العراق: إنشاء متحف خاص بمقتنيات صدام يضم تماثيل وهدايا من الذهب والماس

أول متحف أقيم للرئيس الأسبق في 1979.. وآخرها أواسط الثمانينات

جندي أميركي يعرض رشاشتين مطليتين بالذهب والفضة تعودان لعدي صدام، نجل الرئيس العراقي الأسبق عثر عليهما في أحد القصور في بغداد (أ. ف. ب)
TT

قال مسؤولون عراقيون وأميركيون، إن هناك خطة لإنشاء متحف خاص بمقتنيات الرئيس السابق صدام حسين، مرجحين أن يكون مكانه أحد القصور الرئاسية في بغداد.

وكان أول متحف قد أقيم لمقتنيات صدام حسين بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية في يوليو (تموز) 1979، واختيرت إحدى فلل حي الزهور الراقي بجانب الكرخ من بغداد، وكان يضم صوره منذ طفولته وشهاداته الدراسية وصوره وهو في السجن، ومن ثم فترة حياته في القاهرة، والسيارة التي استخدمت في التنقل قبيل تفجير انقلاب 17 يوليو (تموز) 1968 التي كانت محفوظة في متحف حزب البعث، حيث كان متحف الحزب في مسكن الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر بحي (علي الصالح) بجانب الكرخ.

وقتذاك كان هناك متحفان، الأول لممتلكات العائلة الملكية، وآخر لمقتنيات عبد الكريم قاسم، أول رئيس وزراء بعد الحكم الملكي في العراق، وفيما ابقي على الأول، فإن صدام حسين أمر بإغلاق متحف مقتنيات قاسم الذي كان متواضعا للغاية ولم يضم سوى أدوات حلاقة ونياشين عسكرية وتمثال بورتريت اشتغله النحات العراقي الراحل خالد الرحال في روما، وبعض الهدايا التي قدمت لقاسم من بعض الرؤساء والملوك، وهي قليلة. ولا يعرف أحد مصير هذه المقتنيات البسيطة.

وفي منتصف الثمانينات، وبعد إنشاء ساحة الاحتفالات الكبرى التي وضعت فيها نسخة مكبرة من ذراعي صدام حسين وهو يمسك السيف العربي بصورة متقابلة لتكون قوس النصر لهذه الساحة، تم تخصيص قاعتين لمقتنيات الرئيس العراقي وقتذاك، الأولى في ساعة بغداد، حيث خصصت للهدايا المقدمة لصدام حسين من الرؤساء والملوك والمواطنين العرب والعراقيين، إذ كانت الهدايا تنهال عليه من مواطنين عرب أثرياء ومن العراقيين بمناسبة عيد ميلاده الذي كان يصادف يوم 28 أبريل (نيسان)، وفي الغالب كان يستعرض هذه الهدايا وهي عبارة عن سيوف وخناجر من الذهب ومطعمة بالأحجار الكريمة والماس، ونماذج مصغرة للملوية في سامراء ونسخ من الذهب الخالص لخارطة العراق أو للآثار العراقية، أما القاعة الثانية فقد كانت في مقصورة الرئاسة بساحة الاحتفالات الكبرى وهذه خصصت كمتحف «للرئيس القائد»، وعرضت فيها مقتنياته وصوره مع رؤساء وقادة وملوك.

ومع دخول القوات الأميركية إلى بغداد في أبريل (نيسان) 2003، حيث وقعت عمليات السلب، تم نهب هدايا صدام ومقتنياته الشخصية من متحف هداياه ومتحف مقتنياته، وحسب المهندس العراقي زيد العبيدي، وهو من منطقة الحارثية، حيث كان شاهد عيان على نهب قصر الحارثية الرئاسي، وهدايا صدام حسين في ساعة بغداد، قال «لقد قام الجنود الأميركيون بربط بوابة قصر الحارثية بمؤخرة الدبابة وسحبها بعد أن عجز الغوغاء عن فتحها، ونودي بصوت عال ادخلوا: ادخلوا ادخلوا، ثم قامت دبابة أميركية بقصف برج ساعة بغداد بلا سبب والسماح للغوغاء بسرقة الهدايا، بعد أن قام جنود أميركيون بدخول متحف الهدايا ونقل ما أرادوه». وأوضح المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار عبد الزهرة الطالقاني لوكالة الصحافة الفرنسية «أن القوات الأميركية ستسلم الوزارة مقتنيات الرئيس السابق التي عثر عليها داخل القصور بعد سقوط النظام عام 2003». وتابع أن «بعض المقتنيات موجودة في المتحف الوطني وبعضها الآخر في مخازن تحت إشراف القوات الأميركية في أبو غريب (غرب بغداد) والتاجي (شمال بغداد)، فالمتحف يهتم بهذا الجانب».

وأضاف طالقاني «أن المقتنيات ملك للعراق، وكل ما هو تراثي سيكون ضمن سلطات دائرة الآثار وستكون هناك عملية بحث عن مبنى كبير لوضع المقتنيات، كما هو الحال بالنسبة لمقتنيات الملكين غازي وفيصل، والزعيم عبد الكريم قاسم».

وقال إنه لم يتم تحديد مكان المتحف حتى الآن «لكن سيتم تشكيل لجنة خاصة لذلك، ومن المرجح أن يكون أحد القصور الرئاسية»، مشيرا إلى أن «المقتنيات عبارة عن هدايا مقدمة من زعماء، وملابس ووثائق عثر عليها في القصور، وأمور أخرى متنوعة».

بدوره، أعلن الجيش الأميركي انه قام بعملية جرد للمقتنيات التذكارية وأعادها إلى الحكومة في 27 مارس (آذار) الماضي.

وتابع الجيش في بيان أن «المقتنيات التي كانت في عهدة قوات التحالف منذ عام 2003، كانت في مستودع التاجي في الآونة الأخيرة قبل نقلها إلى مخازن مجمع أبو غريب وتم إحصاؤها وفهرستها، وتنظيفها لكي تكون جاهزة للنقل». واعتبر أن «الوقت بات مناسبا لنقل المقتنيات التي تضم أسلحة إلى شعب العراق».

ونقل البيان عن اللفتنانت كولونيل وليام ويليس، نائب مدير إدارة المواد قوله «سنعد قائمة مشتركة مع الحكومة العراقية».

من جهته، قال الميجور فرانكو نيفيس «الهدف النهائي للأسلحة يجب أن يكون متحفا مخصصا لأغراض صدام حسين وسيتم عرضها أمام الجميع والأجيال المقبلة والزوار من جميع أنحاء العالم». وأكد أن «المقتنيات تشمل الأسلحة التذكارية، واللوحات، والأثاث، والتماثيل».