«الناتو» يقدم دعمه لاستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان ويركز على بناء قدرات الشرطة

الإعلان عن 5 آلاف جندي إضافي لتأمين الانتخابات في كابل.. واعتراضات على قانون المرأة

قادة دول الناتو يغادرون المنصة بعد اتخاذ صورة عائلية لهم أمس (إ.ب.أ
TT

حصل الرئيس الأميركي باراك أوباما على دعم واسع لاستراتيجيته الجديدة حول أفغانستان من حلفائه في حلف الشمال الأطلسي «الناتو»، والتي تعتمد على دور أوسع للمدنيين في أفغانستان، بالإضافة إلى تنسيق جهود إقليمية لمعالجة الأزمة هناك. وأشاد أوباما بـ«الدعم الكلي والجماعي» لاستراتيجيته الجديدة في أفغانستان التي تم مناقشتها في القمة الـ60 للحلف، والتي أقرت إعلانا جديدا، أكد فيه أن هذا البلد هو «الأولوية الأساسية» للتحالف.

وتعهد أوباما بـ«العمل مع الحلفاء لتزويد المدنيين الكافين لإطراء تغيير على واقع الأرض». وأضاف في مؤتمر صحافي في ختام القمة أن «المدنيين هم الاستثمار في مهمتنا في أفغانستان»، معبرا عن «شعور بالرضا من التوافق حول استراتيجيتنا في أفغانستان». ومن أبرز القرارات التي خرجت بها القمة، والتي دونت في البيان الختامي، تأسيس «مهمة تدريب الناتو لأفغانستان»، والتي ستركز على تدريب الشرطة الأفغانية، بعد أن كان الحلف يركز على تدريب الجيش الأفغاني. وكان الأوروبيون هم المسؤولين عن تدريب الشرطة الأفغانية في السابق، إلا أن هذه المهمة انتقلت إلى الحلف، وسيكون الأميركيون أساسيين في هذه المهمة. وشدد أوباما على أهمية تدريب المدنيين الذين قال إنهم «يقومون بمهمة بنفس أهمية الجنود في الصف الأمامي».

وأعلن أوباما أن الحلف اتفق على إرسال 5 آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان لـ«التأكد من سلامة إجراء الانتخابات الرئاسية المهمة». يذكر أن 3 آلاف من الجنود سينتشرون في فترة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 20 أغسطس (آب) المقبل في أفغانستان. ومن بين هؤلاء الجنود 900 بريطاني و600 ألماني و600 إسباني، كما سيرسل إلى أفغانستان ما بين 1400 و2000 جندي لتشكيل 70 فريقا لتدريب الجيش الأفغاني، يتراوح عدد أفراد كل فريق ما بين 20 إلى 40 مدربا.

وعبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اللذان استضافا القمة، عن دعمهما للاستراتيجية الأميركية. وقالت ميركل: «لقد أظهرنا قدرة الناتو على العمل، والاستراتيجية الجديدة في أفغانستان تظهر ذلك».

ومن جهته قال ساركوزي: «أريد أن أشكر الرئيس أوباما. لقد أظهر التزاما قويا للحلف، وكان من السهل العمل معه»، وأضاف: «لقد عملنا على التوصل إلى حلول ملموسة في القمة، فوقت القمم للحديث دون التوصل إلى نتائج ملموسة قد ولى». وصرح رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بأن «أفغانستان تفتقر إلى القوات للتعامل مع حجم التمرد، وسنبقى ملتزمين بها كي تستطيع التعامل مع ذلك... علينا اتباع استراتيجية جديدة تجعل الحكومة الأفغانية مسؤولة عن مستقبلها». وأضاف أن إرسال قوات جديدة لأفغانستان لتأمين الانتخابات «يأتي في سياق منع (القاعدة) من السيطرة على أفغانستان وتأمين العملية السياسية». وأكد في مؤتمر صحافي بعد اختتام القمة: «مكافحة (القاعدة) في كابل وإسلام آباد يجعل الشوارع في لندن وباريس ونيويورك آمنة»، مضيفا: «لقد عملنا عن قرب مع الرئيس أوباما حول هذه الاستراتيجية ونحن سعداء بها». ومن جهة أخرى قال براون إنه تحدث مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي حول قانون العائلة الجديد المثير للجدل في أفغانستان، معبرا عن «قلق بالغ» منه. وقال إن كرزاي التزم «بمراجعة القرار وإعادته إلى البرلمان»، وأضاف: «على الحكومة الأفغانية أن تعالج الفساد والمخدرات، وأن تلتزم بالقانون الدولي».

وعبر كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن القلق بشأن القانون، لكن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قال إن الانتقادات استندت إلى ترجمة خاطئة أو إساءة تفسير القانون. وعبر أوباما عن اعتراضه على القانون الذي يعتبر تراجعا كبيرا في مجال حقوق المرأة، إلا أن الرئيس الأميركي أكد أمس أن مهمة الحلف الأولى هي «مواجهة (القاعدة)».

