاق الاتفاق بمصافحة وتربيتة على الكتفين

الرئيس الأميركي أوباما يظهر احترامه للملك عبد الله بن عبد العزيز قبل التقاط الصورة الجماعية لقادة مجموعة العشرين مع ملكة بريطانيا مساء الأربعاء الماضي (أ.ب)
TT

عشية مؤتمر قمة العشرين في لندن، تجمع زعماء وقادة دول المجموعة العشرون في لندن، للتحضير للقمة. تحدثوا، وتشاركوا طوال اليوم ثلاث وجبات سويا، وكانت العقبة الأخيرة للاتفاق أمامهم ليلة الخميس، هي محتوى جملة اعتراضية واحدة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن النقاشات امتدت لمدة ساعة كاملة عندما اعترضت فرنسا والصين على التفاصيل الصغيرة بشأن التعامل بحزم مع الملاذات الضريبية. عندئذ قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بدفع مقعده إلى الخلف والسير حول الطاولة ليدعو الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي، والصيني هوجنتاو إلى أحد أركان القاعة من أجل النقاش. وانتهى الأمر بتصافح القادة الثلاثة. بعد ذلك أعلن عن انتهاء الاجتماع.

وأشارت الصحيفة إلى أن أولئك الذين يبحثون عن دلائل في الظهور الأول لأوباما كرئيس على الساحة العالمية حول وجهة نظره بشأن دوره، وجدوا أن تلك كانت اللحظة التوضيحية. وقال أحد كبار مسؤولي الإدارة الذي رأى المشهد، لمراسل الصحيفة: «إنه يذكرني بما تقوم به عندما تكون عضوا في هيئة تشريعية، عندما تعمد إلى الانفراد بشخصين في غرفة الإيداع وتحاول حل الخلاف»».

بعد ساعات قليلة، تحدث أوباما مطولا مع الصحافيين حول نيته التعامل مع بقية العالم، وقال: «سنحاول الحصول على إجماع بدلا من فرض شروطنا، والعمل بصورة تعاونية مع الدول الأخرى». وعلى عكس سلفه، تحدث أوباما عن العالم المتغير والمعقد للدول النامية. وقال: «لو أن روزفلت وتشرشل كانا يجلسان في غرفة يتفاوضان وهما يحتسيان الشراب لكانت مفاوضات سهلة، لكن ذلك ليس هو العالم الذي نعيشه الآن، كما أنه لا يجب أن يكون كذلك». واعترف أوباما بأن عالم اليوم هو القوى الصاعدة في أوروبا وآسيا وفي أماكن أخرى. وأضاف: «أن تلك كلها دول متقدمة، وهذا أمر جيد. وهو ما يعني أن هناك ملايين من البشر، بل مليارات منهم يشقون طريقهم بعيدا عن الفقر. وهو ما يجعل العالم بمرور الأوقات أكثر أمنا». غير أن أوباما قال إن الولايات المتحدة تحتفظ بدورها القيادي. وعلى الرغم من ذلك، وقبل إبداء وجهة نظره تلك، فإنه قد مارس بعضا منها في الاجتماعات الخاصة في مجموعة دول العشرين في مركز إكسل بلندن، حيث دارت الاجتماعات. وقالت «نيويورك تايمز» إن النقطة الخلافية، كانت حول ما إذا كان من الضروري تحديد قائمة الملاذات الضريبية التي نشرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كجزء من محاولة التعامل بحزم مع أولئك الذين يحاولون التملص من الضرائب. لم يكن للولايات المتحدة موقف قوي في هذه المسألة، لكن ساركوزي أصر على ضرورة تحديد القائمة، بينما عارض هوجنتاو ذلك، مشيرا إلى أن أعضاء مجموعة العشرين ليس لها دور في صياغتها. يقول الخبراء إن ذلك نوع من النزاعات الصغيرة التي دائما ما تغلف الاتفاقات الدولية على الدوام. وأضاف مسؤول في إدارة أوباما، الذي تحدث عن الاجتماع الخاص، شريطة عدم ذكر اسمه: «كان هناك قدر كبير من النقاشات». في نهاية الأمر اقترح أوباما أن تقوم مجموعة العشرين «بالإشارة» إلى القائمة بدلا من «تحديدها». وفي لغة الدبلوماسية، فإن «الإشارة» إلى وجود القائمة قد تحمل وزنا أقل من «تحديدها». ربت أوباما على كتف ساركوزي، واجتمع الاثنان كل بمستشاره التجاري ومترجمه. وعندما أعلن ساركوزي موافقته، دعا أوباما هوجنتاو إلى أحد أركان الغرفة وطلب رأيه في المسألة. خلال ساعة رأى المشاركون الآخرون أوباما وساركوزي وهوجنتاو ينهون الاتفاق بالمصافحة. وقال ستيفن سكراغ، مسؤول في إدارة جورج بوش، الذي أشرف على جهود مكافحة الجريمة والإرهاب في مجموعة الثمانية، للصحيفة: «الفكرة هنا أن الاتفاق الموسع لمجموعة العشرين الذي يمكن التوصل إليه بأمر صغير كهذا ليس صعبا كما قد يبدو للبعض». وأضاف: «ذلك الخلاف أمر دائم الحدوث في لغة كهذه، فتحديد القائمة يعني شيئا مختلفا عن الإشارة إليها وهو ما يعد ذا مدلول كبير بالنسبة لقائد فرد».