الجزائر: تحركات لمقاضاة حزب معارض أزال العلم الوطني من مقاره

سعدي يدعو بوتفليقة إلى الانسحاب من السباق الرئاسي.. والجاليات في الخارج تبدأ الاقتراع

جزائرية مقيمة بفرنسا تختار أوراق المرشحين الستة للرئاسة، استعداداً للإدلاء بصوتها في مركز اقتراع بمرسيليا أمس. وبدأ الجزائريون المقيمون بالخارج الاقتراع أمس (رويترز)
TT

تعتزم تنظيمات جزائرية تنتمي لما يعرف بـ«الأسرة الثورية»، مقاضاة مسؤولي حزب معارض، بسبب «إنزال» العلم الوطني من فوق مقاره وإبداله برايات سوداء، تعبيرا عن رفضه المشاركة في انتخابات الرئاسة. وأطلق الحزب أمس حملة في العاصمة، تدعو إلى العزوف عن صندوق الاقتراع يوم الخميس المقبل.

وأفادت مصادر من «منظمة أبناء الشهداء» و«منظمة أبناء المجاهدين»، بأن أعضاء منهما قرروا رفع شكوى لدى القضاء ضد قيادة حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، بتهمة «إهانة رمز من رموز الدولة». ويتعلق الأمر بجدل سياسي حاد أثاره نزع العلم الوطني من مقار الحزب بالعاصمة والولايات التي يملك وجودا بها، تعبيرا عما أسماه «الحداد» بمناسبة انتخابات الرئاسة. وأوضحت نفس المصادر أن التفكير في الدعوى العمومية، جاء بعد استشارة أحزاب قريبة من هذه التنظيمات، خاصة الحزب صاحب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني»، وحزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يقوده الوزير الأول أحمد أويحيى. ويعد العلم والنشيد الوطنيان من رموز الدولة، بموجب الدستور.

وفي حال قدرت المحكمة أن أحدهما تعرض لإهانة، فإن الشخص أو الأشخاص الذين تثبت ضدهم التهمة، يقعون تحت طائلة عقوبة السجن ودفع غرامة مالية. وشجبت «اللجنة السياسية لمراقبة انتخابات الرئاسة»، ما وصفته «موقفا سخيفاً» من طرف الحزب المعارض، واتهمت قيادته بـ«تسويد الوضع في الجزائر»، وتوقعت فشلها في إقناع المسجلين في قوائم الانتخاب بالعدول عن التصويت.

ويتعرض الحزب منذ يومين إلى هجوم حاد من طرف غالبية الأحزاب، والجمعيات ووسائل الإعلام الحكومية التي اتهمته بـ«خدمة أجندة أجنبية بالجزائر». ونفى رئيس «التجمع» سعيد سعدي في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة أمس، أن يكون الحزب نزع العلم الوطني من مقاره، «لأننا أصلا لم نضعه حتى ننزعه». وقال أمام عدد كبير من الصحافيين المحليين وآخرين أجانب جاءوا لتغطية العملية الانتخابية: «لقد رفعنا الراية السوداء عاليا لأننا في حداد على الديمقراطية». وقرأ سعدي على الحاضرين رسالة طويلة، قال إنه وجهها إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يخوض الحملة كمترشح «مستقل» لولاية ثالثة. وحملت الوثيقة هجوما حادا ضد الرئيس وسياساته، ومن أهم ما جاء فيها: «لقد استعملت ميزانية الدولة لتمويل حملتك الانتخابية، واحتكرت وسائل الإعلام وجعلت من مؤسسات الدولة لجانا تساند ترشحك، هذه ممارسات مألوفة في السلطة ولكنك تجاوزت كل الحدود». ودعا سعدي الرئيس بوتفليقة إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، فقال: «لماذا لا تتحلون بالبصيرة وتعلنون انسحابكم من هذه المهزلة، لأنكم فهمتم أن الشعب الجزائري لم يعد خائفا وان له الحق في اختيار ممثليه بحرية؟».

يشار إلى أن حزب «التجمع من أجل الثقافة»، كان حليفا لبوتفليقة خلال سنوات حكمه الأولى، وشارك في حكومة شكلها الرئيس عام 2000 بوزيرين. وفي العام الموالي أعلن القطيعة معه، بسبب أحداث دامية عرفتها منطقة القبائل التي تحتضن معاقل الحزب.

وانتقد سعدي المرشحين الخمسة لكرسي الرئاسة، قائلا إنهم أشبه بـ«الوهم»، وإنهم ترشحوا «بغرض مساعدة الرئيس على الاستمرار في الحكم». وأعلن التجمع عن بدء حملة في العاصمة تدعو سكانها إلى العزوف عن الانتخاب. ويتم ذلك عن طريق توزيع مناشير في الساحات العامة وفي أهم الشوارع تتحدث عن «الحكم الفردي الذي ينتظر الجزائريين بعد هذه الانتخابات».

وفي سياق متصل، بدأ الجزائريون المقيمون في الخارج أمس عملية الاقتراع في انتخابات الرئاسة. وقالت وزارة الداخلية الجزائرية، إن العملية تستمر حتى الخميس المقبل موعد إجراء الانتخابات في الداخل، وتأتي وفقا للقانون الذي ينص على بدء العملية الانتخابية للجالية بالخارج قبل الاقتراع في الجزائر بخمسة أيام.