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أنه اتصل بالرئيس الأفغاني وشدد على أهمية مراجعة هذا القرار.

ومن جهته صرح وزير الدفاع الإيطالي أن إيطاليا قد تسحب جنودها من النساء في قواتها المتمركزة في أفغانستان؛ احتجاجا على القانون الجديد. ويذكر أن إيطاليا سادس أكبر مساهم في العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وقال انياتسيو لا روسا لصحيفة «كوريير ديلا سيرا» في مقابلة نشرت أمس: «إنني أعلم أنه لن يكون خيارا سهلا تماما». وقال: «لكن الانسحاب المؤقت لنسائنا بالجيش ربما باستثناء المجندات اللاتي يعملن في الخدمات الصحية يمكن أن يمثل لفتة مهمة بشأن دور المرأة».

ووصف لا روسا القانون الجديد بأنه خطوة إلى الوراء في عملية تحديث أفغانستان، ويتناقض مع القيم التي تبرر وجود القوات الإيطالية في البلاد. وقال وهو يفسر اقتراحه: «الجميع سيفهمون، ومن بينهم الشيعة، أن المرأة يمكنها أن تقوم بنفس العمل الذي يقوم به الرجال». وأضاف: «سيكون أفضل درس للسكان الأفغان».

وفي تصريحات منفصلة قال لا روسا للصحفيين في قمة حلف شمال الأطلسي في ستراسبورغ يوم السبت، إن إيطاليا ستستجيب أيضا لنداء أميركي بأن ترسل أوروبا مزيدا من المساعدات إلى أفغانستان من خلال إرسال قوات إضافية من 524 جنديا إلى القوات الإيطالية المتمركزة هناك، وتبلغ 2665 جنديا.

وخرجت القمة بثلاث وثائق أمس، الأولى هي البيان الختامي المكون من 62 بندا، أكدت على متانة التحالف، والثانية «إعلان القمة حول أفغانستان» وطوله 3 صفحات، و«إعلان أمن التحالف» الذي يشكل نواة استراتيجية جديدة للحلف يكشف عنها مستقبلا.

ومن جهة أخرى أقر البيان الختامي للقمة إعادة العلاقات بين الحلف وروسيا والعمل مجددا بـ«مجلس الناتو ـ روسيا»، مؤكدا على ضرورة عقد اجتماع وزاري قبل صيف 2009 على مستوى المجلس. وعبر القادة في البيان عن «الالتزام باستخدام مجلس الناتو ـ روسيا كمنتدى للحوار السياسي في كافة القضايا ـ عندما نتفق ولا نتفق ـ مع النظر تجاه حل المشكلات ومعالجة مصادر القلق وبناء التعاون الفعلي».

لقطات

* استطاع المتظاهرون وقف سير قطارات «الترام» وسط ستراسبورغ بالوقوف أمام طريق سيرها صباح أمس مما عطل وصول العاملين في ستراسبورغ إلى مناطق عملهم.

* شارك 25 ألف شرطي من الشرطة الوطنية وشرطة «الجاند ماري» في عملية تأمين ستراسبورغ خلال اليومين الماضيين.

* كان وزير الدفاع البريطاني جون هاتون أول المسؤولين في المركز الإعلامي للقمة، إذ وصل إلى القاعة في الساعة التاسعة والنصف صباحاً ولم ينتبه الصحافيون له إذ كانوا يتابعون عبور القادة من الضفة الألمانية من نهر «الراين» إلى الضفة الفرنسية.

* كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المرأة الوحيدة بين رؤساء دول وحكومات أعضاء «الناتو» الـ28.

* حرص المسؤولون عن البروتوكول على تغيير الأعلام التي ترفرف على سيارات الوفود الرسمية بين العلم الألماني والفرنسي مع العبور مرة تلو الأخرى بين فرنسا وألمانيا خلال أعمال القمة. «الناتو» بالأرقام

* تأسس 4 أبريل (نيسان) 1949.

* بدأ الحلف بـ12 عضوا، واليوم فيه 28 عضوا.

* مر على «الناتو» 6 مراحل من التوسع لضم أعضاء جدد.

* «الناتو» لديه لغتان رسميتان، الإنجليزية والفرنسية.

* لدى «الناتو» حاليا أربع عمليات عسكرية، في أفغانستان، وكوسوفو، ومهمة التدريب في العراق، وعملية بحرية لمكافحة الإرهاب.

* بعد آخر دعم لقوات الإيساف، ينتشر 56 ألف جندي من «الناتو» في أفغانستان.

* استخدم البند الخامس، وهو البند الذي يقول بأن «أي هجوم على أية دولة عضو يعني هجوما على الجميع»، مرة واحدة فقط، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة.

* الأمين العام الحالي للحلف، ياب دي هوب شيفر، هو الأمين العام الـ11 للحلف، وتنتهي ولايته في 31 يوليو (تموز) المقبل. وسيخلفه رئيس الوزراء الدنماركي أندرس فو راسموسن الذي انتخب أمس.