تركي الفيصل في عمان: إيران «نمر من ورق ومخالب فولاذية»

قال إن أفغانستان بلد المتناقضات والضربات الأميركية في باكستان خطأ

TT

أكد الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق وسفير السعودية السابق لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أن الخلاف العربي هو سبب أساسي في زيادة الدور الإيراني في المنطقة على حساب المصالح العربية والقضايا العربية المصيرية، واصفا إيران بـ«نمر من ورق ومخالب فولاذية» حيث إن النظام السياسي والقيادة السياسية الإيرانية ضعيفة وهزيلة، فيما أن هذه القيادة تملك أدوات قوية يمكن استخدامها في تحقيق الطموح الإيراني بالتوسع على حساب القضايا العربية والمصلحة العربية.

وأكد الفيصل في جلسة حوارية جمعته مع عدد من رؤساء الحكومات السابقين والوزراء والمفكرين الأردنيين في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية اليوم، أن الولايات المتحدة قدمت العراق لإيران على طبق من ذهب، مشيرا إلى أن السعودية تستطيع أن تلعب دورا مهما على صعيد استتباب الأمن في العراق.

وعن دور مصر وسورية في العمل العربي المشترك أكد الفيصل أن لمصر دورا مهما وهذا الدور تاريخي، أما عن سورية فقال الفيصل إنها هي الأخرى لها دور مهم مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الذهاب بعيدا في حضن الطموح الإيراني على حساب المصالح العربية، مشيرا إلى أن سورية في عهد الرئيس حافظ الأسد كانت أكثر فاعلية في العمل العربي المشترك بالرغم من حلفها مع إيران. وعن قلة الدور السعودي في العراق، قال الفيصل إن الفترة من عام 2003 ومنتصف 2006 ظهرت في العراق قوى وعناصر كانت تحاول إبعاد العراق عن بعده العربي وعروبته، والدليل تشكل منظمات كانت تعمل على الاستفراد في العراق ووضعه تحت السيطرة الإيرانية.

وعن أفغانستان، قال الفيصل إن هذا البلد هو بلد المتناقضات، فمن الشجاعة والكرم والشهامة إلى الخبث والسوء في القيادات التي لا تحترم المواثيق والمعاهدات.

وعلى صعيد متصل، انتقد الفيصل الهجمات التي تنفذها أميركا في الأراضي الباكستانية، معتبرا هذه الهجمات خطأ فادحا يضعف الجيش الباكستاني المؤسسة الوحيدة التي توحد باكستان.

وفي شأن العلاقات الأميركية ـ السعودية، أوضح الفيصل أنه ليس هناك ما يمكن إخفاؤه في العلاقات السعودية الأميركية، وأن هذه العلاقات قامت منذ البداية على دعم المصالح والقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهذا الاتجاه في العلاقات تجسد في موقف الملك عبد العزيز آل سعود في رفضه لمطلب روزفلت بالموافقة على تهجير اليهود من أوروبا إلى فلسطين، حيث رفض الملك عبد العزيز آنذاك رفضا قاطعا، كما واستمرت المصارحة في العلاقات السعودية الأمريكية، حينما أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية من أن أمريكا قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران، الطرح الذي لاقى معارضة من وزيرة الخارجية الأميركية السابقة رايس.

وعلى صعيد التأثير العربي في أميركا، قال الفيصل إن الخلاف العربي وعدم وجود رؤية عربية متكاملة وإستراتيجية موحدة لمقاومة المشروع «الصهيوني المتمثل باللوبي الصهيوني» في أميركا أديا إلى عدم وجود خطة عربية ورؤية عربية لخدمة القضية الفلسطينية في الغرب، مشيرا إلى أنه خلال عمله سفيرا لدى أميركا لم يصادف أن توافق العرب على إجراء اتصالات مشتركة للضغط على الإدارة الأميركية لتغيير انحيازها نحو إسرائيل .

حضر اللقاء عدد من رؤساء الحكومات الدكتور عبد السلام المجالي وعبد الرؤوف الروابدة وفايز الطراونة وعدنان أبو عودة.