الكلام يشغل برلسكوني عن حفل «الناتو».. ومكتبه يؤكد أنه كان يحاول حل أزمة دبلوماسية

فضل مواصلة مكالمة هاتفية على مصافحة المستشارة الألمانية

TT

بعيداً عن الأجواء الجدية والحزينة التي أراد الألمان والفرنسيون إثارتها في حفل إحياء ذكرى جنود حلف الشمال الأطلسي «الناتو» الذين قتلوا في الحروب صباح أمس، كان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني مصدراً للضحك والحرج مجدداً. فبينما كان رؤساء دول وحكومات دول حلف الـ«الناتو» يستعدون لإحياء ذكرى الجنود مع عزف موسيقي عسكري وتحليق طائرات عسكرية، خرج برلسكوني من السيارة التي أقلته إلى بلدة كيل الألمانية على ضفاف «الراين» وهو يتحدث بالهاتف الجوال. وبدلا من إنهاء مكالمته الهاتفية كي يسلم على المضيفة التي كانت في انتظار استقباله، المستشارة أنجيلا ميركل، أشار إليها بأنه سيكمل مكالمته الهاتفية ويسلم عليها لاحقاً. ونقلت شاشات التلفزة صورة برلسكوني وهو يتحدث بحماسة على هاتفه الجوال بالقرب من أعلام دول «الناتو» بعيداً عن الحفل الرسمي كي يستطيع سماع المتحدث. وبعد تساؤلات أولية حول هوية المتحدث، الذي لم تكشف هويته على الفور، أفاد مكتب رئيس الوزراء الايطالي أنه كان يتحدث مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ويحاول إقناعه القبول بترشيح رئيس وزراء الدنمارك راسموسن إلى منصب أمين عام «الناتو». ويذكر أن تركيا هي الدولة المعارضة لترشيح راسموسن مما عطل اختيار الأمين العام الجديد أثناء قمة «الناتو». وشدد المكتب على أن برلسكوني كان يحاول حل هذه الأزمة الدبلوماسية، مما استدعى مواصلة المكالمة الهاتفية. وبدأت المراسيم الرسمية التي بدأت بها قمة «الناتو» الستين أمس التي تشترك فرنسا وألمانيا في استضافتها. وعبر القادة من ضفة «الراين» على الجهة الألمانية إلى الجهة الفرنسية، بينما استمر برلسكوني في حديثه على الهاتف الجوال. والتقطت الصورة العائلية للقادة من دون برلسكوني على الضفة الألمانية، ليشارك في الصورة الثانية على الضفة الفرنسية. وأفادت تقارير إعلامية إيطالية أن برلسكوني اعتذر من ميركل، لكن لم يؤكد أي من الأطراف ذلك رسمياً.

وتأتي الحادثة بعد يومين من نشر تسجيل يظهر برلسكوني المعروف بروحه المرحة ونكاته الكثيرة وهو ينادي على الرئيس الأميركي باراك أوباما بصوت عال أمام الملكة البريطانية. وأكد قصر باكينغهام أن الملكة إليزابيث لم توبخ برلسكوني إلا أن التسجيل أظهر الملكة وبعض الانزعاج ظاهرا عليها بعد انتهاء التقاط صورة جماعية للقادة المشاركين في قمة العشرين في لندن وارتفاع صوت برلسكوني وهو ينادي على أوباما. ولم يكن برلسكوني وحده المتأخر على فعالية قمة «الناتو»، فقد وصل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون مع زوجته سارة متأخراً على حفل العشاء الذي استضافه الأمين العام لحلف الناتو، ياب دي هوب شايفر في ألمانيا مساء أول من أمس لبدء أعمال القمة. وكان دي هوب شفير في استقبال القادة مع زوجته والمستشارة الألمانية وزوجها والرئيس نيكولا ساركوزي، إلا أنه بعد تأخر وصول براون قررا بدء حفل العشاء والدخول إلى قاعة قصر «كارهوس» في مدينة بادن ـ بادن الألمانية. ووصل براون إلى القصر ليفاجئ المصورين الذين بدأوا يستعدون للرحيل من القصر ووقف مع زوجته ليلتقط المصورون صورهما وحدهما ومن دون مستقبلين.